انتخبت حركة حماس الإسلامية الفلسطينة القيادي يحيى السنوار، أحد مؤسسي جناحها العسكري رئيسا لمكتبها السياسي في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، بحسب ما ذكرت مصادر مقربة من الحركة الاثنين.

وتجري الحركة منذ أشهر عدة انتخابات داخلية تتعلق بمراكز مسؤولية فيها.

ويقول متابعون للتطورات في القطاع إن هنية هو الأكثر حظا للحلول محل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الموجود في قطر والذي يترأس فعليا الحركة منذ العام 2004 بعد اغتيال إسرائيل لمؤسسها أحمد ياسين ثم خليفته عبدالعزيز الرنتيسي.

وقضى السنوار قرابة 20 عاما في السجون الإسرائيلية وأطلق سراحه عام 2011 في إطار اتفاق للإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي احتجزته حماس لخمس سنوات في القطاع.

وانضم منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين التي تحول اسمها أواخر العام 1987 إلى حركة حماس.

ودرس السنوار في الجامعة الإسلامية بغزة وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية. وخلال دراسته الجامعية ترأس الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابي لجماعة الإخوان.

وكان السنوار من أبرز المطالبين بدخول جماعة الإخوان المسلمين غمار العمل العسكري قبل تأسيس حركة حماس.

وأسس السنوار الجهاز الأمني لجماعة الإخوان الذي عُرف باسم "المجد" في عام 1985

وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.

وفي عام 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار لأول مرة ثم أفرج عنه بعد عدة أيام ليعاود اعتقاله مجددا في العام ذاته وحينها حكمت عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.

وكررت إسرائيل اعتقال السنوار في 20 يناير/كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات، بالإضافة إلى ثلاثين عاما بعد أن وجهت له تهمة بتأسيس جهاز المجد الأمني والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة المعروف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".

ووضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السنوار على قائمة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وفي عام 2015، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حركة حماس عينت السنوار مسؤولا عن ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها.

ومنذ خروجه من السجون الإسرائيلية، لم يجر السنوار أحاديث صحفية، ونادرا ما ظهر في المناسبات العامة.

وأدرجت الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2015 اسم السنوار على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين" إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة حماس.

وكانت واشنطن اتهمت السنوار وروحي مشتهى وهو قيادي آخر من الحركة بأنهما يواصلان الدعوة إلى خطف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

ويقول المحلل السياسي مخيمر أبوسعدة في قطاع غزة إن تعيين السنوار أصبح مؤشرا على أن "كتائب القسام باتت من يحكم بشكل واضح" في القطاع، بينما أصبح النائب في الحركة خليل الحية نائبا لسنوار.

وأضاف "اعتقد أن هذا مؤشر على أننا قد نشهد تصعيدا مع الاحتلال الإسرائيلي خلال المرحلة القادمة لأن شخصية السنوار لا تقبل بتسهيلات يمكن أن تخفف من حالة الاحتقان مع الاحتلال وبالتالي قد نشهد خلال المرحلة القادمة المزيد من الاستفزازات باتجاه إسرائيل، ورد فعل إسرائيلي عنيف ضد غزة".

وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة الذي يعمه الفقر والبطالة وشهد ثلاث حروب إسرائيلية منذ العام 2008، بينما تقفل القاهرة معبر رفح المتنفس الوحيد مع الخارج للقطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية وركود اقتصادي، بعد تعرض القاهرة لهجمات من جماعة متطرفة يعتقد أنها تحصل على السلاح من القطاع.

القسام تسيطر على حماس

ويرى أبوسعدة أنه من الواضح أن "من بات يسيطر على حركة حماس في الآونة الأخيرة هم عناصر القسام من دون جدال ومن دون أي منافسة حقيقية من جانب التيار المعتدل".

وتحافظ إسرائيل وحركة حماس على وقف هش لإطلاق النار منذ الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بين يوليو/تموز وأغسطس/اب 2014 واستمرت خمسين يوما وكانت الأطول والأكثر دموية بين الحروب الثلاث على القطاع.

وتعرض اتفاق وقف إطلاق النار تكرارا لانتهاكات من قبل الطرفين.

ويقول كوبي ميخائيل وهو مسؤول الشؤون الفلسطينية السابق في وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، إن السنوار "يؤمن بالمقاومة المسلحة. لا يؤمن بأي نوع من التعاون مع إسرائيل أو مع المصريين. الأمر الوحيد الذي يهتم به هو القدرة العسكرية لحماس".

ويؤكد ميخائيل أنه "منذ عودته إلى قطاع غزة (بعد إطلاق سراحه)، سيطر على الجناح العسكري لحماس وأصبح المعارض الرئيسي للجناح السياسي للحركة".