فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع بيان روسي حول أوكرانيا دعا إلى إجراء تحقيق في مأساة أوديسا لعام 2014 ودعم تنفيذ اتفاقات مينسك الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية.

ورفضت وفود أوكرانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مشروع القرار الروسي، وقالت ميشيل سيسون نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن واشنطن مستعدة للنظر في مشروع بيان حول "الوضع في أوكرانيا عموما" الذي تأثر، بحسب رأيها، بخطوات روسيا.

من جانبه أشار مندوب بريطانيا إلى أن مشروع البيان الروسي لم يتحدث عن الوضع في القرم وقضية الطيارة الأوكرانية ناديجدا سافتشينكو التي حكم عليها بالسجن 22 عاما في روسيا بتهمة مشاركتها في قتل صحفيين روسيين عام 2014.

يذكر في هذا السياق أن ما يعرف إعلاميا بمأساة أوديسا يشير إلى المواجهات التي اندلعت بين أنصار ومعارضي السلطات الجديدة في أوكرانيا في 2 مايو/أيار في مدينة أوديسا والتي أسفرت عن مقتل 48 شخصا وإصابة نحو 250 بجروح.

وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في اجتماع مجلس الأمن الخميس 28 أبريل/نيسان أن موسكو قلقة من تصعيد الوضع في جنوب شرق أوكرانيا، مشيرا إلى أن عدد انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار قد وصل تقريبا إلى مستوى الصيف الماضي.

وقال تشوركين إن وجود القوات المسلحة الأوكرانية تزايد عند خط التماس في جنوب شرق أوكرانيا.

وأشار إلى أن التقرير الأخير لبعثة المراقبة الدولية نص على أن 9٪ فقط من الأسلحة بقيت في المستودعات الأوكرانية وهذا يعني أن 91٪ من الأسلحة التي ينبغي أن تكون في المستودعات، سحبت إلى الجبهة.

وقال تشوركين إن القوات الأوكرانية بدأت تفرض سيطرتها على بلدات واقعة في المنطقة المحايدة. واعتبر الدبلوماسي الروسي هذه الخطوات "استفزازية وخطرة للغاية".

وذكّر المندوب الروسي بأن 4 أشخاص، بمن فيهم امرأة حامل، قتلوا في 27 أبريل/نيسان نتيجة قصف أوكراني في مقاطعة دونيتسك.

واقترح تشوركين فرض رقابة دولية ليس فقط على منطقة دونباس في جنوب شرق أوكرانيا، بل وعلى الخطوط الخلفية للجيش الأوكراني ومستودعات الأسلحة للقوات الأوكرانية.

وقال الدبلوماسي الروسي إن موسكو ستتابع بانتباه عمل الحكومة الأوكرانية الجديدة، مشيرا إلى أنها لن تنجح في إجراء إصلاحات في حال عدم تسوية النزاع الدموي وعدم توحد المجتمع الأوكراني وتخليه عن "ايديولوجية القومية المتشددة".

وانتقد تشوركين موقف الولايات المتحدة إزاء القضية الأوكرانية، قائلا إن تعاون واشنطن مع كييف يؤدي إلى تبني الحكومة الأوكرانية مواقف أكثر تشددا وزيادة لهجتها عدوانية. وأضاف أن واشنطن تقوض من خلال سياستها هذه الثقة بخطواتها في الشأن الأوكراني وغيره.

ودعا المندوب الروسي مجلس الأمن الدولي إلى عدم تجاهل مأساة أوديسا وإكمال التحقيق فيها، مشيرا إلى أن التحقيق الذي تجريه السلطات الأوكرانية لا يتناسب مع متطلبات الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بحسب تقييم الفريق الاستشاري الدولي التابع لمجلس أوروبا.

وبشأن القرم أكد تشوركين أن شبه الجزيرة التي انضمت إلى الاتحاد الروسي نتيجة استفتاء عام في مارس/آذار عام 2014، منطقة أكثر استقرارا من دونباس وأوكرانيا بأكملها. وأشار تعليقا على مسألة حظر "مجلس تتار القرم" مؤخرا إلى أن روسيا لن ترتكب أخطاء بعض الدول التي لا تولي اهتماما كافيا لمكافحة التطرف.

ودعا الدبلوماسي الروسي الجانب الأوكراني إلى إيلاء اهتمام أكبر لاحتياجات سكان منطقة دونباس المتضررة نتيجة النزاع، مشيرا إلى حظر السلطات الأوكرانية في السنتين الأخيرتين الحزب الشيوعي وغيره من المنظمات السياسية وانتشار ظاهرة مصادرة ممتلكات الكنيسة الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو.

 

10 آلاف قتيل في أوكرانيا منذ اندلاع أزمتها

 

هذا وأعلنت الأمم المتحدة مقتل نحو 10 آلاف شخص وإصابة أكثر من 20 ألف آخرين منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في ربيع عام 2014.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية تايي بروك زيريهون أمام مجلس الأمن الخميس إن عدد الضحايا في أوكرانيا بلغ 9333 قتيلا و 21396 جريحا.

وأضاف زيريهون أن آخر حادث وقع يوم الـ 27 من أبريل/نيسان عندما أسفر قصف عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل وإصابة ثمانية أشخاص بالقرب من مدينة دونيتسك.

وأشار إلى أن القتال قد تصاعد في الأسابيع الأخيرة، داعيا جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية.