ويُقال أن سليمان، وهو عربي فقير وبسيط وصادق، من قبائل النجديين رأى فيما يرى النائم شعلة تخرج من جسمه فتتخذ شكل عمود من لهب يجوب البوادي ويشعلها. أخافت الرؤيا سليمان الذي لجأ الى استشارة مشايخ قبيلته، فأعلموه بأن ولدا له سوف يدعو الى مذهب جديد ويتبعه سكان هذه المنطقة من البحر الأحمر حتى الخليج.

لم تتحقق هذه النبوءة في ابن سليمان، إنما في حفيده الشيخ محمد بن عبدالوهاب. كان الشيخ يكتب على ضوء السراج في جزيرة العرب قبل قرنين ناقلا عن الأولين "لم يكن على دين الرسل الا الواحد بعد الواحد، حتى إن آخرهم قال عند موته: لا أعلم على وجه الأرض أحدا على ما نحن عليه."

إن أهم شيء حسب ما فهمت من الاسلام أن يغلب حب الآخرة على حب الدنيا. كلمة "اسلام" وردت ست مرات في القرآن الكريم ومعناها بحسب محمد أركون "تحدي الموت" عن طريق تقديم الإنسان روحه وحياته كلها من أجل قضية نبيلة. كلمة اسلام تعني أصلا في اللغة العربية: تسليم شيء ما الى شخص آخر. ولكن المعنى الاصطلاحي يعني هنا تسليم النفس بكليتها الي الله أي تقديم الروح كتضحية من اجل الجهاد في سبيل الله.

وفي القرآن الذي هو كتاب المسلمين المقدس "كلا بل تحبون العاجلة". تعلمت هذه الأشياء من اسرتي والمدرسة، وحين جربت الحياة، وخبرت الناس وصروف الدهر، عرفت بأن كل الناس تحب "العاجلة" وأن القرآن يدعو الى شيء شاق، ثم عرفت بأن هذا الاسلام هو دين الأوائل. فهناك دوما أمثالنا الذين يقومون بالختان وعقد الزواج الشرعي والدفن الاسلامي رغم أننا علمانيون. وهناك -من جهة أخرى- التجار الذين لا تستقيم تجارتهم ومصالحهم الا بحج البيت، واظهار نوع من الورع والتدين.

لكن طبعا هذا ليس الاسلام الذي يسبب اليوم مشكلة سياسية عالمية. بل ذلك الدين الذي بدأ بغار حراء كقضية جدية وخطيرة، بالشهداء والمؤاخاة والتضحيات والهجرة، ولكنني لم أفهم أبدا العقيدة الاسلامية. ما هو هذا المعتقد الذي يستحق الموت؟ لم أفهم هذا الجزء من الاسلام، فهمت الجانب الإجتماعي والسياسي والتاريخي فقط.

العقيدة شيء لا يمكن فهمه بعقل علماني بسيط. إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب حين تقرأ له، يصيبك قلقه ووهج العبارات وتمر بحالة من الإنبهار اللغوي والبلاغي. إنه رجل مفتون بالاسلام والتوحيد حقا، وهذا الرجل مساهم بتأسيس المملكة العربية السعودية وجزء جوهري من تاريخها القديم. وكما حدث في التاريخ الاسلامي وتحول الاسلام من ثورة الى دولة على يد معاوية بن أبي سفيان، تحولت الوهابية من ثورة الى دولة على يد الملك عبدالعزيز بن سعود.

غير أن فكرة الشيخ ابن عبدالوهاب بقيت تكافح تحت الرماد وانفجرت في النهاية. إن الشيخ ابن عبدالوهاب هو في الحقيقة بطل داعش اليوم. شعلة اللهب التي خرجت من جسد النجدي الفقير سليمان في منامه، واتخذت شكل عمود ملتهب يجوب البوادي، أي أنه كما في منام جده عبارة عن حريق. طبعا سينزعج كثيرون من رأيي لاعتبارات سياسية، وليس لاعتبارات ثقافية في هذا الموضوع.

عقيدة الدواعش القدرية

قبض الجيش العراقي قبل يومين على شاب داعشي، أعطوه صحنا من الرز، وكانوا قد سكبوا عليه ماء باردا ونصفه الأعلى عاريا. طلب منشفة قبل أن يأكل لأن لحيته تقطر ماء في الطعام فأعطوه، والمشكلة أنه طلب ملعقة حتى استغرب الجنود لأنهم يأكلون بأيديهم فلم يمنعوه.

سألوه ما هذه المسامير في ساقك؟ قال أنتم ضربتموني وانغرزت في لحمي، قالوا له ألا تستحق الضرب؟ لم يجب، لم يلق بنفسه على الأرض ويتوسل كما كنت أنت أو أنا سنفعل أملا بالعفو والرحمة، بل جلس يأكل بهدوء وسط أعدائه وهم يصورونه جاهلين معنى ذلك.

