هدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد مليشيات فجر ليبيا دون أن يسميها بشكل واضح، بإجراءات عقابية مشددة إذا لم تنخرط على نحو مسؤول في مفاوضات السلام وخاصة الموافقة على اتفاق السلام الذي تم توصل اليه بمدينة الصخيرات المغربية وتوقيعه دون تأخير من اجل الشروع في انقاذ ليبيا من حالة الفوضى والإرهاب الذي انتشر فيها على نحو خطر مستفيدا من انهيار مؤسسات الدولة منذ أن تمكنت جموع المحتجين من القضاء على نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وقال كيري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة إنه سيسعى للحصول على دعم أكبر لخطة الأمم المتحدة لإحلال السلام في ليبيا بعدما رفضتها مليشيات "فجر ليبيا" الانقلابية التي تنازع الحكومة المعترف بها دوليا شرعية الحكم.

ووقعت بعض أطراف الصراع في ليبيا اتفاقا أوليا رعته الأمم المتحدة في 12 يوليو/تموز الماضي لتشكيل حكومة وحدة وإنهاء القتال لكن البرلمان في طرابلس - الذي أنشئ لتحدي المجلس المعترف به الذي أطيح به من العاصمة - رفض الاتفاق.

وأكد كيري أنه "لا يمكن السماح لمجموعة جامحة أو اثنتين أو ثلاث لم تحقق كل أهدافها التي كانت تأمل في تحقيقها عبر القتال بأن تحققها من خلال تدمير العملية برمّتها".

وأضاف "نحن متفقون على أن نراجع عددا من الاحتمالات والخيارات خلال الأيام المقبلة بشأن كيفية الحصول على دعم أكبر لمبادرة الأمم المتحدة الآن".

وتعيش ليبيا حالة من الفوضى بوجود حكومتين تتقاتلان على السلطة بعد أربع سنوات من إنهاء حكم معمر القذافي.

ووافق مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا على خطة الأمم المتحدة رغم معارضة بعض المتشددين في الجيش. أما المؤتمر الوطني العام الذي تسيره مليشيات "فجر ليبيا" ومقره طرابلس فيعارض الخطة.

ويبدي المؤتمر الوطني العام الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا تشددا في الاعتراف بنتائج الحوار والموافقة على النسخة الرابعة من المسودة المقترحة للاتفاق.

ويغيب قيادات المؤتمر عن جلسات الحوار في الصخيرات منذ قرابة الشهر أي منذ طرحت الأمم المتحدة لمسودتها الرابعة لاتفاق السلام.

ووافق برلمان طبرق على المسودة في حين طلب المؤتمر الوطني تعديلات عليها معلقا حضور جلسات الحوار في الصخيرات.

وتقول الجهات الممثلة لفجر ليبيا إن العودة إلى جلسات الحوار مرهونة بمدى قبول الأمم المتحدة بالتعديلات على المسودة الرابعة، مضيفة أن تهديدات الأخيرة لن تجبر المؤتمر الوطني على الحضور.

وأعطى المبعوث الأممي الى ليبيا برناردينو ليون لجماعة فجر ليبيا فرصة أخرى للموافقة على المسودة الرابعة للاتفاق. وذهب من أجل ذلك إلى لقاء ممثلي المؤتمر الوطني العام في الجزئر.

وقال مصدر مقرب من الجهات الانقلابية إن لقاء الجزائر الأخير الذي جمع ليون ووفدا من المؤتمر الوطني يرأسه رئيس المؤتمر الوطني غير المعترف به دوليا نوري أبوسهمين قد أسفر عن موافقته على الالتحاق بالصخيرات في المغرب الأسبوع المقبل، للتوقيع على المسودة دون الإعلان عن ذلك، مع التأكيد على المشاركة في مناقشات الملاحق وكل ما يتعلق بالحكومة التوافقية المرتقبة.

لكن مصادر أخرى مقربة هي ايضا من المؤتمر قالت إن المؤتمر مصمم على موقفه السابق إزاء التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، وذلك لأن "ليون لم يأت بجديد على صعيد الاستجابة لمطالبهم بتنقيح المسودة الرابعة وبالتالي فلن يكون هناك اتفاق قبل الموافقة على تعديل المسودة الأخيرة.

ولم يتحدث كيري عن الخطوات التي قد تتخذ.

وسعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون لفرض عقوبات في الأمم المتحدة على أشخاص في طرابلس يعارضون الاتفاق لكن روسيا والصين عرقلتا الخطوة.

وفي يوليو/تموز، قال مسؤولون غربيون إن الاتحاد الأوروبي يجهّز عقوبات على عدد من الليبيين المتهمين بعرقلة الاتفاق.