خرج علينا الرئيس الأميركي الصهيوني دونالد ترامب من ضمن خرجاته الاستعمارية الخرقاء ووعوده الاستعمارية بالالتفاف على كل فلسطين، وتأكيده بأن عاصمة ” الكيان الصهيوني” هي “القدس” ومطالبته بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهذا إذان صريح بأن لا وجود لدولة اسمها “فلسطين وعاصمتها القدس”، وبذا يضرب عرض الحائط بكل الحلول السلمية دولية كانت أو عربية، وضرب بكل مقرّرات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الخاصة بالشأن، وإنهاء لمشروع السلم العربي. أتى هذا القرار الاستعماري في ظروف تشرذم الشعب الفلسطيني بين “أمراء القطاع” و”أمراء الضفة”، ضُعف يفرض على الشعب الفلسطيني وتنسيق أمني مباشر وغير مباشر يفرضه وجود قيادات نظامية تبعية لفكر رجعي تربّت عليه تحت تأثير فكر “الاستعمارالجديد”نتاج التقزيم الاستعماري برمزيته القذرة “معاهدة سايكس ـ بيكو 1916″، الاتفاقية التي حولت شيوخ قبليين إلى ملوك طوائف وأمراء…
الكيان الصهيوني والامبريالية الدولية وعلى رأسها الامبريالية الأميركية يعرفون جيدا الشعب الفلسطيني ومدى طاقاته وقدراته على التضحية، فانطلاقة ثورة الشعب الفلسطيني الحديثة المسلحة في العام 1965سجلت طفرة في تاريخ تحرر البشرية، زيادة على المعارك البطولية التى خاضتها ضدا على الرجعية العربية والصهيونية وعلى رأسها معركة الكرامة الشهيرة، ومعارك عمان وبيروت، إضافة إلى التضحيات الجسام التي فاقت طاقة التحمل البشري والتي توجها الشباب الفلسطيني الثائر في الانتفاضه الأولى والثانية انتفاضة الأقصى وانتفاضة السكاكين…
الشعب الفلسطيني بدعم شعوب العالم المحب للسلام أقوى من تنال منه الامبريالية الصهيونية في نزعها الأخير، وتبقى أنظمة “أمراء الحرب” بالقطاع والضفة حجرة عثرة غير قادرة على التخلّي عن مصالحهما الضيقة وإنهاء تنسيقهما الأمني على اختلاف أشكاله مع العدة الصهيوني، سواء بوثائق نمكتوبة متفق حولها كما هوالحال بالضفة، أو بتكبيل الشعب الفلسطيني بغزة وعرقلة وحدته كما هو حاصل.
أطلقوا يدي الشعب الفلسطيني البطل، واصطفوا بجانب ثورة التحرير الشعبيةإلى متى سيبقى وجود السلطة بالضفة الغربية، ووجود سلطة قطاع غزة عالة على الشعب الفلسطيني الثائر؟ فلينسحبا ويعيدا اصطفافهما وترتيب أوراقهما. فالشباب الفلسطيني الثائر البطل قادر على إفشال كل مؤامرات الامبريالية الأميركية، فالتحرير يبدأ بالتحرّر من أنظمة “الاستعمار الجديد” وآفاته.
فوحدة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع،ووحدة القيادة الفلسطينية وإنهاء كل أشكال التجزئة والإنقسام، وإنهاء كل تنسيق مع الكيان الصهيوني وهذا قمين بالصدّ والتصدي للهجوم الصهيوني الامبريالي وحماية فلسطين من تجاوزات خرقاء لدونالد ترامب زعيم الليبرالية المتوحشة وهي في نزعها الأخير.

محمود البوعبيدي