هذا ولد علمه شيوخه الإرهابيون في الموصل إن ما أصابك ما كان ليخطئك، وما أخطأك ما كان ليصيبك، شيء مخيف. وقد نقل لي رجل من الموصل أن عائلة روسية قد أخرجت السجاد وغسلته استعدادا لفصل الشتاء، فسأله جاره العراقي ألم تسمع الأخبار؟ قال بلى ولكنه القضاء والقدر.

الدنيا التي كان فيها الاسلام مهيمنا قد انهارت منذ زمن بعيد. الاسلام اليوم هو ثقافة وعادات وتقاليد. الاسلاميون وخصوصا الجهاديون يحاولون قلب الدنيا بالحروب، حتى ترجع تلك الدنيا القديمة التي كان فيها الاسلام مهيمنا. يريدون تمكين الاسلام من الحياة، أو بعث الاسلام من جديد في الحياة بحيث يظهر من جديد ذلك "المسلم" القديم الذي يحكم العالم ويقود الجيوش، الجندي "المحمدي" الذي اندرس، ويظهر معه الفهم الجديد للزمن والعلوم ضمن الضوابط والإيقاع الاسلامي.

إن المآذن التي رفعت الأذان خمس مرات في اليوم، والمساجد التي استقبلت المصلين نحو الكعبة كل تلك القرون من الهزيمة السياسية والحضارية حافظت على ذكريات الاسلام وأحلامه، وهذه الذكريات قررت أن تكافح وتعود لقلب الدنيا. مشروع خطير ولكن العالم الغربي قوي ولن يسمح بذلك، لن يسمح بقلب الدنيا وبناء امبراطورية دينية جديدة.

هموم وطنية عراقية

هناك تخوف غامض في المنطقة من الهزة التي ستحدث بعد معركة الموصل. قوات تركية تتحرك بالقرب من المدينة دون موافقة القيادة العراقية، وتحركات للجيش الأردني على الحدود العراقية، واستعدادات أمنية في المنطقة كلها. لماذا الاعلان عن تحريم الخمر ببغداد قبل تحرير الموصل؟ هذا قرار سياسي، حتى يشاع للعرب بأن بغداد دولة اسلامية متشددة، وأن المعركة ليست معركة كفر وايمان. السيد حيدر العبادي نفسه يبدو قلقا.

السيد العبادي يريد حلفا مع ايران، ولكن لا يريد اندماج بغداد بطهران. وبعض السنة يريدون حلفا مع تركيا للتوازن مع ايران، ولكن لا يريدون تقديم الموصل للاتراك. السنة بحاجة الى الشيعة لحماية هويتهم العراقية، والشيعة بحاجة الى السنة لحماية بغداد عاصمة مستقلة. وهنا وصلنا الى مشكلة جوهرية هي مصير العراق كوطن.

ما هو شعور العراقي وهو يرى صواريخ حرارية موجهة مضادة للدروع يطلقها داعش وتفجر مدرعات العراق؟ يقتلون جنودا عراقيين في قضاء الرطبة قرب الحدود السورية. ما هو شعورك وجنود الخلافة يمزقون العلم العراقي بعد مقتل الجنود ويرفعون علم داعش بدلا عنه؟ ما هو شعورك غداً اذا حصل احتكاك ووقف الجندي التركي ضد الجندي العراقي؟ الحكماء قالوا قديما اللهم نجنا من التجربة. الرئيس التركي طيب رجب أردوغان يقول "الموصل في روحنا" يقصد روح تركيا العثمانية؟

قلق عربي مشروع من الميليشيات

يقول الشاعر نضال العياش "كنت دائما أدعو لإدراج رواية كوابيس بيروت لغادة السمّان التي تتحدث عن الحرب الأهلية في مناهج الدراسة في العراق، حتى يدرك الناس فداحة الحرب بين اثنين يسكنان بيتا واحد". من غير ممكن أن تفهم الوضع العراقي دون أن تفهم الحرب الأهلية اللبنانية ( 1975- 1990) جذور أي حرب أهلية هو ضعف الدولة ووجود ميليشيات.

لم تنته الحرب الأهلية اللبنانية الا بوصاية سوريا، وتقوية الجيش اللبناني، وحل جميع الميليشيات باستثناء حزب الله. الدرس الذي نتعلمه من الحرب الأهلية اللبنانية هو أن الحرب الأهلية بلا أخلاق. ممكن أن تقاتل مع الجيش الاسرائيلي لتحطيم خصمك، وممكن أن توقع على احتلال بلادك، ممكن أن تقبل بذبح آلاف الأطفال من وطنك على يد جيوش غريبة.

