وشحت عملية الأمم المتحدة في كوت ديفوار، أمس الجمعة في دويكوي (457 كلم عن أبيدجان)، عناصر القبعات الزرق التابعين للتجريدة المغربية ال22 المنتشرة في هذا البلد في إطار بعثة الأمم المتحدة، بميدالية السلام، وذلك نظير نكران الذات والتفاني اللذين أبانوا عنهما خدمة للسلام والأمن.

وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في كوت ديفوار، عيشتو مانداودو، في كلمة بالمناسبة، عن فخرها بالمشاركة في حفل توزيع الميداليات، تخليدا لمساهمة أعضاء التجريدة المغربية الحالية في عملية الأمم المتحدة في كوت ديفوار.

وقالت مانداودو إن "هذا اليوم اعتراف رسمي بالتضحيات الجسام للدفاع عن القيم والمثل الإنسانية العليا عبر العالم، ويشكل حدثا كبيرا سيسم إلى الأبد حياة كل جندي شارك في عمليات حفظ السلام".

وأضافت أن هذا التكريم الأممي هو اعتراف مزدوج بالجهود والسلوك القويم لسفراء السلام، وهو أيضا مكافأة لنكران الذات في خدمة الأمم المتحدة التي تتمثل مهمتها في تحقيق تطلعات بلد يعاني من الاضطرابات، تحت شعار "استعادة السلام".

وحسب المسؤولة الأممية، فإن التجريدة المغربية ال22، وعلى غرار المكونات الأخرى لعملية الأمم المتحدة بكوت ديفوار، المنتشرة منذ بداية يونيو الماضي، قد أبانت عن التزام قوي بالوفاء بجميع واجباتها من خلال المشاركة الفعالة في مختلف الأنشطة العملياتية للعملية، بما في ذلك تلك المتعلقة بدعم السير الجيد للانتخابات الرئاسية.

وأوضحت مانداودو أن التجريدة المغربية بذلت كل ما وسعها للحفاظ على مكتسبات عملية الأمم المتحدة بالبلاد، في مجال الأمن والدعم الإنساني، وإشاعة القيم الإنسانية وحماية الساكنة.

وهنأت المسؤولة الاممية، نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة، جميع عناصر التجريدة المغربية "لاحترافيتهم وتضحيتهم ولجميع الجهود المبذولة لإرساء السلام والأمن في هذا البلد"، مشيدة بجاهزية جنود القوات المسلحة الملكية على مستوى قوات الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم. وأشارت إلى أن "خبرتهم تنم عن احترافية واضحة اكتسبوها عبر تجربتهم الطويلة في عمليات حفظ السلام. كما يجب التأكيد على أن المغرب مساهم كبير في ما يتعلق بالفيالق لفائدة الأمم المتحدة"، مؤكدة أن المملكة ستكون فخورة بتجريدتها لأنها مثلت القوات المسلحة الملكية أحسن تمثيل وبإخلاص، على مستوى هيئة دولية، من خلال مساهمتها في إحلال السلام والاستقرار في هذا البلد الشقيق الذي هو كوت ديفوار.

وحثت مانداودو، بالمناسبة ذاتها، عناصر القبعات الزرق المغربية على الحفاظ على يقظتهم ومثابرتهم إلى غاية انتهاء مهمتهم وفسح المجال للتجريدة الموالية التي ستحل أولى عناصرها في 6 دجنبر المقبل.

من جانبه، قال الكولونيل ماجور، أحمد بوسربات، قائد التجريدة ال22 للقبعات الزرق المغربية، إن هذا الحدث يكتسي طابعا خاصا لأنه يشكل تتويجا للجهود والتضحيات في تنفيذ المسؤوليات، ولكنه أيضا يبعث على الفخر لأن الأمر يتعلق بتوشيح أممي لقوات حفظ السلام بكوت ديفوار.

وأضاف أنه في إطار روح هذه المثل النبيلة للسلام والتسامح، ترحب التجريدة المغربية بهذا اليوم الذي سيبقى راسخا في الذاكرة والذي سيشكل تتويجا لمساهمتها النبيلة والمتواضعة لإحلال السلام والأمن في كوت ديفوار الذي يظل بالنسبة للمغرب، بلدا شقيقا كبيرا وصديقا منذ أمد بعيد.

وذكر الكولونيل ماجور، بوسربات، التجريدة المغربية ال22 التي تندرج في إطار تعزيز دينامية السلام والمصالحة في منطقة كافالي الوسطى منذ ماي 2015، انخرطت بشكل تام في القيام بمهامها العملياتية منها أو الإنسانية، من خلال مواكبة متواصلة للمكونات المدنية والعسكرية والإنسانية لعملية الأمم المتحدة بكوت ديفوار لتعزيز سلامة وحماية السكان الإيفواريين.

وأعرب بهذه المناسبة عن الأمل في أن ينعم بلد كوت ديفوار العظيم وشعبه الكريم، بالرخاء الدائم والسلام والاستقرار والتسامح، وهي القيم الإنسانية التي طالما ميزت تاريخ هذا البلد الرائع.

كما أعرب عن تقديره لجميع عناصر التجريدة 22 للقبعات الزرق المغربية للصرامة والالتزام والانضباط الذي أبانوا عنه خلال تنفيذ مهامهم، وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.

وجرى هذا الحفل، بحضور، على الخصوص، ضباط وضباط كبار من قوات عملية الأمم المتحدة بكوت ديفوار، ومنتخبون، وممثلو السلطات الإيفوارية، وزعماء محليون، وأعضاء سفارة المغرب بكوت ديفوار، وشخصيات أخرى.