بقدر ما سررت بخلاصات المنتدى البرلماني الدولي حول مأسسة الحوار الاجتماعي، بقدر ما تألمت وأنا أرى إخواني قادة المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية يتناوبون لإلقاء عروضهم، (تألمت) لغياب الصرح الفدرالي الذي كان رقما أساسيا في المعادلة الاجتماعية الوطنية.

هذا الصرح الذي تم تشتيته وتفتيته بقرار خارجي تم تنفيذه داخليا.

لم نكن في مستوى حماية التنظيم الفدرالي من الاختراقات، ودخلنا في صراعات تجاوزت المقرات لنصبح فرجة في الشوارع.

أعتذر للقواعد الفدرالية لأننا لم نكن في مستوى تطلعاتها وتضحياتها و لسنا جديرين بثقتها.

أيتها القواعد الفدرالية في القطاعات والجهات والأقاليم والمراكز العمالية، أينما كنتم ولأية مركزية تنتمون إليها، الآن أقدم لكم نقدا ذاتيا لأنني كنت جزءا من المشكل ولم أكن جزءا من الحل.

ما زلت أشعر بأزمة ضمير، ولذلك قررت البوح بهذا الشعور بشكل شخصي دون المس بمن شاركوني وشاركتهم المر والحلو طيلة مساري الفدرالي.

لقد ناضلت على قدر مستطاعي وزرت جل الأقاليم للتواصل مع السواعد وركائز المنظمة،وعملت كل جهدي لإشعاع هذه المنظمة في الواجهة الإعلامية والبرلمانية، وساهمت في تطوير وتجديد الملف المطلبي لتصبح المنظمة قوة اقتراحية يحسب لها ألف حساب، كما ساهمت أساسا في كل المبادرات التنسيقية مع الحركة النقابية في كل مراحلها لايماني العميق بوحدة الفعل النقابي.لكني أشعر اليوم بالخجل أمام هذه القواعد التي ارتكبنا في حقها جريمة لا تغتفر.

نعم أنا لي نصيب من المسؤولية فيما وقع، لذلك أجدد اعتذاري لأخواتي الفدراليات وإخواني الفدراليين.

سأبقى احترمكم وأحبكم دوما وأبدا.

لست بخير.

العربي الحبشي