بدون فهم للحرب الأهلية اللبنانية سيكون صعبا على الشباب العراقي تفهم العراق اليوم. لحسن الحظ هناك بقايا دولة وجيش في العراق. إن كل دعم لميليشيا مهما كانت هو تخريب لبلادك، ولا يوجد منتصر في الحرب الأهلية بالمناسبة، ولا يوجد منطق ولا شرف ولا سبب. الحرب الأهلية هي عار مطلق. نتيجة الحرب الأهلية اللبنانية دمار بيروت، مقتل 160 ألف انسان معظمهم من المدنيين، وهجرة المسيحيين من لبنان بالآلاف.

قبل القتل على الهوية في بغداد عام 2006 كان هناك "السبت الأسود" حيث انطلقت الميليشيات المارونية بعد العثور على أربع جثامين لأعضائها بمنطقة فلسطينية عام 1975 بوضع نقاط تفتيش في مرفأ بيروت وقتلت المئات من الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين على الهوية، وردت الميليشيات على الطرف الآخر بجرائم أفظع منها. ضروري أن يفهم العراقي تفاصيل الحرب الأهلية اللبنانية.

بل من المهم للحكومة العراقية أن تدرك تفاصيل أيلول الأسود في الأردن 1970 وكيف أن وجود ميليشيات داخل أي دولة سيؤدي الى انهيارها اذا لم تتصرف بسرعة كما فعل الملك حسين. ميليشيات تتحرش بدول الجوار، وتغير الحكومات، وتخطف طائرات، وتحاول اغتيال الملك، وتقطع رأس جندي وتلعب به كرة القدم. السيد العبادي يعلم جيدا ما أقول هنا.

في الحرب الأهلية اللبنانية كانت المخيمات الفلسطينية تحاصر وتقصف، ومن الجوع طالب الأهالي بفتوى تبيح لهم أكل قتلاهم، بعد أن أكلوا جميع الكلاب والقطط والسحالي في المخيم. لهذا علينا أن ننتبه ولا نبالغ في العراق. يجب أن نكتب بضمير وحرص وخوف من الآن فصاعدا. ولا تستغربوا فقد رأينا بعض أهالي القيارة يفتحون صدر داعشي وينتزعون قلبه ورئتيه ويأكلون، هذا مضغ اللحم البشري حقدا، معروف عند بعض القبائل الهمجية العربية الوضيعة، ولكن طبخ الجثث وإطعام الأطفال قد يحدث.

ربما هذه الميليشياوية في الحشد الشعبي تمزح حين تقول إنها تطبخ رؤوس الدواعش في قدر، ولكن ذلك قد يحدث فعلا بسبب الاقتتال والحصارات والمجاعات. وللعلم الشعب العراقي بالتجربة أفضل بكثير من غيره وأقل وحشية. أدعو العقلاء في العراق الإنتباه قبل أن نفقد إنسانيتنا.

الشيعة ليسوا ميليشيات عادية، تاريخ الميليشيات في فلسطين ولبنان وسوريا، كل الميليشيات السنية والمسيحية تذابحت فيما بينها. يقتلون بعضهم البعض. الشيعة لا يتذابحون. سرايا السلام لا تذبح حزب الله، وعصائب الحق لا تقتل فيلق در. حاول البعض مع مقتدى الصدر على أمل أن تصح نظرية الميليشيات بالمال والدعم يتحول مقتدى الى زعيم ميليشيا شيعية تقوم بذبح ميليشيات شيعية أخرى، كما كان اللبنانيون والفلسطينيون وكما يفعل السوريون السنة اليوم.

لقد فشلت هذه النظرية فشلا ذريعا مع الصدر، الى درجة إغلاق قناة البغدادية البعثية التي تبنت هذا المشروع، فقد اتضح أن مقتدى الصدر يسخر منهم. هناك شيء متعلق بالعقيدة الشيعية يصر العرب على عدم فهمه وتقبله. وجود مرجعية وولاية فَقِيه والدم الشيعي عندهم ليس رخيصا. الدم السني في العراق مختلف فقد رأينا الصحوات تقتل الجهاديين بالأنبار، والجهاديين يذبحون الصحوات. كما في مذبحة البو نمر قتلوا 300 رجل من عشيرة واحدة في ساعة واحدة.

الشيعة قضية مختلفة تماما، الكل يعود الى مرجع كبير هو السيستاني، وقائد عسكري كبير هو سليماني، وقائد سياسي كبير هو خامنئي. وطالما الميليشيات الشيعية لا تتقاتل فيما بينها، فهي في الحقيقة ليست ميليشيات بالمعنى الذي نعرفه عن المرتزقة والميليشيات الذي تتذابح لأجل المال، وتهريب البترول، والضرائب.

