اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاحد النظام السوري بارتكاب "جرائم حرب" في مدينة حلب شمال سوريا التي تتعرض لقصف عنيف منذ تسعة ايام رغم اتفاق وقف الاعمال الحربية.

وقال الجبير في تصريح صحافي "ما يحدث من انتهاكات في حلب من قبل طيران النظام وحلفائه هو جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب".

وافاد المقربون من الجبير بأنه سيغادر مساء الاحد الى جنيف لإجراء محادثات تتعلق بالملف السوري مع نظيره الاميركي جون كيري.

وساد هدوء نسبي مدينة حلب الاحد التي اوقع القصف عليها منذ الثاني والعشرين من ابريل/نيسان 253 قتيلا من المدنيين بينهم 49 طفلا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

والقسم الاكبر من القتلى سقط نتيجة القاء قوات النظام براميل متفجرة.

وفيما اعلنت روسيا الاحد انها تقوم بمساع للتوصل الى وقف للأعمال القتالية في محافظة حلب، وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جنيف لإجراء محادثات حول النزاع في سوريا.

وبعد قصف متبادل لقوات النظام والمعارضة ليل السبت الاحد، ساد هدوء هش الاحد مدينة حلب (شمال)، لكن الشوارع كانت خالية، اذ ان احدا لم يجرؤ على المخاطرة بالخروج خوفا من تجدد اعمال العنف.

والقت الطائرات السورية مع ذلك براميل متفجرة على طريق كاستيلو وهي طريق الامداد الوحيدة بالغذاء والدواء للقسم من حلب الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة.

كما قصفت هذه الفصائل الاحد القسم الغربي من المدينة الواقع تحت سيطرة النظام من دون ان يسجل وقوع اصابات.

وتنقسم محافظة حلب الحدودية مع تركيا بين النظام وفصائل المعارضة والاكراد، اضافة الى الجهاديين وبينهم تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي حين تبقى عملية السلام معلقة بخيط رفيع، يصل كيري الى جنيف للتباحث مع مبعوث الامم المتحدة ستيفان دي ميستورا ونظيريه السعودي والاردني حول الهدنة والانتقال السياسي في محاولة لإنهاء حرب قتل فيها اكثر من 270 الف شخص منذ عام 2011.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في 27 فبراير/شباط بمبادرة من واشنطن وموسكو الداعمتين لطرفي النزاع في سوريا، لكن المعارك في حلب والغارات التي يشنها النظام منذ 22 ابريل/نيسان تكاد تطيح بها.

وقبل وصوله الى جنيف، قال كيري عبر الهاتف لدي ميستورا ومنسق المعارضة السورية رياض حجاب "ان وضع حد للعنف في حلب والعودة الى وقف دائم للأعمال العدائية هما اولوية".

وكرر كيري دعوة روسيا الى "اتخاذ التدابير اللازمة لوقف الهجمات العشوائية للنظام في حلب".

والسبت، ادت نحو ثلاثين غارة شنها النظام الى سقوط عشرة قتلى بينهم طفلان في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في شرق حلب حيث لا يزال يقيم نحو 200 الف شخص.

ولجأ البعض الى مناطق اكثر امنا، والبعض الاخر ترك المدينة عبر طريق الكاستيلو الذي يعتبر المخرج الوحيد بالنسبة اليهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان النظام يواصل حملته العنيفة ضد حلب "لأنه يريد ان يدفع سكانها نحو النزوح بهدف شن هجوم عسكري" لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وفي ظل مأساة حلب، انتشر هاشتاغ "حلب تحترق" بشكل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، داعيا الى تظاهرات تضامن في العديد من البلدان من 30 ابريل/نيسان الى 7 مايو/ايار.

واعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري وهي جماعة المعارضة الرئيسية في المنفى، ان فرص التوصل الى حل سياسي باتت في خطر.

وقال انس العبدة في اسطنبول السبت ان "النظام لا يرغب في حل سياسي ولا في وقف الاعمال العدائية"، معتبرا ان على الولايات المتحدة انقاذ عملية السلام التي تواجه مأزقا في جنيف.

ولم يتم تحديد موعد للجولة المقبلة من المحادثات، لكن الامل ضئيل جدا في حل دبلوماسي لهذا النزاع كثير التعقيد، في ظل الاختلافات العميقة.

وينشغل المجتمع الدولي بوضع حد لتهديد الجماعات الجهادية وبوضع حد لتدفق السوريين الذين وصلوا الى اوروبا.

ميدانيا اعلن المرصد السوري ان 16 عنصرا من قوات الجيش السوري والمليشيات الموالية للنظام قتلوا فجر الاحد اثر قيام تنظيم الدولة الاسلامية بشن هجومين قرب حقل الشاعر الغازي في محافظة حمص وفي منطقة حويسيس الواقعة على بعد 30 كلم شرقا. كما قتل في هذه المواجهات سبعة جهاديين ايضا.

وفي بيروت تجمع نحو خمسين شخصا في وسط المدينة تضامنا مع سكان حلب ورفعوا شعار "كلنا حلب" وهتفوا "اللي بيقتل شعبه خائن".