حذر علماء بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من حدوث "عجز في مجال الابتكار" قائلين إن تقليص الإنفاق على مجالات البحث الاساسية يؤدي بدوره إلى تعطيل التقدم في 15 ميدانا تتعلق بانقاذ حياة البشر بدءا من الانسان الآلي وطاقة الاندماج النووي وانتهاء بمرض الزهايمر وقطاع الزراعة.

وقال مارك كاستنر عالم الفيزياء بالمعهد الذي يرأس اللجنة التي وضعت تقريرا عنوانه "تأجيل المستقبل" صدر الاثنين إن تمويل العلوم "بلغ أدنى حد له منذ الحرب العالمية الثانية ضمن الميزانية الاتحادية. هذا يهدد بالفعل مستقبل أمريكا".

يصدر هذا التقرير في الوقت الذي اكتسب فيه الانفاق على مجال البحوث صبغة سياسية غير معهودة.

وأدى خفض ناجم عن اخفاق البيت الابيض والكونغرس في التوصل لاتفاق بشأن خفض العجز في الموازنة الى تراجع ميزانيات المعاهد القومية للصحة ووكالات علمية أخرى فيما يرتبط اصدار تشريع بشأن الانفاق على البحوث بالجدل الدائر حول تغير المناخ وأمور أخرى.

وتراجعت نسبة الإنفاق الاتحادي على الأبحاث من إجمالي الإنفاق الحكومي من حوالي عشرة بالمئة في 1968 إبان برنامج الفضاء إلى ثلاثة بالمئة في 2015 وتراجعت كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 0.6 عام 1976 الى ما دون 0.4 في المئة.

يأتي هذا التراجع فيما زادت دول اخرى من الانفاق على مجالات البحث العلمي وحققت انجازات جعلت الولايات المتحدة تسير خلفها. وفي عام 2014 نجحت وكالة الفضاء الاوروبية في انزال مركبة فضائية على مذنب وابتكرت الصين أسرع كمبيوتر فائق في العالم.

وقال تقرير المعهد إن من بين مجالات البحث التي تعاني من ضعف الانفاق ابتكار عقاقير لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، إذ تتقاعس شركات التصنيع الدوائي عن إنتاج مضادات حديثة متوقعة ارباحا ضئيلة ما ترك الحكومات كي تصبح الممول الوحيد لهذه الابتكارات كملاذ أخير.

ومن بين المجالات الأخرى التي تفتقر للانجازات الهندسة الوراثية للفيروسات لرصد وقتل الخلايا السرطانية وكمبيوتر الكوانتم -الذي تستثمر فيه الصين على نطاق واسع- للنهوض بسرعة الحاسبات ومجالات الأمن الالكتروني والأجهزة التعويضية ومضاعفة الانتاج الغذائي.

وقال كاستنر إن التقرير لم يضع حدودا للميزانيات المقترحة لهذه المجالات ولا يعتزم واضعو التقرير الضغط على صناع السياسة لاستصدار تشريع بعينه فيما يقول الخبراء إن ذلك قد يحد من تأثير التقرير.

وقال مايكل لوبيل مدير الشؤون العامة بالجمعية الأميركية للفيزياء "جميل ان نتحدث عن مستقبل البحوث لكن التقرير أطال في الحديث عن تحديد ورصد الاحتياجات وقصر في تحديد السياسات".