واصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الجمعة استئناف مهامه كرئيس للدولة لليوم الرابع على التوالي في مدينة عدن الجنوبية، واجتمع باثنين من محافظي الشمال الداعمين للشرعية الدستورية.

وهذا ثالث اجتماع علني مع منذ فرار هادي من الإقامة الجبرية بمقر إقامته في صنعاء التي فرضها عليه الحوثيون الذين يهيمنون على شمال البلاد.

واجتمع هادي بمحافظي مأرب الغنية بالنفط والجوف الحدودية مع السعودية التابعتين لإقليم سبأ بمقر الرئاسة في العاصمة الاقتصادية عدن.

وقال زعيم حركة انصار الله الحوثية عبد الملك الحوثي الخميس إن مغادرة هادي إلى عدن تعمل على تغذية الصراعات وتعقيد الأزمة. ووصف هادي بالرئيس غير الشرعي.

وهاجم الحوثي السعودية وقطر والولايات المتحدة بشدة كما هاجم حزب الإصلاح الإسلامي فرع الإخوان المسلمين في اليمن واتهمه بالتحالف مع القاعدة، ووقوفه ضد المصلحة الوطنية للبلاد.

وقالت مصادر في الاجتماع إن هادي أكد مجددا التزامه باستكمال العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي عام 2011 لنقل السلطة والتي سمحت لسلفه علي عبدالله صالح بالتنحي بعد أشهر من الاحتجاجات.

وفي سياق الموقف الخليجي الداعي لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في اليمن قررت الإمارات الجمعة استئناف عمل سفارتها في اليمن في مدينة عدن، وذلك في تصريح لأنور قرقاش الوزير الإماراتي للشؤون الخارجية.

وقال قرقاش إن "هذا القرار يأتي دعما وترسيخا للشرعية الدستورية في اليمن الشقيق ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته ودعما للمبادرة الخليجية والمسار السياسي المتفق عليه اقليميا حسب البيان الأخير لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2201 والذي هو حصيلة اتفاق اليمنيين عبر حوار سياسي وجامع وموثق".

وأكد قرقاش رفض الإمارات المطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية والخطوات التعسفية اللاحقة، مشيرا إلى أن "أمن واستقرار اليمن الشقيق طريقه الشرعية الدستورية والمسار السياسي الذي تمخض عن المبادرة الخليجية والذي يحفظ لليمنيين وحدتهم الوطنية واستقرار بلادهم".

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مصدر بوزارة الخارجية قوله إن الكويت قررت استئناف عمل سفارتها في اليمن من مدينة عدن "في إطار دعمها للشرعية الدستورية في اليمن الشقيق ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي".

وندد مجلس التعاون الخليجي بسيطرة الحوثيين على السلطة بوصفها انقلابا ويخشى أن تكسب إيران نفوذا في شبه الجزيرة العربية بدعم الجماعة.

وأكد هادي أيضا التزامه بمخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها جميع أبناء الوطن في إطار بناء اليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والتقسيم العادل للسلطة والثروة.

واستعرض هادي المستجدات الراهنة على الصعيد الوطني وما شهدته خلال الأيام الماضية من تحولات ونكوص عن التوافق ومخرجات الحوار الوطني.

وشدد هادي على أن اليمن لن ينعم بالأمن والاستقرار إلا بوحدة أبنائه والحفاظ على ثوابته والتنفيذ الخلاق لمخرجات الحوار الوطني على ارض الواقع.

من جانبهم أكد أعضاء السلطة المحلية والتنفيذية والمشايخ والأعيان بإقليم سبأ دعمهم الكامل ووقوفهم إلى جانب الشرعية الدستورية ورفضهم لما سمي بالإعلان الدستوري وسياسة فرض الأمر الواقع ومصادرة حقوق الآخرين بقوة السلاح.

وكان هادي قدم استقالته في يناير/كانون الثاني بعد استيلاء المسلحين الحوثيين على القصر الرئاسي وفرض الإقامة الجبرية عليه في صنعاء في صراع على السلطة بعد اشهر من التوتر بسبب خلافات حول مسودة الدستور.

ووجه هادي يوم الثلاثاء رسالة إلى البرلمان أبلغه فيها رسميا بسحب استقالته ولم يجتمع البرلمان منذ تقديم الاستقالة لقبولها حتى تصبح نافذة طبقا للقوانين اليمنية.