أعربت جماعة المعارضة الرئيسية في محادثات السلام السورية في جنيف عن رغبتها في لقاء المبعوثين الروس لبحث ما تقول إنها تعهدات لم تف بها موسكو بشأن وقف إطلاق النار وهو تحرك يقول دبلوماسيون إنه يستهدف الضغط على وفد الحكومة السورية المدعومة من روسيا.

وتسعى روسيا لإحياء الجهود الدبلوماسية منذ أن ساعدت قواتها الجوية الجيش السوري والقوات المتحالفة معه على هزيمة المعارضين في حلب في ديسمبر/كانون الأول ليحقق الرئيس السوري بشار الأسد أكبر انتصار له في الحرب الدائرة منذ ست سنوات.

وعلى الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار، ألقى قصف وغارات جوية في سوريا في مطلع الأسبوع بظلال على المحادثات التي بدأت في جنيف الأسبوع الماضي.

وقال محمد علوش عضو وفد المعارضة والمنتمي لجماعة جيش الإسلام "نحن أتينا إلى هنا بعد الآستانة التي لم تستطع إلى الآن أو لم يوفر الروس فيها تنفيذ وقف إطلاق النار رغم الوعود التي قطعت على أعلى مستوى من قبل الوفد الروسي."

وبعد اجتماع استمر ساعتين مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا قال نصر الحريري رئيس وفد المعارضة السورية إنه قدم وثيقتين تحتجان على الوضع الإنساني المروع وانتهاكات وقف إطلاق النار.

وقال إنه يعتقد أن موسكو تغير موقفها لكنه يرغب في رؤية دعم إيجابي الثلاثاء.

وتابع قائلا "نتمنى من أعماق قلوبنا أن تتحول هذه المواقف النظرية إلى مواقف عملية تتجلى بدعم العملية السياسية بدعم مطالب الشعب السوري بالوصول للسلام عبر تحقيق أو تطبيق الضغوط الكافية على النظام للانخراط بجدية في هذه العملية."

وذكر دبلوماسيان أن اللقاء سيضم على الأرجح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين.

الحفاظ على المحادثات

ترعى روسيا وتركيا وإيران المحادثات الموازية في آستانة عاصمة قازاخستان لتعزيز وقف هش لإطلاق النار مهد الطريق لاستئناف محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف وهي أول مسعى للوساطة تقوم به المنظمة الدولية منذ عشرة أشهر.

وقبل انطلاق المحادثات يوم الخميس دعت موسكو الحكومة السورية إلى وقف الغارات الجوية لكن العنف تواصل وتتبادل الأطراف المتحاربة الاتهامات دون أي بادرة على الاقتراب من المحادثات الفعلية.

وقال وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إن هجوما للمعارضة في حمص يوم السبت محاولة متعمدة لتدمير المحادثات.

وقال دبلوماسي غربي "المعارضة تريد أن ترى الروس لإبلاغهم بممارسة ضغوط على الحكومة وإلا فإن هذه العملية لن تقود إلى شيء."

وأضاف أن رفض رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري بحث أي شيء سوى مكافحة الإرهاب في اجتماع في مطلع الأسبوع مع دي ميستورا كان دلالة واضحة على عدم التزام دمشق.

ويجري دي ميستورا الذي يتحسس الخطى لإبقاء المحادثات جارية حتى الآن محادثات منفصلة مع الجانبين. وسيلتقي بوفد المعارضة في وقت لاحق الاثنين قبل استضافة الوفد الحكومي الثلاثاء بينما يحاول التوصل إلى تفاهم بشأن كيفية المضي قدما في الجولات المستقبلية.

وكان يشير إلى خطة عمل سلمها دي ميستورا للوفدين تقول إن جدول أعمال المحادثات سيستند إلى قرار مجلس الأمن 2254 مع التركيز على وضع دستور جديد وانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة ونظام حكم يمكن إخضاعه للمسائلة.

وكانت روسيا والولايات المتحدة المحركتين الرئيسيتين لآخر جولة من محادثات السلام التي توقفت مع اشتداد الحرب لكن الولايات المتحدة تضطلع حاليا بدور دبلوماسي أقل أهمية. كما أن دعمها العسكري لمعارضي الأسد أكثر ترددا من التدخل العسكري المباشر لموسكو إلى جانب الأسد.