هذه حقيقة موجعة جدا لا يكاد العرب يتقبلونها. عصائب الحق يخفضون أسلحتهم أمام سرايا السلام في عز التوتر بينهما ويقولون لهم "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك" ولكن السؤال الى متى سيدوم هذا الانسجام الشيعي؟ وكيف لا يقلق العرب وعندهم حدود مع ميليشيات بهذه الدرجة العالية من التنظيم والتسليح والدهاء.

شجون إنسانية

يتصاعد القلق العربي على المدنيين خصوصا كلما اقتربنا من عملية التحرير. فالقادة العرب يدركون أن تحرير مدينة يسكنها مليون عربي ليس بالأمر الهين. خصوصا وأن الأجواء مشحونة بأحقاد قومية وطائفية قديمة في العراق.

كما كان صدام حسين يجند عشرة آلاف كردي يسميهم "الفرسان" ويطلق عليهم الأكراد "الجحوش" لتحرير شمال العراق من الإنفصالي مسعود البارزاني حينها، نرى اليوم الأكراد أيضاً يجندون عشرة آلاف "جحش" من العرب السنة لتحرير الموصل من الإرهابيين الدواعش. هذا النوع من الغمز بين العرب والأكراد موجود ويثير الأحقاد بكل أسف.

تعرض النازحون العرب بعد الهجوم الداعشي على كركوك الى عمليات تهجير ومضايقات. رسالة من كركوك "داعش طب الكركوك زين احنا النازحين الطايح حظنه شعلينه خلال 48 ساعه نغادر يسحبون مستمسكاتنه ويطردونه. وطبعا احنا نازحين (بيجي) الي محرره صار الها سنة. تفجير مايقارب 5000 بيت. و22 جامع 30 مدرسة. مابقى بيها بنى تحتيه كل المؤسسات نهبت ونباعت تفصيخ بأسواق بغداد. گلي احنا وين ننطي وجهنه بيجي وميقبل يرجعون العوائل الها، وكركوك الاكراد ما يريدونه ويسحبون مستمسكاتنه. احجي عنها الله يرحم والديك".

ورسالة استغاثة أخرى من كركوك تقول "من بعد احداث كركوك خلال الايام الماضية بدأ الاكراد الان بترحيل النازحين خارج مدينة كركوك، يسحبون كل اوراقك الثبوتية انت وعائلتك وتطلع بهدومك الى سيطرة داقوق، كلشي ما تاخذ وياك، وهناك تنتظر الى ان يسلموك اوراقك. القرار مو رسمي بس اليوم طلعوا اكثر من 100 عائلة من احياء الواسطي وحزيران وغيرها" نتمنى من القادة الأكراد تفهم معاناة النازحين السنة العرب.

ورسالة ثالثة ساخرة من الموصل "البطريق طائر ولكنه لا يطير، واذا نزل الى الماء يأكله سمك القرش، واذا بقي على الجليد يأكله الدب القطبي، هذا حالنا اليوم في حلب والموصل".

الخلاصة

داعش تنظيم ارهابي له ثقافته وجذوره وعقيدته، ولا يمكن القضاء على الإرهاب دون القضاء على أسبابه، ومهمة العرب الأولى هي هزيمة الإرهاب في العراق، ثم تبدأ المهمة الثانية وهي القضاء على الطائفية.

هناك مخاوف عربية حقيقية من مشروع الميليشيات العراقية وتسليحها وربطها بالمشروع الإيراني. العرب عندهم تجربة مريرة مع الميليشيات الفلسطينية والمسيحية وحزب الله في لبنان، وهم يتخوفون من مستقبل دموي للعراق والمنطقة بسبب وجود سلاح خارج سلطة الجيش العراقي. أعتقد هذه مخاوف موجودة عند الحكومة العراقية أيضاً والسيد العبادي يتفهم ذلك.

نحن كعراقيين عندنا خوف على وطنيتنا وبلادنا. إن الصراع السياسي والمذهبي قد وصل الى نهايته داخل البلاد. والمجتمع فيه قرى وأرياف محيطة بمدن وحواضر من شماله إلى جنوبه. الناس متخوفة على مستقبلها وحياتها، وعلى الحكمة العراقية التي أبقت البلاد آلاف السنين على قيد الحياة، أن تتدخل اليوم وتنقذ حياة العراقيين من الثأر والحقد والنهب والخراب.

المشكلة الأساسية هي الإسلام السياسي والجهادي. فلا يمكن للدين أن يتحول إلى مشروع سياسي أو عسكري، وعلى العراق أن لا ينزلق أكثر نحو التطرف الداعشي أو نحو المشاريع الخمينية. ما زالت هناك دولة عراقية وجيش وطني ورغبة عربية بدعم العراق. ليس الوقت متأخراً للوقوف مع السيد حيدر العبادي ودعمه، لأنه لا يوجد بديل للحكومة العراقية سوى الخراب للعراق والمنطقة كلها.

 

أسعد البصري