أدانت الولايات المتحدة مساء الخميس تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي قال فيها إن هدفه هو تحقيق انتصار نهائي في حلب وحثت روسيا على ممارسة نفوذها على دمشق لضمان صمود وقف للاقتتال في المدينة.

وقد قارن الأسد في نص البرقية التي بعثها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد النصر في روسيا بين العمل البطولي الذي حققته مدينة ستالينغراد السوفيتية في أيام الحرب الوطنية العظمى وما تواجهه حلب وسوريا في الوقت الحالي.

وقال الأسد في هذا الصدد "إن مدن وقرى سوريا وشعبها وجيشها الأبي لن يقبلوا بأقل من دحر هذا العدوان وتحقيق الانتصار النهائي عليه".

وبعد يوم واحد من بدء هدنة مؤقتة بعث الأسد ببرقية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال فيها إن جيشه لن يقبل بما هو أقل من نيل انتصار نهائي وسحق الاعتداء من المعارضة في حلب.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في إفادة صحفية الخميس "ندعو روسيا إلى التعامل بشكل عاجل مع هذا التصريح غير المقبول على الإطلاق ... هذا من الواضح مجهود من الأسد للدفع بأجندته الخاصة ولزاما على روسيا أن تمارس نفوذها على هذا النظام للحفاظ على وقف الأعمال القتالية."

وأكدت سوريا أن وقف الأعمال القتالية سيستمر لمدة 48 ساعة لكن الولايات المتحدة تضغط من أجل أن يكون لأجل غير مسمى.

وتظهر تصريحات الأسد عزمه على مواصلة العمليات العسكرية بعد يوم واحد من اعلان حكومته الالتزام باتفاق أميركي روسي لتوسيع الهدنة لتشمل حلب التي تعرضت في الأسابيع القليلة الماضية الى أعنف الهجمات ما دفع المعارضة لتعليق مشاركتها في مفاوضات السلام بجنيف.

وقد يخلط اعلان الرئيس السوري اوراق الهدنة من جديد ليغرق مجددا الأطراف الدولية الراعية للمفاوضات وعلى رأسها واشنطن وموسكو في دوامة البحث عن اتفاق جديد لإرساء تهدئة او تمديدها بما يتيح استئناف مفاوضات السلام.

وفي تطور يعكس مسعى الأسد لنسف أي جهود للتهدئة، شنت القوات السورية الخميس غارات جوية على مخيم للنازحين في محافظة إدلب السورية بالقرب من الحدود التركية، ما أسفر عن مقتل 28 شخصا بينهم نساء واطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتوقع المرصد ارتفاع حصيلة القتلى في المخيم الواقع قرب مدينة سرمدا بسبب إصابة عدد بجروح خطيرة.

وقال أبوإبراهيم السرمدي وهو ناشط من مدينة أطمة القريبة الذي كان يتحدث قرب المخيم المستهدف إن ضربتين جويتين استهدفتا المخيم المؤقت الذي يؤوي الفارين من القتال في جنوب حلب وتدمر.

وأضاف أن الضربتين كانتا مباشرتين للمخيم وأن لديه أنباء عن اشتعال النيران في عدد من الخيام.

وقال إن المصابين نقلوا بسرعة إلى معبر باب الهوى الحدودي لتلقي العلاج في تركيا.

وأظهرت صور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي هياكل خيام متفحمة وعمال الإغاثة وهم يحاولون إخماد النار. وشوهدت سحب من الدخان الأبيض تتصاعد من الخيام المحترقة.

وقال الدفاع المدني السوري على تويتر إن أكثر من 30 شخصا قتلوا في الهجمات على المخيم. والدفاع المدني السوري هو عادة أول من يستجيب للإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة التي أصيبت فيها البنية التحتية الطبية بالدمار.