تكشف عمليات القتل التي ينفذها مسلحون مجهولون في بغداد حالة الانفلات الأمني في العاصمة العراقية مع تركيز الحكومة على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق متفرقة من البلاد، في مؤشر على تفاقم نفوذ الميليشيات المسلحة دون أي رادع حكومي، خاصة ان هذه الظاهرة ترتبط وفق مراقبين بالحقد الطائفي والمصالح الضيقة.

وتسلط ظاهرة القتل اليومي في بغداد الضوء على قصور استراتيجية الحكومة العراقية في التصدي للانفلات الأمني وكبح جماح الميليشيات المسلحة في البلاد التي تضعف نفوذ الدولة وتفرض وجودها بقوة السلاح.

وقتل 5 أشخاص، بينهم جنديان، الجمعة، في أعمال عنف وقعت بمناطق متفرقة من العاصمة العراقية "بغداد"، بحسب مصدر في الشرطة.

وقال ضابط برتبة نقيب ، أن مسلحين مجهولين، اقتحموا منزل ضابط في الأمن الوطني (لم يذكر اسمه) في منطقة "المحمودية" جنوبي "بغداد".

وأضاف المصدر، طالبًا عدم نشر اسمه، أن المسلحين فتحوا النار على سكان المنزل، ما أدى لإصابة الضابط وثلاثة من أفراد عائلته، قبل أن يلوذوا بالفرار.

وتابع المصدر "إن قنبلة محلية الصنع (عبوة ناسفة) انفجرت فور وصول قوة من الجيش إلى أمام منزل الضابط، ما أسفر عن مقتل جنديين اثنين".

ويرى مراقبون أن ظاهرة القتل مرتبط أساسا بالحقد الطائفي والمصالح الشخصية الضيقة أو لحسابات سياسية في بغداد والحوادث ليست عرضية بل تحدث وفق مخططات مسبقة يستغلها المسلحون على خلفية اهتمام الحكومة العراقية بالحرب على الدولة الاسلامية في الرمادي ومناطق أخرى.

وأكد هؤلاء أن على السلطات العراقية أن تتحرك بسرعة لفرض سيادة القانون ومعاقبة المجرمين وعدم التهاون في تعقبهم بذريعة خوض معركة استنزاف في الرمادي.

وفي حادث آخر، أفاد المصدر بأن قوات الشرطة، عثرت على جثتي رجلين مجهولي الهوية، في منطقة حي البساتين شمال شرقي بغداد، وعليهما آثار إطلاق النار.

وقتل موظف في وزارة العدل، بانفجار قنبلة مثبتة بسيارته، لدى مرورها في منطقة "العامرية" غربي بغداد، وفق المصدر ذاته.

والتفجيرات اليومية وأعمال العنف الأخرى، ظاهرة مألوفة في بغداد ومناطق واسعة أخرى من البلاد، على مدى السنوات الماضية، وتستهدف في الغالب تجمعات المدنيين مما يؤدي لسقوط ضحايا.

لكن وتيرة الهجمات بالسيارات الملغومة والقنابل، تزايدت على نحو واسع في الأشهر الأخيرة ببغداد، فيما تبنى تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن معظم الهجمات.

ويرى خبراء أن الانفلات الأمني في بغداد وكثرة السلاح وعمليات القتل المجهولة تجاه عسكريين أو مدنيين تساعد في خلق بيئة خصبة ورخوة يستغلها المتشددون للتسلل وتنفيذ مخططات التفجير الإرهابية.

وتابع هؤلاء أن أي استسهال أمني حيال الظاهرة المتفاقمة في بغداد سيغذي الشعور بعدم قدرة الدولة على فرض وجود امام تزايد المسلحين الخارقين للقانون بطريقة واضحة.

وتأتي عمليات القتل تزامنا مع حصول العديد من عمليات اختطاف في العاصمة أو غيرها من المحافظات، ما يجعل العراقيين أمام العديد من الآفات القاتلة الى جانب جحيم الإرهاب المتنامي.