دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاحد من مدينة الفلوجة العراقيين الى الاحتفال باستعادة السيطرة على المدينة الواقعة في غرب بغداد والتي شكلت احد اهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، مبشرا ايضا "برفع العلم العراقي في الموصل قريبا"، في اشارة الى اكبر المدن في شمال البلاد والتي لا تزال تحت سيطرة الجهاديين.

ويعطي الانتصار العسكري في الفلوجة دفعة قوية للقوات العراقية لمواصلة عملياتها ضد التنظيم المتطرف، إلا أن العبادي ايضا سيكون من أكبر المستفيدين من هذا النصر الذي سيكون بمثابة المتنفس من الضغوط السياسية التي تمارسها العديد من القوى.

ويعتقد مراقبون أن يستغل العبادي هذا الانتصار لتعزيز وضعه السياسي وشعبيته على حساب القوى المناوئة له بما فيها تلك الشريكة في الحكم وتتبنى المذهب ذاته.

كما يؤكد النصر في الفلوجة صواب وجهة نظر العبادي الذي أصر على خوض معركة الفلوجة قبل الموصل ما أدخله في خلاف مع الشركاء الأميركيين الذين يفضلون تحرير مدينة كبير على نصر في مدينة أصغر.

وقال العبادي في تصريح لقناة العراقية الحكومية خلال زيارته الفلوجة "ادعو العراقيين للخروج والاحتفال في كل مكان. ادعو جميع العراقيين الى الاحتفال بمثل هذا اليوم في جميع مناطق العراق".

واضاف العبادي الذي ظهر في زي قوات مكافحة الارهاب، ابرز القوات المشاركة في العمليات، "من حق العراقيين الاحتفال بإعادة الفلوجة. هزمنا الدواعش الذين ليس لديهم مكان في العراق".

واستعادت القوات العراقية الاحد كامل السيطرة على مدينة الفلوجة بعد "تطهير" حي الجولان في المدينة التي سيطر عليها الجهاديون مطلع عام 2014.

وتشكل استعادة السيطرة على الفلوجة ضربة كبيرة للتنظيم المتطرف ومزيدا من التراجع في مناطق "خلافته".

وبدأت القوات العراقية بمساندة فصائل الحشد الشعبي وبدعم طيران التحالف الدولي فجر 23 مايو/ايار عملية عسكرية كبرى لاستعادة السيطرة على الفلوجة.

والفلوجة اولى مدن العراق التي سقطت مطلع 2014 بيد الجهاديين الذين شنوا في يونيو/حزيران من ذلك العام هجوما واسع النطاق سيطروا خلاله على مناطق اخرى في شمال البلاد وغربها ولاسيما مدينة الموصل.

من جهة أخرى قال مصدر عسكري عراقي ان الدمار الذي لحق بمدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) جراء العمليات العسكرية التي شهدتها في مواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية لا يتجاوز عشرة بالمئة.

وقال قائد عمليات الفلوجة الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي ان "المعركة انتهت بنسبة دمار في البنية التحتية في الفلوجة لا تزيد على 10 بالمئة توزعت في جميع مناطق المدينة".

وفي تصريح لقناة العراقية الحكومية، قال الساعدي ان "هذه المعركة هي انظف معركة مدن في كل العراق"، في اشارة ضمنية الى اضرار كبيرة لحقت بمدن اخرى طرد منها الجهاديون مثل تكريت والرمادي.

واستعادت القوات العراقية الاحد كامل السيطرة على مدينة الفلوجة بعد "تطهير" حي الجولان في المدينة التي كان الجهاديون سيطروا عليها مطلع العام 2014.

وأورد تقرير للأمم المتحدة ان الاضرار التي وقعت في الرمادي (100 كلم غرب بغداد) هي الاسوأ في كل العراق، فيما قدرها مسؤولون حكوميون عراقيون بنحو 80 بالمئة.