أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن واشنطن اعتذرت عبر بلاده للرئيس السوري بشار الأسد عن قصف قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة موقعا للنظام في شرق سوريا الأسبوع الماضي.

وارتفع منسوب التوتر بين موسكو وواشنطن بعد الضربة الاميركية على مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور العسكري، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود السوريين. وقال التحالف ان القصف حصل عن طريق الخطأ.

ولم تتمكن روسيا والولايات المتحدة، رغم سلسلة اجتماعات عقدها لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، من التفاهم حول إحياء هدنة انهارت الاثنين بعد سبعة ايام على بدء تطبيقها، وتبادلتا الاتهامات حول هذا الفشل الدبلوماسي.

وقال لافروف خلال مقابلة في نيويورك مع التلفزيون الحكومي الروسي ان موضوع قصف موقع للنظام السوري في دير الزور طُرح خلال لقائه مع نظيره الأميركي جون كيري الثلاثاء.

وأضاف "هم (الأميركيون) تناولوا هذه المسألة وقالوا إنها حصلت بالخطأ واعتذروا من السوريين عن طريقنا".

ولم يصدر على الفور رد من واشنطن حول تصريحات لافروف.

ثم أكد الوزير الروسي في معرض رده على سؤال حول اعتذار واشنطن من النظام السوري، قائلا "نعم اعتذروا. من الصعب الاعتقاد بأن الاستخبارات التابعة لقوات التحالف الدولي نسيت مكان انتشار كل القوات في تلك المنطقة".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الاسبوع الماضي مقتل 62 جنديا سوريا وإصابة 100 آخرين في غارات للتحالف الدولي على مواقع تابعة لقوات النظام في محافظة دير الزور شرقي البلاد.

وفي حينها، اتهمت موسكو الاميركيين بـ"الدفاع" عن تنظيم الدولة الاسلامية الذي كان يسيطر على نقاط في تلك المنطقة وحول مطار دير الزور.

وتوصلت روسيا والولايات المتحدة في التاسع من سبتمبر/أيلول إلى اتفاق يهدف إلى إعادة عملية السلام في سوريا إلى مسارها الصحيح. وتضمن ذلك هدنة في سائر أنحاء البلاد وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإمكانية التعاون العسكري المشترك لاستهداف الجماعات الإسلامية المحظورة.

وتدعم روسيا إلى جانب إيران وفصائل شيعية عربية الرئيس السوري بشار الأسد في حين تدعم الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية بعض الفصائل السنية الساعية للإطاحة به.

وتعتبر كل الأطراف المتحاربة تنظيم الدولة الإسلامية عدوا لدودا. وتمتد المناطق التي يسيطر عليها التنظيم على طول وادي الفرات من الحدود العراقية بما في ذلك المناطق المحيطة بدير الزور حتى الأراضي الواقعة قرب حدود سوريا مع تركيا.

وحصد الصراع الذي دخل عامه السادس أرواح مئات الآلاف من الأشخاص وشرد نصف سكان سوريا مما تسبب في حدوث أزمة لاجئين في الشرق الأوسط وأوروبا وأثار موجة من الهجمات الإرهابية في أنحاء العالم.

وقتل 45 مدنيا على الاقل السبت في أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، والتي استمرت لليوم الخامس على التوالي عرضة لغارات جوية كثيفة يشنها النظام وروسيا بعد فشل المحادثات الاميركية الروسية في إرساء هدنة في البلاد.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان بين القتلى سبعة أشخاص كانوا من القلائل الذين خرجوا لشراء الغذاء وقتلوا في قصف بينما كانوا ينتظرون دورهم أمام احد المخازن لشراء اللبن في حي بستان القصر.

وتحدث شهود عن أشلاء بشرية على الارض وبرك من الدم، بينما اكتظت العيادات بأعداد كبيرة من الجرحى.

وأعلنت الامم المتحدة ان مليوني شخص تقريبا يعانون من انقطاع المياه في حلب، بعد ان قصفت قوات النظام احدى محطات الضخ وقامت الفصائل المقاتلة بوقف العمل في محطة أخرى تضخ نحو الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، انتقاما.

والسبت، عبر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون عن صدمته الشديدة ازاء التصعيد العسكري "المروع" في مدينة حلب، معتبرا أن "الاستخدام المنهجي الواضح" للقنابل الحارقة والقنابل الشديدة القوة في مناطق سكنية قد "يرقى الى جرائم حرب".