قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم في تصريحات تلفزيونية الأحد إن المدفعية التركية قصفت مواقع للجهاديين في مدينة بعشيقة القريبة من الموصل بشمال العراق بعد أن طلبت قوات البشمركة الكردية الدعم.

وأضاف في تصريحات للصحافيين في غرب تركيا "لقد طلبت قوات البشمركة المساعدة من جنودنا في قاعدة بعشيقة. ونحن نقدم الدعم بالمدفعية والدبابات وصواريخ هاوتزر".

ويأتي التدخل التركي دون تنسيق أو تشاور مع الحكومة العراقية المركزية في بغداد. كما يأتي أيضا بعد أن أعلن وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر خلال زيارة خاطفة إلى تركيا الجمعة ضرورة مشاركة أنقرة في معركة الموصل.

وتقول أنقرة إن نحو 700 جندي تركي يدربون القوات العراقية في قاعدة بعشيقة للمساعدة في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من البلاد.

وقال مقاتلون أكراد إنهم انتزعوا السيطرة على بلدة بعشيقة قرب الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية الأحد، فيما تشق القوات العراقية طريقها صوب آخر معقل للتنظيم المتشدد في العراق.

وقال مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق لوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إن الأكراد نجحوا في تحرير بعشيقة من الدولة الإسلامية.

وقال مقاتلو البيشمركة الأكراد للصحفيين في موقع القتال إنهم دخلوا بعشيقة لكن لم يسمح للصحفيين بدخول البلدة التي تبعد 12 كيلومترا شمال شرقي الموصل.

ومن المتوقع أن تكون عملية الموصل أكبر قتال في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.

وإذا تأكد أن المقاتلين الأكراد سيطروا على البلدة سيعني ذلك إزالة عقبة أخرى في الطريق إلى المدينة الواقعة شمال العراق.

وقال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن تاونسند، إن معلوماته برغم محدوديتها "تظهر أن الرئيس البرزاني على حق وأن هناك نجاحا كبيرا في بعشيقة."

لكنه أضاف "لم أتلق تقريرا يقول إنه تم تطهير جميع المنازل وقتل كل داعشي (متشدد بالدولة الإسلامية) وإزالة كل عبوة ناسفة".

وقال تاونسند للصحفيين إن بعشيقة واحدة من القرى خارج الموصل أخلاها تنظيم الدولة الإسلامية من السكان وحولها إلى حصن خلال العامين الماضيين.

وأظهر مقطع مصور من بلدة نوران القريبة من بعشيقة المقاتلين الأكراد يستخدمون قذيفة مورتر ثقيلة ومدفعا آليا وأسلحة صغيرة في حين تصاعد دخان فوق المنطقة المحيطة ببعشيقة.

ومع تحرك قوات البيشمركة الكردية في أنحاء المنطقة تحركت المركبات المدرعة على طول أحد الطرق وسُمع هدير طائرة هليكوبتر محلقة.

وتستخدم البيشمركة الكردية دبابات وقاذفات صواريخ وقناصة. وشوهد المقاتلين يدمرون ثلاث سيارات ملغومة على الأقل كانت تستهدفهم.

ونقلت محطة سي.إن.إن ترك التركية ومنافذ إعلامية أخرى عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قوله الأحد، إن المدفعية التركية تساعد البيشمركة الكردية.

ونقلت المحطة عن يلدريم قوله "البيشمركة احتشدت لتطهير منطقة بعشيقة من داعش. طلبوا من قواتنا في قاعدة بعشيقة المساعدة لذلك نساعد الدبابات بمدفعيتنا هناك."

وتنشر تركيا قوات في قاعدة بعشيقة شمالي الموصل للمساعدة في تدريب مقاتلين من قوات البيشمركة الكردية ومقاتلين سنة.

وقد يؤدي الدعم المدفعي إلى المزيد من توتر العلاقات بين أنقرة وحكومة بغداد المركزية. ويأتي ذلك بعد يوم من رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لعرض من تركيا للمشاركة في حملة الموصل.

حملة الموصل

وقال وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان العراق، إن قوات التحالف تقدمت إلى نطاق 5 كيلومترات من الموصل في أقرب النقاط.

