اعلن وزير الخارجية التركي الاثنين ان بلاده تريد ان تكون الدولة الاولى التي تعيد فتح سفارتها في طرابلس، وبحث مع حكومة الوفاق الليبية كيفية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وقال مولود جاوش اوغلو في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس "نريد ان نكون الدولة الاولى التي تعيد فتح سفارتها في طرابلس"، كما اعلن ايضا انه بحث في اعادة رحلات الطيران المباشرة للخطوط الجوية التركية بين اسطنبول وطرابلس .

وكان رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج قد اكد أن لتركيا مصالح في ليبيا وأن بلاده حريصة على اعادة التوازن لعلاقاتها الخارجية.

وواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السنوات القليلة الماضية انتقادات حادة بسبب تدخله في الصراع الليبي- الليبي بدعمه لإخوان ليبيا كما أن بلاده محطة ترانزيت للجهاديين التونسيين والمصريين والليبيين الذي التحقوا بصفوف الجماعات الارهابية في سوريا والعراق انطلاقا من العاصمة الليبية طرابلس التي كان يحكمها الاخوان الغالبية العظمى في حكومة الانقاذ الليبية السابقة بقيادة خليفة الغويل.

ووصل الوزير التركي الاثنين الى طرابلس حيث كان نظيره الليبي محمد طاهر سيالة في استقباله، والتقى رئيس الحكومة الليبية فايز السراج في قاعدة طرابلس البحرية.

وكانت السفارة التركية في طرابلس اغلقت في صيف 2014 وتوقفت الخطوط الجوية التركية عن تسيير رحلات الى العاصمة الليبية في يناير/كانون الثاني 2015 "لأسباب امنية".

واضاف جاوش اوغلو في مؤتمره الصحافي "ان الشركات التركية تريد استئناف نشاطها في قطاعات النقل والاتصالات وخاصة قطاع الطاقة الذي يعتبر اولوية بالنسبة لليبيا في الوقت الحاضر".

من جهته قال الوزير سيالة "تطرقنا بالتفاصيل الى عودة الشركات التركية واستئناف مشاريعها للبنى التحتية".

واوضح الوزير الليبي ان شركة تركية عادت الى ليبيا "لاستكمال مشروع بناء محطة كهربائية في مدينة الخمس" (120 كلم غرب طرابلس).

واضاف "نأمل أن تتمكن الحكومة التركية من اقناع شركة انكا (قطاع البناء) بالعودة لاستكمال مشروع توربينات الغاز لمحطة الاوبري الكهربائية" في الجنوب.

وردا على سؤال حول قيام السلطات التركية بفرض تـأشيرات دخول على الليبيين مع ان هناك اتفاقا بين البلدين يعفيهم من ذلك، قال الوزير التركي انه يجري العمل "لتبسيط الاجراءات" وان هناك "احتمالا لكي يحصل الليبيون على تأشيرة دخول مباشرة" من القنصلية التركية في مصراتة (200 كلم شرق طرابلس).

وكانت الحكومة الليبية في الشرق والتي كانت تحظى باعتراف دولي قبل أن يتم تشكيل حكومة الوفاق الوطني، قد اتهمت مرارا أنقرة بتسليح الاسلاميين المتشددين في ليبيا.

كما ضبطت السلطات اليونانية في أكثر من مرة سفن محملة بالسلاح انطلقت من تركيا باتجاه ليبيا.

واعادة فتح السفارة التركية في طرابلس اجراء عادي بمنطق العلاقات الدبلوماسية والمصالح المتبادلة، إلا أنه من المحتمل أن يثير جدلا حادا وقد يفاقم التوتر بين حكومة الوفاق والحكومة الموازية في الشرق والتي تنظر بريبة لكل تحرك تركي في ليبيا.

وتحظى جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا بدعم كبير من قبل تركيا التي سبق وانتقدت الحوار الوطني الليبي الذي استضافه منتجع الصخيرات بالمغرب والذي افضى في النهاية الى اتفاق سياسي برعاية الأمم المتحدة على اساسه تم تشكيل المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوفاق.