توغلت القوات العراقية المدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة في غرب الموصل الأحد بهدف انتزاع السيطرة على جسر على نهر دجلة يربط بين الضفة الشرقية للنهر التي تسيطر عليها الحكومة والمنطقة التي يدور فيها هجوم حاليا على فلول المتشددين في الغرب.

والجسر هو الخامس والأخير من جهة الجنوب على نهر دجلة. ودمرت جميع الجسور في ضربات شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وبعد ذلك على يد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون عزل الضفة الغربية التي مازالت تحت سيطرتهم.

وقال العقيد فلاح الوبدان من وحدة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية وإحدى القوتين الرئيسيتين اللتين تقودان الهجوم على غرب الموصل "الجسر مهم جدا"، مضيفا "في الساعات الأخير من هذا اليوم (الأحد) تسمعون أخبارا تفيد بوصول قواتنا إلى الجسر الرابع."

وقال إن سلاح المهندسين بالجيش يعتزم إصلاح الجسر للسماح للقوات بجلب تعزيزات وإمدادات من الجانب الشرقي مباشرة.

وانتزعت القوات العراقية السيطرة على شرق الموصل في يناير/كانون الثاني بعد قتال استمر 100 يوم. وشنت هجمات على الأحياء الواقعة غربي النهر قبل أسبوع.

وإذا هزمت القوات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل تكون قد سحقت الجناح العراقي للتنظيم الذي أعلن زعيمه أبوبكر البغدادي الخلافة في عام 2014 في أجزاء من العراق وسوريا المجاورة.

وقال قائد عسكري أميركي في العراق إنه يعتقد أن القوات التي تدعمها الولايات المتحدة ستسيطر على الموصل والرقة معقل التنظيم في سوريا خلال ستة أشهر.

وتهاجم قوات الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب ووحدات الرد السريع التنظيم في غرب الموصل بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده واشنطن ويشمل أيضا المدفعية. ويعمل الجنود الأميركيون على مقربة من جبهات القتال لتوجيه الغارات الجوية.

وقال ضابط من جهاز مكافحة الإرهاب إن مئات الأشخاص فروا من القتال منذ الخميس الماضي منهم 1200 على الأقل في الساعات الأولى من صباح الأحد.

وكان من بين هؤلاء أشخاص أدخلوا قسرا إلى الموصل في المراحل الأولى من الهجوم من مناطق مجاورة لاستخدامهم كدروع بشرية.

وقال محمد علوي زيدان (28 عاما) وهو يسير وسط مجموعة من نحو 24 شخصا على طريق زراعي بين مطار الموصل ونهر دجلة "نريد العودة لديارنا في مفرق القيارة."

وقال إنهم احتجزوا رهائن في منطقة هاوي الجوسق على ضفة النهر والتي تحاول وحدة الرد السريع السيطرة عليها في طريقها للجسر.

وأجبر التنظيم الآلاف على مغادرة قراهم جنوبي الموصل والسير مع مقاتليه لدى تقهقرهم في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2016 باتجاه المدينة. وأطلق سراح بضعة آلاف منهم في المراحل الأولى من الهجوم.

معركة عنيفة مقبلة

وأفادت بيانات الجيش بأن القوات العراقية سيطرت بالفعل على المداخل الجنوبية والغربية للمدينة وأخرجت المتشددين من المطار وقاعدة جوية ومحطة كهرباء وحي المأمون السكني.

وقال قادة إن القوات ستستكمل قريبا استعادة الحيين الآخرين وهما الطيران وهاوي الجوسق.

وهي الآن على مسافة نحو ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة القديمة والمباني الحكومية الرئيسية والتي ستعني السيطرة عليها فعليا سقوط الموصل.

ويتوقع القادة العراقيون أن تزداد المعركة صعوبة مع اقترابهم من المدينة القديمة وذلك إلى حد ما بسبب صعوبة مرور الدبابات والمركبات المدرعة عبر الأزقة الضيقة للحي القديم.

ويعتقد أن بضعة آلاف من المتشددين ومن بينهم العديد الذين جاؤوا من دول غربية للانضمام للتنظيم، متحصنون في المدينة دون وجود مكان آخر يمكنهم الذهاب إليه بشكل عملي مما قد يؤدي إلى قتال عنيف وسط نحو 750 ألف من السكان المتبقين في المدينة.

ويواجه المتشددون قوات قوامها مئة ألف جندي تتشكل من قوات الجيش العراقي ومقاتلي البشمركة الكردية ومقاتلين شيعة تلقوا التدريب في إيران.

وقال سكان إن المتشددين شقوا شبكة من الممرات والأنفاق ليتمكنوا من القتال والاختباء وسط المدنيين بعد عمليات خاطفة ورصد تحركات القوات الحكومية.

وقال أحد سكان هاوي جوسق ذكر أن اسمه محمد أن القوات تحتاج لتفتيش كل بيت لضمان عدم بقاء متشددين في المدينة.

وأضاف وهو يتسلم زجاجة حليب من صبي عند الباب "حتى إذا قتلوا جنديا واحدا يعتبرون أنفسهم منتصرين." وقال إن أسرته تعيش على الخبز والماء فقط منذ أسبوعين لعدم قدرتهم على الذهاب إلى السوق.

وسمعت أصوات قناصة وبنادق آلية وقذائف مورتر. وقال جندي إن القتال في المباني باتجاه الشمال يجري من بيت لبيت.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 400 ألف شخص قد يضطرون لترك منازلهم خلال الهجوم الجديد مع نفاد الغذاء والوقود في غرب الموصل.

وحذرت منظمات الإغاثة الجمعة الماضي من أن المرحلة الأكثر خطورة في الهجوم على وشك أن تبدأ.

وتشجع الحكومة السكان على البقاء في منازلهم كلما أمكن ذلك كما فعل السكان في شرق الموصل الذين فر منهم عدد أقل من المتوقع.