شاركت المخابرات المغربية في عمليات ميدانية في محيط برشلونة الإسبانية، لتفكيك شبكة إرهابية تخطط لتنفيد هجمات مماثلة لتلك التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس منتصف الشهر الماضي، الخبر أوردته يومية الصباح في عددها ليوم غد الثلاثاء.

و أن خارطة تحركات مشبوهة تسلمتها السلطات الأمنية الإسبانية من نظيرتها المغربية كانت وراء رفع حالة التأهب في جهة كاتالونيا، خاصة في المدن القريبة من الحدود الفرنسية.

فقد تضمنت الخارطة معلومات دقيقة عن تحركات خليتين منفصلتين، ينتقل أعضاء الأولى بين فرنسا وإسبانيا وبلجيكا، في حين تنشط الثانية بين ضواحي برشلونة والشمال المغربي، كاشفة النقاب عن تجنيد الآلاف من الجهاديين الهاربين من قصف طائرات التحالف لمواقع تنظيم الدولة الإسلامي بالعراق والشام.

بأن عددا من الجهاديين، الذين تم رصدهم بفضل التنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية في البلدين يحملون الجنسية الإسبانية ومن أصول مغربية، مرجحة أن تكون المعلومات المغربية وراء التحذيرات التي أطلقها خورخي فرناديز دياز، وزير الداخلية الإسباني، عندما دق ناقوس الخطر، أن برشلونة مهددة بمخاطر عالية لوقوع هجوم إرهابي.

و إن الوزير الإسباني، في تصريحات للصحافة عقب القبض نهاية الأسبوع الماضي ببرشلونة على ثلاثة مشتبه فيهم أعضاء في شبكة للتنجيد لحساب تنظيم «داعش الإرهابي»، أنه من الواضح أن كنالونيا وعاصمتها تواجهان خطر هجوم إرهابي وشيك، موضحا أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لهذه الجهة يجعلها تواجه تهديدا إرهابيا أكثر من أي جهة أخرى في البلاد، دون أن يعني ذلك أن الخطر نفسه لا يتهدد أجزاء أخرى من إسبانيا سيما العاصمة مدريد.

فقد أعلنت الداخلية الاسبانية أعلنت قبل ذلك أن الحرس المدني تمكن من إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص يشبته في انتمائهم إلى شبكة تجنيد لحساب تنظيم داعش الإرهابي، موضحة أن الأمر يتعلق برجلين يبلغان من العمر على التوالي 32 سنة و42 وامرأة في الرابعة والعشرين من العمر، مضيفة أن الأشخاص الثلاثة ينتمون لشبكة تجند أشخاصا للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية.

و بأنه في إشاره إلى نجاعة المشاركة المغربية في العملية المذكورة، أشادت الداخلية الإسبانية بالعمل المثالي والنمودجي والمنسق، الذي تقوم به المصالح الأمنية المغربية مع نظيرتها الإسبانية ضد كل التهديدات الإرهابية، معبرة عن ارتياحها للتعاون الأمني مع المغرب.

تعاون مغربي إسباني

أكد خورخي فرنانديز دياز في رده على سؤال برلماني أن الجهازين الأمنيين يعملان في جو من الثقة والاعتراف والتقدير المتبادل في مجال حساس وصعب كمكافحة الإرهاب الجهادي، موضحا أن إسبانيا كانت سباقة إلى التنويه بقوة المخابرات المغربية، وأن قرار الحكومة الإسبانية توشيح عبد اللطيف الحموشي المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالإضافة إلى مسؤولين آخرين من الجهاز نفسه، هو اعتراف رسمي بالمستوى العالي للتعاون بين المغرب وإسبانيا في هذا المجال.