قدم ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تصوره لطريقة إدماج المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء في المجتمع المغربي، إذ ينبغي منح المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب جميع حقوقهم الاجتماعية والثقافية، وبأن "يكونوا متساوين في الحقوق الاقتصادية مع المواطنين المغاربة".

وبعد تحقيق هذه المساواة يقترح اليزمي منح المهاجرين الحق في المشاركة السياسية، "نحن في المجلس نتبنى موقفا يساند منح المهاجرين حق المشاركة السياسية"، وفق تصريحه وذلك خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح المنتدى السنوي للهجرة اليوم بالرباط.

ولأن اليزمي يعلم أن المشاركة السياسية للمهاجرين مازالت تعتبر من الملفات التي تحتاج إلى نقاش سياسي واسع، فقد أكد أن العمل يجب أن ينصب أولا على تمكين المهاجرين من جميع حقوقهم الاجتماعية والاعتراف بحقهم في الاختلاف الثقافي، داعيا المجتمع المدني إلى أن يكثف من جهوده لبلوغ هدف "تحقيق اندماج حقيقي للمهاجرين في النسيج الاجتماعي المغربي".

وتأسف رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لامتناع عدد من الدول الأوروبية عن المصادقة على الاتفاقية الدولية للمهاجرين، والتي كانت ستمكن العديد من المغاربة المهاجرين من التمتع بالعديد من الحقوق، مضيفا في الوقت ذاته بأن المغرب قد صادق على هذه الاتفاقية "والآن يجب تفعيلها على أرض الواقع".

واختار اليزمي، الحديث عن أغنية "حك ليلي نيفي" الشهيرة، كمدخل للحديث عن محاربة العنصرية في المغرب، إذ وصفها بالطريقة "المبدعة لمواجهة العنصرية ضد المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء".

وأكد المتحدث على أن هذه الأغنية التي جمعت بين شباب مغاربة ومهاجرين تبشر بأن "مستقبل إدماج المهاجرين بالمغرب سيكون مشرقا"، مضيفا بأن التنوع الثقافي هو "مصدر غنى للمغرب" المعروف أصلا بتنوع روافده الثقافية، كما أن الدستور نص على التنوع الثقافي للمغرب، "وهو ما يسهل عملية إدماج المهاجرين في النسيج الثقافي المغرب" وفق تعبيره.

وعبر اليزمي عن امتعاضه من تحول التنوع الثقافي إلى مصدر "للتوتر في العديد من المجتمعات" بما فيها المجتمعات الغربية، بل أكثر من هذا تحول ملف التنوع الثقافي إلى ملف "للاستغلال السياسي" من طرف بعض الفاعلين السياسيين الأوروبيين الذين اتخذوا من الاختلاف الثقافي لبعض المهاجرين وسيلة للهجوم عليهم، "ومع الأسف نتائج هذا الاستغلال تكون وخيمة على المجتمع"، يقول رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان.