أعلن مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفان اوبريان رسميا الثلاثاء أنه منع من دخول مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) بغرض الاطلاع على الوضع الإنساني في إطار زيارته التي تشمل عدة محافظات، فيما دعا وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف تجاه ما حدث.

وقال أوبراين في تغريدة على حسابه بموقع تويتر "بالرغم من تطمينات كل الأطراف مُنعنا في الخط الرئيسي بمحافظة إب (وسط) من دخول مدينة تعز اليوم".

وأضاف "انعدام الوصول إلى المدينة يعني معاناة أكثر"، في إشارة للحصار المفروض على تعز من قبل الحوثيين، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

ولم يتهم المسؤول الأممي أي طرف صراحة بمنعه من الدخول، لكنه أشار ضمنيا إلى الحوثيين الذي يسيطرون على المنطقة التي تم منعه فيها من دخول تعز وهي الخط الرئيسي الذي يربط مدينة إب بمدينة تعز.

وفي وقت سابق قال العقيد عبده حمود الصغير رئيس عمليات اللواء 17 مشاه بمحافظة تعز(تابع للجيش الحكومي)، إن "مسلحي الحوثي في نقطة تفتيش لهم غربي المدينة منعوا أوبراين من دخول المدينة للاطلاع على الوضع الإنساني فيها"، وهو ما لم يعقب عليه الحوثيون.

وقال الضابط أسامة الشرعبي مسؤول أجهزة الأمن في مدينة تعز التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة انه سمع دوي قصف على الطريق الذي كان يسلكه موكب اوبريان ما منع وصوله إلى تعز ثالث أكبر مدن اليمن والمحاصرة جزئيا من المتمردين منذ نحو عامين.

واتهمت وكالة سبأ الموالية للحكومة المتمردين في حذران الواقعة على بعد 15 كلم شمال غربي مدينة تعز بأنها منعت اوبريان من دخول المدينة بعد "إطلاق النار على موكبه"، لكن مسؤولا في المنطقة قال إنه تم تعطيل تقدم موكب المسؤول الدولي عند حاجز للمتمردين في حذران.

وأكد مصدر في الأمم المتحدة أن "موكب اوبريان الذي كان يتقدم في منطقة نزاع، تأخر لدواع أمنية".

وأضاف "إنه عدل في نهاية المطاف عن زيارة تعز"، موضحا أنه من المقرر أن يتوقف اوبريان في محافظة اب (وسط). وسيزور مدرسة في بلدة بهذه المحافظة "تؤوي نازحين من المخا".

وكانت القوات الموالية لحكومة هادي استعادت مؤخرا مدينة المخا على البحر الأحمر بعد معارك عنيفة مع المتمردين الحوثيين أوقعت مئات القتلى.

وكان من المقرر أن يقوم أوبراين بزيارة إلى مدينة تعز التي يفرض عليها الحوثيون حصارا من المنافذ الرئيسية، كأرفع مسؤول أممي يقوم بزيارتها منذ بداية الحرب قبل قرابة عامين.

واتهمت الحكومة الشرعية الحوثيين بمنع الوفد الأممي من دخول تعز. وقال عبدالملك المخلافي، إن ما تعرض له أوبراين من قبل ميليشيات الحوثي وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لمنعه من دخول المدينة، "يكشف حجم معاناة تعز وما تعيشه".

وأضاف المخلافي على حسابه بتويتر أن "إطلاق النار على موكب أوبراين وإشعال معركة من قبل ميليشيات الحوثيين لمنعه من زيارة تعز، تقتضي موقفا قويا منه ومن الأمم المتحدة، وتفضح مواقف جيمي ماكغولدريك منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن والذي يقيم بصنعاء الخاضعة للحوثيين".

ولم يوضح المخلافي تفاصيل عن حديثه بخصوص ماكغولدريك، غير أن وسائل إعلام موالية للحكومة الشرعية تتهم الأخير بمحاباة الحوثيين.

وسبق للانقلابيين منع ممثل اليونيسف في اليمن جوليان هارنس‎ من دخول تعز في أكتوبر/تشرين الأول 2016، حيث أجبروه على العودة من المداخل الرسمية للمدينة، بحسب مصادر أممية.

وقالت قيادة محور تعز العسكري التابع للقوات الحكومية اليمنية في بيان، إنها تدين "جريمة استهداف ومنع دخول أوبراين للمدينة".

ووصل أوبراين الأحد إلى مدينة عدن (العاصمة المؤقتة للحكومة) والتقى الرئيس عبدربه منصور هادي وبحث معه الوضع الإنساني في البلاد.

وقال حينها إنه يتطلع إلى زيارة محافظة تعز للاطلاع على الوضع الإنساني فيها.

ويحاصر الحوثيون مدينة تعز من منطقة الحوبان وشارع الستين في الشرق والشمال، فيما تحدها السلاسل الجبلية من الجنوب.

واضطر المسؤول الأممي للعودة من المعبر الغربي لمدينة تعز. وزار مدينة إب التابعة للمحافظة التي تحمل نفس الاسم والخاضعة لسيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.