رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأربعاء بالتقدم الحاصل في المفاوضات بين السودان وجنوب السودان والإعلان عن عقد قمة بين رئيسي البلدين، في حين أكد كبير مفاوضي جوبا باقان أموم أن العلاقات بين البلدين أصبحت "إيجابية" بعد أشهر من التوتر بينهما وجاء في بيان للأمم المتحدة أن بان "يشجع الطرفين على حل المشاكل العالقة بين البلدين سريعا" وأضاف البيان أن "التوصل إلى اتفاق حول وضع رعايا كل بلد وترسيم الحدود المشتركة هو خطوة مهمة إلى الأمام وإشارة مشجعة عن روح التعاون بين الطرفين" وعقب جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اتفق البلدان الثلاثاء على عقد قمة قريبة في جوبا بين الرئيسين السوداني عمر البشير والجنوبي ميارديت سيلفاكير لإحراز تقدم في القضايا المتعلقة بالعائدات النفطية والمناطق الحدودية المتنازع عليها، وهما نقطتا الخلاف الرئيسيتان بين الجارين.

 

علاقة إيجابية
من جهته أكد كبير مفاوضي جوبا في المباحثات مع الخرطوم باقان أموم أمس الأربعاء أن العلاقات بين جنوب السودان والسودان أصبحت "إيجابية" وقال أموم "نريد العمل على إنجاح هذه القمة والتوقيع على المعاهدات المتفق عليها وعلى اتفاقات أخرى وتقليص التوترات وخلق بيئة إيجابية" مضيفا "ربما تكون هذه هي المحاولة الأخيرة لحل القضايا الصعبة بين البلدين" وتابع أموم "عندما كنا بلدا واحدا أمضينا وقتنا في التقاتل ومحاربة بعضنا البعض، لقد انتهى ذلك الآن"، مؤكدا للصحفيين أن البلدين يتفاوضان حاليا "بروح إيجابية"
وأكد أن هذا النهج الجديد نجح بالفعل في أديس أبابا حيث وقع البلدان بالأحرف الأولى على وثيقة تنشئ لجنة مشتركة لحل قضية رعايا البلدين، وقررا البدء في ترسيم حدودهما وقال إن "الاتفاق الخاص بالجنسية" يقضي بأن "يتمتع رعايا كل من البلدين في البلد الآخر بحرية الإقامة والتنقل والعمل والتملك واستغلال الأملاك".

 

 

أزمة النفط
وأكد أموم أن السودان وافق على دفع ثمن النفط -الذي استقطع بسبب عدم وجود اتفاق على بدل مرور النفط عبر أنابيبه- لجنوب السودان، في حين أن جنوب السودان تعهد بدفع بدلات عدة أشهر لمرور النفط وبعد أن أصبح دولة في التاسع من يوليو/تموز 2011، ورث جنوب السودان ثلاثة أرباع إنتاج النفط السوداني قبل الانفصال (حوالي 350 ألف برميل يوميا) إلا أنه ما زال يعتمد على الشمال في تصديره.

وقد قررت الخرطوم الحصول على عائداتها عينا بسحب كميات من النفط الذي يمر عبر أراضيها لعدم دفع جنوب السودان أجور نقل النفط، الأمر الذي أثار غضب جوبا التي أوقفت إنتاجها في يناير/كانون الثاني الماضي وقال أموم أيضا في هذا الخصوص إن البلدين سيتفاوضان على اتفاق تجاري بشأن نقل النفط وبدلات نقله قبل التوصل إلى اتفاق شامل بشأن منطقة أبيي التي يدور خلاف حولها والتعويضات التي يجب أن يحصل عليها السودان بدلا من "الخسارة المالية للجنوب".