لماذا الإصرار على تكريس العبث والهراء المؤجج للنفور والاشمئزاز ؟ وتحويل الآمال، على محدوديتها، إلى غضب لدى التواقين إلى الأفضل بسبب أداء سياسي مقيت، إنقاد صانعوه وراء الشغف بالسلطة والنفوذ والنزوع النفعي الذي أضاع زمنا شعبيا ثمينا ؟


عدم الوعي ، بالتجاهل والتناسي، بأن أولوية الأولويات في الفعل السياسي، هي تأمين مصلحة الشعب، وليس ممارسة الهراء السياسي، وسياسة الإلهاء بغرض إخفاء عيوب الأداء الضحل، ومغازلة الفساد بدل مكافحته، ونهب المال العام أمام أعين الشعب المغلوب على أمره.


فالأمر ليس اختلاف وجهات نظر أو تفاوت تقديرات وتصورات وبرامج، أو رؤى استراتيجية اختلف بشأنها، ولا حتى حسابات حزبية وحسب، هي انهيار أخلاقي وقيمي لا وازع لإبطاله أمام إغراء السلطة والهيمنة.


تحديات تدبير الشأن العام لا تحتمل ممارسة الابتزاز، أو التخويف، ولا المظلومية والبهتان، كما لا تحتمل تغليب المصالح الخاصة واقتناص فرص تحقيقها، الشأن العام هو علاقة الدولة بالمجتمع، هو قضايا وانتظارات، هو مؤسسات متمتعة بصلاحياتها، نزيهة ومراقبة.


لذلك فالحاجة هي بالأساس إلى إرادة حقيقية متشبعة بالفكر والقيم النبيلة، والسعي إلى فتح آفاق العمل أمام التطور المجتمعي في إطار تغيير ديموقراطي ضد الهيمنة والتسلط .


فمن يضع حدا للنفاق الذي يلعب بعقول الناس ، ويقوم بدور الصبي " في حكاية الامبراطور والثوب الذي أوهمه نصاب بأنه لا يراه إلا الأذكياء " والذي " أي الصبي" هتف أمام ذهول الموكب الإمبراطوري، بأن الامبراطور بلا ثياب ، في الوقت الذي كان الكل يمتدح روعة وجمال الثوب الذي لا يراه سوى الأذكياء خوفا من أن يظنهم الجميع أغبياء ؟؟؟

  •   فاطمة الزهراء التامني