نفذت القوات الجوية العراقية الجمعة ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، مسؤولة عن تفجيرات دموية وقعت حديثا في بغداد، بحسب ما أعلن مسؤولون.

وقال مصدر مقرب من وزارة الخارجية السورية إن الغارة العراقية داخل سوريا تمت "بالتنسيق الكامل" مع حكومة دمشق من دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة زودت العراق بمعلومات مخابرات للقيام بالغارات الجوية التي نفذها الطيران العراقي داخل سوريا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيز "نعم كنا على علم. بل ودعمناها بالمعلومات"، مضيفا أنها "ضربة جيدة. ضربة فعالة. ضربة ضد أهداف الدولة الإسلامية."

وأعلنت الضربات من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان ويعتقد أنها الأولى من نوعها التي ينفذها سلاح الجو العراقي في الأراضي السورية.

وقال العبادي في بيان "وجهنا أوامرنا لقيادة القوة الجوية بضرب مواقع الإرهاب الداعشي في حصيبة وكذلك في البوكمال داخل الأراضي السورية والتي كانت مسؤولة عن التفجيرات الإرهابية الأخيرة في بغداد" مشيرا إلى أن العملية نفذت "بنجاح باهر".

وأضاف "لقد عقدنا العزم على ملاحقة الإرهاب الذي يحاول قتل أبناءنا ومواطنينا في أي مكان يتواجد فيه".

ويقع الموقعان على مسافة قريبة جدا من الحدود العراقية ضمن حوض الفرات من الجهة التي تقابل مدينة القائم الواقعة وسط الصحراء.

وتقع مدينة حصيبة في الجانب العراقي، لكن المنطقة التي استهدفت في سوريا تحمل ذات الاسم.

وخسر الجهاديون معاقلهم الرئيسية في محافظة الأنبار بعد أن شنت القوات العراقية عمليات عسكرية لاستعادة المناطق التي استولى عليها التنظيم في 2014 والتي بلغت ثلث أراضي البلاد.

ونشرت قيادة العمليات المشتركة فيديو للضربات التي استهدفت مبنيين.

وقالت في بيان "شهدت بغداد قبل فترة عمليات إرهابية من خلال تفجير عجلات مفخخة في معارض البياع والحبيبية".

وأسفر تفجير سيارة مفخخة في معارض بيع السيارات في منطقة البياع الواقعة في جنوب بغداد في 16 فبراير/شباط عن مقتل 52 شخصا وإصابة العشرات.

وكان أكثر الهجمات دموية منذ هجوم الكرادة الذي أودى بحياة 310 في العام الماضي.

وقتل 11 شخصا في اليوم الذي سبقه في تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري في معارض الحبيبية ضمن مدينة الصدر، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها.

وأضاف البيان "كما عهدتم أبناءكم استنفروا الجهد في قيادة العمليات والأجهزة الاستخبارية للوصول إلى الجناة الذين خططوا ونفذوا هذه العمليات الإرهابية".

وتابع "بعد أيام من العمل الدقيق تم التوصل إليهم وتحديد أماكنهم وفِي صباح اليوم انقض أبطال القوة الجوية العراقية بطائرات اف 16 على أهداف العدو الإرهابي في مناطق حصيبة والبوكمال داخل الأراضي السورية وتم تدمير أوكار عصابات داعش ومقراته بشكل كامل".

وشددت القيادة على قدرة الضربات العراقية على أن تصل إلى كافة أماكن تواجدهم.

وبحسب مسؤول عراقي رفيع المستوى فإن هذه هي المرة الأولى التي ينفذ فيها سلاح الجو العراقي قصفا لمواقع الجهاديين خارج حدود العراق.

وعلى الرغم من الهزائم التي مني بها التنظيم وخسارة معظم الأرضي التي استولوا عليها، إلا أنه لا يزال يتخذ جزء من الصحراء مخابئ ويشن هجمات ضد قوات الأمن العراقية.

وتأتي الغارة العراقية في الأراضي السورية بينما بدأ الخناق يضيق على التنظيم المتطرف خاصة في معقله بالموصل آخر أكبر معاقله بالعراق.

كما يواجه التنظيم المتطرف حملة معقدة تستهدف معقله في سوريا وتتداخل فيها أطراف تقف على طرفي نقيض وتتضارب مصالحها.