وتستعد قوة عراقية قوامها ثلاثين ألف فرد تدعمها قوات خاصة أميركية وغطاء جوي أميركي وفرنسي وبريطاني للتقدم نحو الموصل بعد استعادة السيطرة على الفلوجة والرمادي غرب بغداد والسيطرة على تكريت في وسط العراق.

ونفذ تنظيم الدولة الإسلامية هجمات تهدف على ما يبدو لعرقلة تقدم القوات، حيث نفذ هجوما في كركوك الجمعة وهاجم ليل السبت - الأحد بلدة الرطبة التي تبعد 360 كيلومترا غربي بغداد. وقال مصدر بالشرطة إن سبعة من رجال شرطة على الأقل قتلوا.

وقال عماد الدليمي رئيس بلدية الرطبة إن المتشددين هجموا خلال الليل ودخلوا المدينة عن طريق التنسيق مع خلايا نائمة هناك، حيث اشتبك نحو 30 متشددا مع مقاتلي العشائر وقوات الأمن قبل اختفائهم.

وقال تاونسند، إن الدولة الإسلامية نفذت ما وصفه بالهجوم المركب في الرطبة تعاملت معه القوات العراقية، مضيفا أن هذا الهجوم كان يهدف "لمحاولة جذب الانتباه بعيدا عن الموصل."

وفي محاولة لصد الهجوم على الموصل أضرم متشددو الدولة الإسلامية النار في مصنع للكبريت بالقرب من المدينة وعولج نحو ألف شخص في المستشفى بعد استنشاق الأبخرة السامة قبل أن تتم السيطرة على الحريق.

معركة تستغرق وقتا طويلا

وقال مسؤولون في التحالف إن الهجوم يمضي بشكل جيد، لكن السيطرة على الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة ستستغرق وقتا طويلا.

وقام ما يتراوح بين أربعة وثمانية آلاف من متشددي الدولة الإسلامية بزرع متفجرات في أنحاء المدينة وحفروا خنادق أغرقوها بالنفط وحفروا أنفاقا وخنادق ويخشى أنهم يجهزون لاستخدام المدنيين كدروع بشرية.

وعبر وزير الدفاع الأميركي عن تفاؤله بشأن حملة استعادة الموصل أثناء زيارة لاربيل أشاد خلالها بمقاتلي البيشمركة الأكراد.

وقال لمسعود البرزاني أثناء محادثاتهما "إنني هنا لتهنئتك أنت وقواتك. أشعر بحماس بسبب ما رأيته."

وقال المتحدث باسم البيشمركة الجنرال هالجورد حكمت للصحفيين إن 25 مقاتلا كرديا قتلوا حتى الآن. وأضاف حكمت الذي استعان بمترجم "هناك الكثير من الجرحى."

وأشاد بالدعم الجوي الذي يقدمه التحالف لقواته، لكنه قال إن هناك حاجة للمزيد من المساعدة العسكرية بدء من المركبات المدرعة والمعدات إلى رصد العبوات الناسفة.

وقال "معظم أفراد البيشمركة قتلوا لأنهم كانوا يركبون سيارات عادية وليست مدرعة."

وخلال الاجتماع قال البرزاني، إن عملية الموصل بدأت بنجاح وأشار للتقدم الجيد الذي تحقق في الأيام الثلاثة الماضية. وشكر الولايات المتحدة والتحالف لدعمهم.

وفي روما عبر البابا فرانسيس عن تضامنه مع الشعب العراقي خاصة سكان الموصل.

وأضاف "صُدمت أرواحنا بأعمال العنف الوحشية التي تنفذ منذ وقت طويل ضد المدنيين الأبرياء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو من أي جماعة عرقية أو دينية."

وعبر عن حزنه للتقارير التي تحدثت عن مقتل الكثيرين من بينهم العديد من الأطفال "بدم بارد".

وبدأت القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية مدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هجوما واسعا فجر الاثنين لاستعادة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية.

وتسبب وجود القوات التركية على الأراضي العراقية بحرب كلامية بين أنقرة وبغداد.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أن بلاده ستشارك بالتأكيد في عملية الموصل.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على الموصل في 2014. وفي حال خسر المدينة العراقية فستبقى الرقة السورية التي أعلنها عاصمة لـ"خلافته" المدينة الرئيسية التي لا تزال تحت سيطرته.