لم تبق الا ايام معدودات ويتوّج الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة.

ما زالت الحملات الدعائية والانتخابية سجالا بين الطرفين.

المرشحان: ترامب وكلينتون وظلال الماضي تلاحق كلا منهما حتى صار عصيّا الجزم في اي منهما سوف يكون الرئيس.

ترامب الذي تكالبت عليه النسوة من كل جهة يتهمنه بالتعدي والتحرش وصولا الى محاول اغواء ممثلة افلام اباحية يذكّر منافسته بتاريخ زوجها في المغامرات النسائية.

تاريخ رؤساء اميركا السابقين لا يخلو من قصص تلك المغامرات والفضائح النسائية، الرئيس كروفير كليفلاند عصفت به في العام 1884 فضيحة كونه على علاقة مع امرأة وانجب منها وتنكّر لها لكن الفضيحة تفجّرت ابّان حملته الانتخابية.

في العام 1830 وقف الرئيس اندرو جاكسن الى جانب وزير دفاعه هنري ايتون في فضيحة نسائية عندما تزوج من امرأة كان على علاقة سابقة بها مما ادى الى انتحار زوجها وهو ما دفع وزراء الادارة الأميركية الى تقديم استقالاتهم احتجاجا على موقف الرئيس المتواطئ.

في العام 1802 اتُّهم الرئيس توماس جيفرسون بعلاقة مع سالي هيمنغس ترتب عليها طفلا غير شرعي.

وكانت الخاتمة فضائح الرئيس بيل كلينتون النسائية في العام 1998.

لعل هذه الخلفية لعدد من الرؤساء الاميركان في مغامراتهم النسائية او فضائحهم توصل السلسلة مع دونالد ترامب الذي تلاحقه الفضائح من كل جهة حتى وصلت الى المحاكم.

لكن السؤال الذي يمكن ان يطرح هنا هو:

هل ان المزاج الجمعي الاميركي قابل للتغاضي عن كل تلك الفضائح وعدّها امورا شخصية عابرة وهامشية وبإمكان الملياردير اسكات الاصوات المتصارخة ضده بالمال والتعويضات في مقابل التركيز عل انه "الحامي" الفعلي لاميركا والاميركيين؟

موقع توداي انفو يجري مسحا يجمل فيه 13 سببا تؤهل ترامب لكي يكون رئيسا منها مثلا انه يريد معايير عالية جدا يتبعها الاميركان في كل شؤون الحياة وبما فيها التعليم والرعاية الصحية والرفاهية الفردية وانه الاكثر تشددا في موضوع الهجرة وانه رافع راية تحرير العالم من تنظيم داعش الارهابي ولا احد مثله في هذا الاتجاه وانه بسبب الامبراطورية المالية الشخصية التي بناها فأن بإمكانه ان يبني امبراطورية مالية اميركية مماثلة بما يجعل الاميركان يرتعون بالنعمة والوفرة.

ما بين الحملات النسائية الشرسة واعتبار ترامب وحشا بشريا وعدوّا للمرأة وبين من يريد ان يمحو صورة الرئيس الضعيف والمتردد كما يوصف الرئيس اوباما يقف ترامب في المنتصف وهو يشهر عصا غليظة باتجاه الجميع ويعمل في الوقت نفسه جابيا للأموال من كل جهة يريد اموالا من المملكة العربية السعودية في مقابل حمايتها ومن اية دولة سوف تتواجد فيها قوت اميركية وكذلك على العراق دفع اموال تقديرا لجهود الولايات المتحدة.

اميركا التي امامها شرق اوسط متداعٍ تعصف به الحروب والصراعات بعدما طبقت عليه نظرية الفوضى الخلاقة والعراق الذي مازال يدفع اكلافا باهظة من جراء تطبيق عقيدة بوش، كلها تركة ثقيلة لا يعلم احد كيف لشخص مثل ترامب ان يكون في وسط هذه الفوضى بوجهه الملطخ بصبغات احمر الشفاه النسائية وان يتمكن من ان يفي بوعوده.

الرضا بترامب عالميا معناه انتاج شخصيات على المسرح الدولي من طينته.

الرضا بترامب ايضا يعني ان الامبراطورية تكون قد اسست نمطا رئاسيا جديدا لا يضيره الخوض في اية فضائح، عبودية النساء تعود من جديد، وامتهان كرامتهن ايضا.

ان تكون مرشحا رئاسيا فيجب ان تكون مليارديرا بالوراثة، فلا تستجدي احدا لجمع اموال حملتك الانتخابية وذلك نهج جديد ايضا. ان تكون مرشحا رئاسيا فلا بد ان تؤسس لك خصوما على المستوى الشخصي او الدولي بشكل يثير حماسة الرأي العام المدمن بعضه علي مراهنات المصارعة رغم انه يعلم انها مفتعلة وكاذبة الا انه سيستمتع بوجود رئيس موتور يتنقل بين غرف النساء.

 

طاهر علوان