هناك من يُروّج لمقولات مُتَوَهّمَة ومضلِّلة ومُحبطة، تجعل الإنسان المغربي متخلفا بالفطرة والعرق واللغة والدين … كقولهم مثلا: “لا تصلُح الديمقراطية للمغاربة، ولا يمكن للمغربي أن يقدّر الحرية السياسية”.
.
من يقول بهذه المقولة، يتناسى أن المغاربة لم يسبق لهم إطلاقا أن ذاقوا لا حرية ولا ديمقراطية. بل كل ما “تنعّموا فيه” هو قرونا من الاستبداد والحكم المطلق.

إذا كان من شيء لا يصلح للمغاربة فهو “الاستبداد”، وهذا ما اثبته التاريخ، ويعكسه الواقع.

بمعنى أن الواقع الذي يعيشه المغاربة اليوم: سياسيا واقتصاديا، وقيميا، هو نتاجٌ لقرون من الطغيان.

أما الديمقراطية، أو الحكم العادل، أو الحرية، فهي من الأمور التي لم يتم تجريبها بعد. وحتى نكون منصفين علينا أولا تجريب غير المجرّب حتى نحكم عليه. أما إعادة تجريب المجرب، فما هو إلى تخريب يلبس زي “الحرص على الوطن والمواطنين”.

فهلا جربنا الديمقراطية والحرية، حتى إذا وجدنا أنها لا تصلح لنا، آنذاك نعلن عن ندمنا، وتنبثق عنّا جمعيات ومنظمات تطالب بعودة “الطغيان”؟

أما أن نحكم منذ البداية على شيء لم نذق طعمه، وليس بيننا وبينه إلا ما نقرأه عنه في الكتب، فهذا هو الزييف والبهتان والخوف من كل جديد.

الاستبداد يخرج أسوء ما في النفس الانسانية، بينما أثبت التاريخ أن الحرية والعدل تساعدان الإنسان على الصلاح.