أدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون مساء السبت بـ"قوة" تجدد اندلاع أعمال العنف في ضواحي العاصمة طرابلس حسب بيان للبعثة، في وقت تنتهي في جولة الحوار السياسي الرابعة في المغرب الأحد.

وبحسب بيان نشره الموقع الرسمي للبعثة الأممية فقد أكد ليون أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر مهما كان للاشتباكات الجارية في طرابلس ولا لاستمرار أعمال القتال المسلح في أجزاء مختلفة من البلاد في الوقت الذي تجتمع فيه الأطراف الليبية المعنية في المغرب كجزء من جهود الوساطة المستمرة لإيجاد تسوية للنزاع السياسي والعسكري في ليبيا".

وجدد ليون "مناشدته جميع الأطراف في ليبيا أن تبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق وقف فوري للقتال في طرابلس وغيرها من المناطق، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لإيجاد بيئة مواتية بشكل أكبر لمباحثات الحوار الجارية".

كما حث الممثل الخاص الاطراف على "ضمان عدم استهداف المدنيين والممتلكات المدنية أثناء القتال واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني" وكذلك "إطلاق سراح جميع المدنيين المختطفين فورا وتمكين الجرحى من الوصول إلى العلاج الطبي".

وفي المغرب اكد المؤتمر الوطني العام في ليبيا (برلمان طرابلس) السبت استمراره في المفاوضات مع ممثلي البرلمان الليبي المعترف به دوليا رغم تواصل العمليات العسكرية في محيط طرابلس، وذلك بعدما كان عضو في وفد المؤتمر هدد بان "استمرار قصف" العاصمة قد ينسف الحوار.

وقال محمد صالح المخزوم رئيس وفد المؤتمر الوطني في منتجع الصخيرات المغربي الذي يستضيف المفاوضات بين طرفي النزاع الليبي "نؤكد استمرارنا في الحوار رغم محاولات المجرم خليفة حفتر افشالها"، في اشارة الى قائد القوات المسلحة الليبية والتي مقرها في طبرق.

وقال وفد المؤتمر الوطني في بيان وزعه مساء السبت على الصحافيين في الصخيرات، "نعلن للمجتمع الدولي جديتنا في الحوار ودعمنا له"، معتبرا ان "الأعمال التي يقوم بها المخربون يستهدفون بها اعاقة مشروع الحوار الذي لا بد ان يستمر ولا مجال لاختلاق الحجج والاعذار لمقاطعته".

وفي وقت سابق السبت، صرح محمد المعزب عضو وفد المؤتمر الوطني "ليس من المجدي ان نستمر في الجلوس الى طاولة المفاوضات مع استمرار القصف لسكان آمنين في مدينة مثل طرابلس".

وأضاف "اذا استمر قصف طرابلس فسيؤدي ذلك الى تفجير المفاوضات"، لافتا الى ان "العاصمة فيها ثلاثة ملايين نسمة وهي مترامية الأطراف وليس فيها حاميات عسكرية، وبالتالي فإن ادخال المدينة في فوضى السلاح سيؤدي الى تداعيات خطيرة ما قد يدعونا الى مراجعة أنفسنا بعدم الاستمرار في هذه المفاوضات".

وقتل 21 شخصا على الأقل معظمهم من القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا في معارك شهدتها الجمعة منطقة تاجوراء شرق العاصمة طرابلس الخاضعة لسيطرة قوات "فجر ليبيا" التي تدعم "المؤتمر العام" غير المعترف به، بحسب مصادر عسكرية.

وقال سكان إن دوي إطلاق النار والانفجارات يسمع منذ الصباح الباكر في حي فشلوم بوسط المدينة وفي ضاحية تاجوراء. وسقطت قذائف على عدة مبان سكنية لكن لم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى وجرحى.

وتوجد في فشلوم وتاجوراء جماعات مناهضة للحكومة الموازية التي تسيطر على طرابلس منذ أن بسط فصيل فجر ليبيا سيطرته على العاصمة في أغسطس/آب وأرغم الحكومة المعترف بها دوليا على الانتقال للعمل من الشرق وشكل الحكومة الموازية.

وقال مسؤول كبير في طرابلس إن القوات الموالية لحكومته بدأت حملة في تاجوراء وفشلوم ومنطقة ثالثة للتخلص من تجار المخدرات و"المجرمين" الموالين لحفتر.

ومساء الجمعة، اعلنت بعثة الامم المتحدة في ليبيا انها تلقت ملاحظات طرفي النزاع في ليبيا على مذكرتها لانهاء النزاع في هذا البلد، واوضحت انها تعمل على "تضييق الهوة" بينهما تمهيدا للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ومن المنتظر ان تقدم البعثة ردها على ملاحظات الطرفين الأحد على ان ترجع الوفود الاثنين الى طرابلس وطبرق للتشاور مع مؤسساتهما.

وقال محمد بعيرة عضو وفد برلمان طبرق "ستكون هذه المذكرة هي الأخيرة فإما ان نقبلها أو نرفضها، وفي حال رفضها الجانبان سنعود الى الاقتتال مرة أخرى وهذا ما لا يريده الليبيون".