أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش الثلاثاء أن بلاده قد تشن عملية برية في العراق انطلاقا من قاعدة بعشيقة للقضاء على أي "تهديد" لمصالح بلاده.

وتأتي تصريحات أوغلو فيما باتت القوات العراقية على مشارف المحور الشرقي لمدينة الموصل.

وأضاف الوزير التركي أن بلاده قامت بعملية برية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا وهي مستعدة للقيام بتدخل مماثل في العراق.

وتابع أوغلو في تصريح لشبكة "كانال 24" التلفزيونية الفرنسية "إذا كان هناك خطر يهدد تركيا فسنستخدم كل وسائلنا بما في ذلك عملية برية للقضاء على هذا التهديد".

وقال "إذا اشتد خطر تنظيم الدولة الإسلامية سواء في سنجار أو في مناطق أخرى من العراق عندها سنستخدم كل قوتنا" للقضاء عليه.

وكانت الحكومة التركية قد أعلنت أن مدفعيتها في قاعدة بعشيقة في منطقة الموصل قصفت مواقع للجهاديين بعد أن طلبت منها قوات البيشمركة الكردية المشاركة في الهجوم وهو ما تنفيه بغداد.

ومن شأن تصريحات أوغلو أن تفاقم التوتر القائم أصلا مع بغداد على خلفية الوجود العسكري التركي الذي لا يحظى بالقبول على الاقل من قبل الحكومة التي يقودها الشيعة وايضا المليشيات الشيعية التابعة لإيران والمتحالفة معها تحت مسمى الحشد الشعبي.

وترغب تركيا بشدة في استنساخ تدخلها العسكري في شمال سوريا، في شمال العراق، لكن ذلك يعد مجازفة في ظل معارضة بغداد وتلويح المليشيات الشيعية بمهاجمة القوات التركية على الاراضي العراقية.

وفي المقابل يطرح الموقف الاميركي من أي تحرك تركي داخل العراق تحت عنوان المشاركة في معركة الموصل، أكثر من نقطة استفهام.

وقد أعلن وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر الجمعة في زيارة خاطفة إلى تركيا إلى وجوب مشاركة أنقرة في عملية الموصل رغم أن بغداد تعارض ذلك بشدة.

لكن الوزير الأميركي قال ايضا إن هناك صيغة اتفاق بين تركيا والعراق، معبرا عن ثقته بتوصلهما الى تفاهم حول عملية الموصل.

على مشارف المحور الشرقي

ميدانيا، باتت القوات العراقية الثلاثاء قاب قوسين أو أدنى من المحور الشرقي لمدينة الموصل، في الوقت الذي بحث فيه وزراء دفاع التحالف الذي تقوده واشنطن في باريس تطورات الهجوم.

وتستعد ميليشيات من قوات الحشد الشعبي الشيعية المؤيد للقوات الحكومية لفتح محور جديد في الجهة الغربية من منطقة الموصل، بهدف قطع الطريق على عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الذين يهربون من الموصل إلى سوريا.

واستعاد جهاز مكافحة الإرهاب (قوات النخبة العراقية) السيطرة على مناطق قريبة من الضواحي الشرقية للموصل.

وقال قائد الجهاز الفريق عبدالغني الأسدي "تقدمت قواتنا من محورنا خمسة إلى ستة كليومترات باتجاه الموصل".

وأضاف متحدثا من بلدة برطلة المسيحية التي تمت استعادة السيطرة عليها "ننسق الآن مع قواتنا في باقي المحاور من أجل شن هجوم منسق".

وتواصل قوات البيشمركة الكردية من جهتها تقدمها من المحور الشمالي، في حين لا تزال قوات الشرطة الاتحادية التي تتقدم من الجنوب بعيدة نسبيا عن ضواحي الموصل.

واعلن متحدث باسم "عصائب أهل الحق"، أبرز فصائل الحشد الشعبي أن قوات الحشد "كلفت رسميا" باستعادة السيطرة على بلدة تلعفر ومنع عناصر تنظيم الدولة الاسلامية من الفرار من الموصل غربا باتجاه سوريا.

ويتألف الحشد الشعبي من متطوعين وفصائل شيعية تتلقى دعما من ايران وقامت بدور كبير في استعادة السيطرة على مناطق أخرى كانت بيد تنظيم الدولة الاسلامية، إلا أنها ارتكبت جرائم طائفية في المدن السنية التي تم تحريرها، ما أثار مخاوف من اذكاء نزاع طائفي اذا شاركت في معركة الموصل.

وشكلت مشاركة قوات الحشد الشعبي في معركة الموصل محور تجاذبات سياسية لأن سكان الموصل أغلبهم من السنة.

وأبدى مسؤولون سنّة عربا وأكراد اعتراضهم على مشاركتها في معارك استعادة الموصل، ووعدت بغداد بأن القوات الحكومية وحدها ستدخل المدينة.

كما تفضل الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي الداعم لعملية استعادة الموصل عدم تورط الحشد الشعبي في العمليات. ويحظى الحشد بشعبية واسعة ودعم من الأطراف الشيعية في البلاد.

من جهة أخرى أعلن التحالف الدولي الثلاثاء أن أول جندي أميركي يقتل في معركة الموصل هو الضابط جيسون فينان الذي ينتمي إلى البحرية الأميركية.

وقال في بيان ان فينان قضى في 20 أكتوبر/الأول "متأثرا بجروحه بعد انفجار قنبلة محلية الصنع قرب بعشيقة" في شمال شرق الموصل.

وفينان هو رابع عسكري أميركي يقتل خلال عمليات في العراق منذ بدء التصدي للجهاديين في 2014.

بدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء، إن الهجوم الذي تشنه القوات العراقية بدعم أميركي لتحرير الموصل، يشبه تماما الهجوم الذي تشنه القوات السورية بدعم روسي لتحرير حلب.

وأوضح لافروف في منتدى بموسكو "بالأمس سألت جون كيري هاتفيا ماذا يجري في الموصل؟ فقال انهم يعدون عملية لتحرير هذه المدينة من الارهابيين"، مضيفا "وفي حلب أيضا يجب تحرير المدينة من الارهابيين".

لكن بحسب الوزير الروسي فإن نظيره الأميركي قال إن الوضع "مختلف تماما"، ناقلا أيضا عن كيري قوله "في الموصل خططنا كل هذا بشكل مسبق في حين في حلب لم تخططوا لشيء والمدنيون يعانون".