قصفت تركيا السبت مناطق واقعة تحت سيطرة الاكراد في محافظة حلب في شمال سوريا.

واستهدفت المدفعية التركية مناطق خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في ريف حلب الشمالي، من بينها قرية المالكية ومطار منغ العسكري، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر من وحدات حماية الشعب.

وبالتزامن مع القصف التركي، بحسب المرصد "استهدفت فصائل اسلامية، اهمها جبهة النصرة وحركة احرار الشام، بالقذائف حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب".

ويأتي القصف المدفعي التركي بعد اعلان رئيس الوزراء احمد داود اوغلو ان بلاده ستتحرك عسكريا عند الضرورة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سوريا.

وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديموقراطي فرعا لحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي تصنفه "ارهابيا" ويشن تمرّدا منذ عقود ضد الدولة التركية كثفه في الأشهر الاخيرة.

وقالت الولايات المتحدة الأميركية إن حزب الاتحاد الديموقراطي لا يمارس نشاطات إرهابية.

وأغضب هذا الموقف الأميركي انقرة الأمر الذي يعني ان القصف هو رد كذلك على الموقف الأميركي.

وفي وقت سابق منن هذا الأسبوع استدعت الخارجية التركية السفير الأميركي لدى أنقرة جون باس للتعبير عن استيائها بعدما أدلى المتحدث باسم الخارجية الأميركية بتصريحات لم يعتبر فيها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا منظمة إرهابية.

وازداد التوتر بين البلدين الحليفين بسبب الحزب الذي تدعمه واشنطن في قتاله ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وكان جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قال الاثنين عند سؤاله عن الاختلاف في الرأي بين البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي "كما تعلمون نحن لا نعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية".

وتخشى تركيا أن يسهم التقدم الذي تحققه وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من حزب الاتحاد الديمقراطي على الجانب السوري من الحدود بين البلدين الممتدة لمسافة 900 كيلومتر في تأجيج النزعة الانفصالية بين الأكراد الأتراك.

وتوفر الولايات المتحدة غطاء جويا للقوات الكردية في سوريا وتراهن عليها لدحر الدولة الاسلامية، وقد حققت بالفعل مكاسب ميدانية مهمة.

ويقول محللون إن المشهد بتناقضاته وبتوتراته يضع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مأزق، حيث أن تخلي واشنطن عن الاتحاد الديمقراطي يعني منح الدولة الاسلامية فرصة لإعادة تنظيم صفوفها واعادة سيطرتها على مناطق كانت قد فقدتها بفعل عمليات وحدات حماية الشعب الكردية.

وقال اوغلو "نستطيع اذا لزم الامر ان نتخذ في سوريا نفس الاجراءات التي قمنا بها في العراق وقنديل"، في اشارة الى حملة القصف ضد معقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وبموازاة تقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي منذ بدء هجومه بداية فبراير/شباط، تقدمت وحدات حماية الشعب الكردية بدورها في مناطق عدة على حساب الفصائل الاسلامية والمقاتلة.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية على راسها وحدات حماية الشعب، من السيطرة قبل يومين على مطار منغ العسكري بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل الاسلامية والمقاتلة استمرت اياما عدة.

ويقع مطار منغ، الذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ صيف 2013، بين طريقين استراتيجيتين تصلان حلب بمدينة اعزاز، احد معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في المنطقة الى جانب مدينتي تل رفعت ومارع.

ويواصل الجيش السوري من جهته التقدم في ريف حلب الشمالي اذ سيطر السبت على عدد من القرى. وتترافق الاشتباكات المستمرة مع قصف للطائرات الحربية الروسية اذ استهدفت السبت باكثر من 20 غارة مدينة تل رفعت التي اصبح الجيش على ثلاثة كيلومترات منها.