توجه المغرب في السنوات الأخيرة إلى توطيد علاقاته مع دول إفريقية ، بهدف الحصول على دعم موقف الرباط في قضية إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو الانفصالية.

وتؤكد الرباط أحقيتها في الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تستضيف نازحين من الإقليم، بعد أن استعادته المغرب إثر انتهاء الاحتلال الإسباني له عام 1975.

ويرى محللون مغاربة أن انفتاح المغرب على القارة السمراء وسعيه لتقوية العلاقات مع دولها، يمهد لعودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي بعد انسحابها من هذه المنظمة عام 1984، بسبب قبولها عضوية البوليساريو .

وخلال قمة الاتحاد الإفريقي في العاصمة الرواندية كيغالي يوليو، وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، رسالة إلى القادة الأفارقة عبر فيها عن رغبة الرباط في استعادة عضويتها في الاتحاد، وهو ما رحبت به 28 دولة إفريقية شاركت في هذه القمة.

وخلال السنوات الأخيرة، كثف المغرب من زيارة مسؤوليه لدول إفريقية، وإقامة شراكات اقتصادية واجتماعية ودينية.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بمدينة وجدة (شرق)، خالد الشيات، إن المغرب هو ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا، والشريك الاقتصادي الأول في إفريقيا الغربية .

وتابع الشيات أن الحضور الاقتصادي القوي للمغرب يؤهله ليكون حاضرا في الاتحاد الأفريقي، خصوصا في ظل تراجع الحضور القاري لكل من نيجيريا وليبيا .

وشدد على أن الرباط تستثمر في علاقات جنوب - جنوب (القارة)، مع الأخذ بعين الاعتبار قاعدة رابح رابح ، أي ضرورة تحقيق مكاسب.

ووفق الخبير المغربي المختص في الشؤون الإفريقية، الموساوي العجلاوي يجب قراءة طلب المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي وقضية الصحراء والتعاون جنوب - جنوب في منظومة واحدة .

واعتبر العجلاوي أن قرار عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي يأتي في ظل تغير موازين القوى في الاتحاد، خصوصا في ظل التحولات الكبيرة التي حدثت في عدد من دول القارة، سواء السياسية، مثل الفراغ الناجم عن موت العقيد الليبي معمر القذافي، الذي كان يدعم دولا إفريقية عدة، أو المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها بعض الدول، مثل نيجيريا، أحد مؤيدي جبهة البوليساريو، حيث تعاني نيجيريا أزمة اقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط، إضافة إلى تنامي الإرهاب بها من خلال جماعة بوكو حرام .

وبشأن زيارة العاهل المغربي مؤخرا لعدد من دول شرق إفريقيا، قال العجلاوي إن هذه الدول (في الشرق) تعرف أن هناك تحولا في موازين القوى بإفريقيا، وأن المغرب مرشح لتغيير هذه الموازين لصالحه؛ بفضل استقراره السياسي والأمني والاقتصادي مقارنة مع جيرانه من دول شمال إفريقيا .