أطلق ناشط مغربي يقيم في بلجيكا، يدعى صبري إسماعيل، عريضة إلكترونية بثها على موقع "أفاز" العالمي المتخصص في حملات المجتمع على الانترنت، لتجميع التوقيعات التي تطالب "فديريكا موغيريني"، بالعمل على إحصاء عدد سكان مخيمات تندوف بالجزائر.

وتوجهت العريضة إلى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، داعية إياها إلى الضغط على الجهات المعنية، بهدف إجراء إحصاء سكان مخيمات تندوف للاجئين الصحراويين، قصد الحد من تحويل المساعدات الإنسانية من قبل جبهة البوليساريو الانفصالية.

وأفاد الناشط المغربي الذي يعمل صيدليا بأنه أطلق هذه العريضة على موقع "أفاز"، والتي تحمل عنوان "فديريكا موغريني والاتحاد الأوروبي: إحصاء اللاجئين الصحراويين بتنجوف"، مضيفا أن "مثل هذه المبادرات قد تبدأ صغيرة، لكن سرعان ما تأخذ أبعادا أكبر بفضل مشاركة الفاعلين والمهتمين بالموضوع".

وعزا صاحب العريضة إطلاق هذه المبادرة إلى كون اللاجئين الصحراويين يتواجدون منذ سنة 1975 على الأرض الجزائرية، فيما الجزائر وجبهة البوليساريو يرفضان إحصاء سكان المخيمات، لدواع سياسية بالأساس، فيما يجهل الاتحاد الأوربي العدد المحدد لهؤلاء اللاجئين.

وتابعت العريضة بأن الاتحاد الأوروبي يرسل مساعدات كبيرة إلى سكان مخيمات تندوف، بسبب الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها، دون معرفة العدد الحقيقي لسكان المخيمات، مبرزة أن هذا الأمر يتيح النفخ في العدد من أجل نيل مساعدات أكثر، وأيضا للتصفية الجسدية لمعارضي الجبهة.

وأكمل صاحب العريضة بأن رفض الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية لإحصاء عدد سكان مخيمات تنجوف، يعود إلى الرغبة في الاستمرار بتحويل المساعدات التي تتلقاها المخيمات، وأيضا من أجل "إعدام" المعارضين داخل تندوف، دون أن يشعر أي أحد بذلك.

واسترسل المصدر ذاته بأن مخيمات تندوف تحولت إلى سجن كبير مفتوح، حيث يستحيل أن يخرج أي شخص منها دون ترخيص مسبق من البوليساريو، مردفا أنه ظهرت في المخيمات حركات احتجاجية من قبيل "خط الشهيد" أو "كفاية"، غير أنها تتعرض للتعنيف والانتهاكات المتواصلة.

وكانت هيئات دولية عديدة، من بينها البرلمان الأوروبي، والمكتب الأوروبي لمكافحة الغش، قد اتهمت قيادة البوليساريو بالتلاعب بالمساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة مخيمات تندوف، وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى دعوة الجبهة إلى إحصاء ساكنة المخيمات.

ويعتبر إحصاء سكان المخيمات مطلبا مغربيا ملحا، حيث أثير الموضوع بقوة في أروقة الأمم المتحدة، عندما استنكر عمر هلال، سفير المملكة بالأمم المتحدة، صمت المجموعة الدولية أمام الوضعية الخارجة عن القانون في تندوف، موضحا أن "سكان تندوف هم الوحيدون في العالم الذين لم يتم إحصاؤهم أو تسجيلهم، ولا أحد يعرف عددهم الحقيقي".