اعطت السلطات التركية رسميا الضوء الأخضر للأميركيين لاستخدام قاعدة انجرليك الجوية (جنوب) لضرب مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، على ما اعلن مصدر تركي رسمي الاربعاء. في وقت شككت فيه سوريا في نوايا تركيا بالتصدي للدولة الاسلامية.

وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية بعد ايام على اعطاء انقرة موافقتها المبدئية لواشنطن انه تم "توقيع" مرسوم حكومي وبات في امكان الاميركيين استخدام قاعدة انجرليك "في اي وقت" في اطار الائتلاف الدولي ضد الجهاديين.

وقال المتحدث باسم الخارجية تانغو بيلجيتش للصحفيين خلال مؤتمر صحفي إن الاتفاق يختص فقط بقتال تنظيم الدولة الإسلامية ولا يتضمن توفير دعم جوي للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

والاتفاق الذي كان موضع مفاوضات طويلة مسبقة، سعت اليه واشنطن بقوة لان قاعدة انجرليك تحتل موقعا استراتيجيا لتقريب مقاتلات اف-16 الاميركية من اهدافها في حين هي مضطرة حاليا الى الاقلاع من قواعد ابعد في الاردن او الكويت مثلا.

وتركيا العضو في حلف شمال الاطلسي رفضت حتى الان المشاركة في عمليات الائتلاف ضد تنظيم الدولة الاسلامية خشية ان يستفيد من ذلك الاكراد في سوريا الذين يحاربون على الارض الجهاديين قرب حدودها.

لكن الاعتداء الذي نفذ في 20 تموز/يوليو في سوروتش (جنوب) واوقع 32 قتيلا ونسب الى التنظيم المتطرف بدل المعادلة وارغم انقرة على تغيير سياساتها.

وشكّلت قاعدة انجرليك الاميركية الجوية في جنوب تركيا لأكثر من نصف قرن نقطة انطلاق للعديد من المهمات لكن دورها الاستراتيجي كان في اغلب الاحيان رهينة الخلافات بين واشنطن وانقرة.

وتحتل انجرليك القريبة من البحر المتوسط ومن مدينة اضنة التركية ومن الحدود السورية، موقعا مهما لتنفيذ عمليات في مناطق بالغة الحساسية. لكن انقرة فرضت على مر السنين قيودا على استخدامها من قبل القوات الاميركية.

ويوجه لتركيا انتقادات كبيرة لرفضها المشاركة في التحالف الدولي ضد الدولة الاسلامية في سوريا، كما اتهمت بدعمها للمتشددين والسماح لهم العبور الى الاراضي السورية.

تشكيك سوري

وشككت دمشق الاربعاء في نوايا تركيا بالتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية، وذلك في اول رد سوري رسمي على الغارات التي نفذتها تركيا في نهاية الاسبوع الماضي على مواقع للتنظيم داخل الاراضي السورية.

وذكرت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة "اذا كانت تركيا قد شعرت الان بعد اربع سنوات ونيف مرت على الازمة في سورية بان من واجبها التصدي للارهاب، فان ما ينطبق عليها هو المثل القائل أن تاتي متاخرا خير من الا تاتي ابدا".

واضافت "لكن هل النوايا التركية صادقة في مكافحة ارهاب داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة؟ (...) ام انها تدعي ذلك بهدف ضرب الاكراد في سوريا والعراق وربما لاسباب داخلية اخرى؟".

ولم تات رسالة الخارجية على ذكر الغارات التركية بالتحديد.

واكدت الخارجية ان "حكومة الجمهورية العربية السورية ترفض محاولة النظام التركي تصوير نفسه على انه الضحية وانه يدافع عن نفسه في الوقت الذي يعرف فيه الجميع ما فعله هذا النظام من تقديم كل اشكال الدعم للتنظيمات الارهابية في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الامن".

وتابعت الرسالة "ان سوريا اعلنت مرارا ومنذ سنوات ان الارهاب لا وطن له ولا دين له ولا حدود له ونبهت داعميه بان هذا الارهاب سوف يرتد عليهم ومن المؤسف اننا شهدنا مؤخرا بداية ارتداد هذا الارهاب على داعميه".

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إن مقتل 32 من المواطنين الأتراك في بلدة سروج خلال التفجير الإرهابي الذي وقع الإثنين أحد الأسباب القوية لدخول تركيا الحرب على تنظيمي الدولة الاسلامية وحزب العمال الكردستاني.

وأضاف داوود أوغلو، في رده على الأسئلة التي طرحتها المذيعة التليفزيونية ومقدمة البرامج على قناة "سي إن إن" الأميركية، كريستين أمانبور، من الأسباب أيضاً استشهاد جندي من القوات المسلحة التركية على الحدود.

وقال اوغلو حول المنطقة الآمنة المزمع إقامته في شمال سوريا "لقد كنا نريد إقامة منطقة آمنة، منذ بداية اندلاع الأزمة السورية، لسببين، الأول هو أن تلك المنطقة ستكون مأوى للاجئين السوريين داخل بلدهم. فتركيا الآن تستضيف نحو مليوني لاجئ سوري وحدها. أما السبب الثاني أن هذه المنطقة كانت ستمنع تسلل العناصر الإرهابية. وسيشعر المدنيون بالأمان في تلك المنطقة، في منأى عن قوات النظام السوري والجماعات الإرهابية. والآن قد حان الوقت لإقامة المنطقة الآمنة، بخاصة لمواجهة هجمات تنظيم داعش الإرهابي".