تشكل محطات انتخابات اللجن الثنائية المتساوية الأعضاء ، محطة  لإلقاء الضوء على بعض المشاكل و العوائق التي يعاني منها قطاع الموارد البشرية في كل الوزارات، كما تعتبر هذه الانتخابات فرصة للكشف عن  بعض الأمراض التي تنخر الموارد البشرية و العمل النقابي على حد سواء ، و في هذا الإطار سنكشف على إحدى تجليات الزبونية و المحسوبية في قطاع الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية ، و كذلك في الجسم النقابي .

فأكثر فئات رجال و نساء التعليم انتهازية و محسوبية و زبونية هي فئات ملحقي الإدارة و الاقتصاد و الملحقين التربويين، و فئة من المتصرفين الذين لا يتوفرون على دبلوم المدرسة الوطنية للإدارة، و ذلك لثلاث اعتبارات :

- 1 - الإطارين ( ملحقي الإدارة و الاقتصاد(المقتصدين) و الملحقين التربويين ) لا يتمّ الولوج إليهما لا بالمباراة و لا بالتكوين،  و هذا ما جعل هذين الإطارين  مجالا للريع و الزبونية و المحسوبة، و يشك المتتبع لشؤون الموارد البشرية في منظومة التربية و التكوين في الهدف من  خلق هذين الإطارين في النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية  دون وضع إجراءات قانونية للولوج إليها من خلال المباريات و بعد التكوين. فهذين فالعاملين في هذين الإطارين هم  في الأصل أساتذة يدرسون في السلكين الابتدائي و الإعدادي ، و تمّ تكليفهم بالعمل بالنيابات و مكتبات المؤسسات التعليمية أو إداراتها، أو ما يسمى بالمقتصدين ، و بعد ذلك قاموا بتغيير إطارهم الأصلي ، أي أنّهم فرّوا من القسم و التدريس فيه . و فئة المتصرّفين غير الحاملين لدبلوم المدرسة الوطنية للإدارة هم في الأصل كانوا أساتذة للسلك ألتأهيلي و بعد حصولهم على تكليف للعمل في الإدارة بالنيابات و الأكاديميات و الوزارة قاموا بتغيير الإطار إلى متصرفين ، و هم كذلك هاربون من مهمة التدريس في القسم.

- 2- الطريقة الأولى التي غيروا بها الإطار هي تكليفهم للعمل في النيابات و الأكاديميات و إدارات المؤسسات التعليمية و الوزارة  ، و هذه التكليفات غالبا ما كانت بالمحسوبية و الزبونبة و الريع النقابي و العلاقات المشبوهة، لانّها لا تخضع لأية معاير قانونية و لا إجراءات إدارية واضحة و شفّافة .

- 3 - الطريقة الثانية هي التفرّغ النقابي ، فعندما يحصل أستاذ في السلكين الابتدائي و الإعدادي على التفرّغ النقابي ، يكون أول عمل يقوم به هو السعي بكل ما أتي من علاقات منافذ و نفوذ الى إجراء تغيير الإطار ليصبح ملحقا للإدارة و الاقتصاد ( المقتصد)، و نفس الشكل بالنسبة للمتصرفين غير الحاملين لدبلوم المدرسة الوطنية للإدارة، فهم في الأصل أساتذة للسلك ألتأهيلي، و بعد حصولهم على التفرغ النقابي يقومون بتغيير الإطار إلى متصرفين. و الهدف من ذلك و هو تحصين وضعية الإدارية، لكي لا يعودوا الى التدريس في الأقسام بعد انتهاء التّفرغ أو إنهاءه بطردهم من نقاباتهم. و هذا هو الريع النقابي و استغلال النفوذ النقابي بكل ما في الكلمة من معنى و دلالة .

و تجد ملفّهم المطلبي حاضرا في كل الحوارات مع الوزارة و لو كان تافها ، لان معظم النقابيين المحاورين للوزارة من هذه الفئات الطفيلية ، التي تقتات نضاليا و مصلحيا على ظهر منظومة التربية و التكوين، و عليه فلا غرابة أن تجد النقابات الأكثر انهازية و زبونية و محسوبية هي التي تفوز بأغلبية أصوات هؤلاء . لذلك فهذه الفئات تعشّشت فيها كل قيم الانتهازية من المحسوبية و الزبونية و التملّق ، و لا تؤمن لا بالمبدأ و لا هم يحزنون .. و لذلك لا يُعَوّل عليها نضاليا ..!!؟؟


محمد أقديم