يرى رئيس ا”لمركز المغربي للدراسات الإنسانية والاجتماعية والسياسية” سمير بودينار، أن فرع تنظيم “الدولة الاسلامية” في المغرب، انتقل من التركيز على عمليات التجنيد التقليدية للشباب في عدد من المناطق الى الاعتماد على الخلايا النائمة، ويتجلى ذلك في عدد من الحالات تم فيها تفكيك خلايا قبل ارتكابها عمليات إرهابية وأعمال عنف.

وقال الخبير السياسي والاجتماعي، في مقابلة مع وكالة لـ”سبوتنيك” الروسية، إن المرحلة الأخيرة عرفت اتساع نطاق عمليات التجنيد لتشمل جنسيات أخرى غير مغربية، كنوع من التمويه، إلى أن وصل التنظيم إلى مرحلة تجنيد الفتيات، وهو ما كشفت عنه الضربة الأمنية الأخيرة، التي توصلت إلى أن الجماعة الإرهابية جندت شبكة من الفتيات القاصرات، في عدد من المدن المغربية.

ويأتي حديث الخبير المغربي في سياق تفكيك السلطات الأمنية المغربية لعدد من الخلايا الارهابية في مناطق مغربية مترقة.

وأعلنت السلطات المغربية، الثلاثاء، عن اعتقال طالب هندسة مشتبه في “ولاءه” لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة تيفلت (وسط)، ووفق ما ذكره بيان الداخلية فان هذا الأخير، اعتقل يوم الاثنين، وكان يحضر للقيام بعمليات إرهابية في مواقع حيوية بالبلاد.

ويتابع المشتبه به، دراسته في شعبة الهندسة وقد عثر على “تركيبات” كتابية تدخل في تحضير مواد كيماوية لصناعة المتفجرات، وحبال كهربائية وجهاز لقياس شدة التيار الكهربائي وزجاجات تحتوي على مواد يشتبه فيها، بمسكنه اثر تفتيشه من قبل عناصر ا”لمكتب المركزي للأبحاث القضائية” التابع للمخابرات العامة.

وفسر المتحدث لجوء التنظيم الى تجنيد جنسيات أخرى غير مغربية، بأنه “نوع من التمويه”، مشيرا الى وصول التنظيم الى مرحلة تجنيد الفتيات، لافتا الى ما كشفت عنه التحريات حول استعداد الفتيات اللواتي تم إيقافهن مؤخرا الى تنفيذ عمليات ارهابية.

ولفت إلى أن هؤلاء الفتيات كن على استعداد لتنفيذ عمليات لصالح التنظيم وتبني أنشطته والدعاية لها، وهو أمر يؤشر على عدد من الأمور، أولها أن هناك حاجة إلى تطوير المقاربة مع القاهرة للتعامل مع مثل هذه الحالات، خاصة مع امتلاك التنظيم قدرة على التعامل في الأوساط التقليدية وهي أوساط الشباب، القادرين على التعامل مع مثل هذه الأفكار.

وأوضح أن هناك حاجة ماسة إلى التعامل مع هذه الشريحة المستهدفة من جانب التنظيم، خاصة أن تنظيم “الدولة الاسلامية” الإرهابي ليس متغلغلاً بشكل كبير في أوساط المجتمع المغربي، ولكنه يستهدف فئات معينة هو يعرف أنه يستطيع التأثير عليها، لذلك فإن هناك حاجة إلى محاربة الفكر المتطرف الذي يتبناه التنظيم، كبداية للقضاء عليه.

وأورد رئيس مركز الدراسات الإنسانية والاجتماعية وجود وسائل كثيرة لمحاربة هذا التنظيم، في مقدمتها نشر الوعي بخطورة هذه الأفكار المتطرفة، لافتا الى ان انجاح هذا الامر يتوجب اشراك جميع الوسائل الدعاية، من الإعلام والسوشل ميديا، التي يستغلها التنظيم في كثير من الأحيان لنشر أفكاره والتأثير على الشباب من خلالها لكي ينضموا إليه.

ونوه المتحدث بطريقة تعامل الامن المغربي، من خلال توجيه ضربات استباقية إلى التنظيم الإرهابي، وتمكنه خلال الفترة الماضية من كشف وضبط عدد من الخلايا الإرهابية، كانت تستعد لتوجيه ضربات قوية، وتجنيب المغرب كوارث انسانية.

ويذكر أنه في الجارة الشمالية، قالت السلطات الاسبانية انها اعتقلت شابان يبلغان من العمر 31 و35 عاما، قاما بأنشطة داعمة للارهاب على شبكة الانترنت منذ 2012، كما أعلنت عن اعتقال الحرس المدني الاسباني، إمامين مغربيين بتنسيق مع المديرية العامة لحماية التراب الوطني (المخابرات المغربية).

وجاء في بلاغ الداخلية الاسبانية، أن المشتبه بهما “ينشطان” في مسجد الفتح بجزيرة ابيزا الاسبانية وتم اعتقالها بعد التأكد من اعلانهما الولاء للتنظيم الارهابي المحظور، مشيرة الى أنهما كانا يروجان لخطابات “ارهابية” واستقطاب شباب قصد تجنيدهم نحو مناطق الصراع.

وكان المشتبه بهما، وهما يحملان الجنسية المغربية، ينشطان على مواقع التواصل الاجتماعي بحساباتهما الشخصية في الترويج والاشادة بفكر “تنظيم الدولة الاسلامية” بهدف استقطاب أتباع له من داخل التراب الاسباني.

نبيل بكاني