اندلعت مواجهات مساء الجمعة بمدينة بنغازي الليبية بين مؤيدين ومعارضين للفدرالية، وذلك بعد مسيرة شارك فيها نحو 2000 شخص نظمت تأييدا لإعلان إقليم برقة شرق البلاد "إقليما فدراليا"، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة أكثر من عشرة أشخاص بجروح وقال وكيل وزارة الداخلية بشرقي ليبيا ونيس الشارف إن ما يقارب 12 مواطنا من مؤيدي الفدرالية جرحوا في المواجهات، نافيا سقوط قتلى كما أوردت بعض وكالات الأنباء.

وأكد ما تردد عن إطلاق النار، لكنه قال إنه "كان إطلاق نار محدودا"، وأوضح أن مصدر الرصاص كان غير معلوم للجهات الأمنية وحسب الرواية الرسمية، تقابل المناهضون والمؤيدون للفدرالية في ساحة التحرير بجوار محكمة شمال بنغازي، وكان أغلب المناهضين من سكان وسط المدينة، وإثر ذلك بدأ تراشق بالحجارة نجم عنه تحطيم وحرق بعض السيارات.

 

الوضع تحت السيطرة
وأشار ونيس إلى أن الأوضاع أصبحت تحت السيطرة، وأن الأجهزة الأمنية رفعت درجة الطوارئ تحسبا لأي تداعيات قد تحدث بالمدينة من جهته أكد المجلس الوطني الانتقالي في بيان له أهمية الالتزام بالحراك السياسي السلمي والتعبير عن الرأي والتظاهر المكفولين في الإعلان الدستوري الصادر في أغسطس/آب الماضي لكنه استنكر في المقابل استخدام القوة للتعبير عن الرأي وفي مواجهة المتظاهرين، وطالب حكومة عبد الرحيم الكيب بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في تلك الأحداث كما طالب المجلس المواطنين بالتزام الهدوء وعدم التصعيد "لتفويت الفرصة على من يسعون إلى زعزعة استقرار البلاد".

من ناحية أخرى تحدث الناشط في التكتل الفدرالي زياد أدغيم عن رواية أخرى مفادها أن نحو 15 شخصا مجهولا اقتحموا المنصة الرئيسة التي أقيمت بساحة التحرير حاملين السيوف وهاجموا المؤيدين للفدرالية. وأكد أدغيم أنه شاهد إطلاق رصاص كثيفا على المؤيدين دون معرفة من كان يقف وراءه وبخصوص الاتهامات التي وجهت لرئيس المجلس الوطني الانتقالي
مصطفى عبد الجليل بكونه المسؤول عن التحريض باستخدام القوة ضد دعاة الفدرالية، أفاد الناطق الرسمي باسم المجلس محمد الحزيزي للجزيرة نت بأن عبد الجليل أكد في أكثر من مناسبة أنه كان يقصد استخدام القانون في مواجهة من يودون الاعتداء على سيادة ليبيا ووحدتها الوطنيةوأكد الحزيزي أن المجلس أكد طيلة الأيام الماضية على أهمية الحوار مع أصحاب الرأي الفدرالي.

 

اتهامات
من جهته اتهم الناطق الرسمي باسم ما يعرف بالمجلس التأسيسي لإقليم برقة أبو بكر بعيرة كل من حرض ضد الفدراليين، وقال "إن رئيس المجلس الانتقالي ووزير الداخلية فوزي عبد العال ومفتي الديار الليبية الصادق الغرياني والأوقاف في بنغازي ومجلس بنغازي المحلي حرضوا ضدهم في عدة مناسبات" كما أكد أن وسائل الإعلام دعت هي أيضا إلى استخدام العنف، حتى بلغ بها الأمر وصف هؤلاء بالخونة، وحذر من الانجرار وراء مثل هذه التصرفات، ودعا جميع الأطراف إلى احترام الرأي والرأي الآخر.

كما أشار أحد مؤيدي الفدرالية -وهو السياسي محمد بويصير- إلى أن ما جرى الجمعة تنفيذ للتهديدات التي خرجت في الأيام الماضية عن رئيس المجلس الانتقالي، وأكد أن ما حصل جعل دعوة المؤيدين للخيار الفدرالي أقوى من ذي قبل وأكد بويصير أنه شاهد عام 1975 إطلاق الرصاص على السياسي اللبناني معروف سعد في صيدا الذي شكل بحسبه الشرارة الأولى لحرب أهلية أتت على الأخضر واليابس، وعبر عن خشيته من أن يكون من أطلقوا النار الجمعة بساحة التحرير في بنغازي يسعون لجر ليبيا للمصير نفسه.