اعلنت وزيرة الخارجية الاوروبية فديريكا موغيريني الاثنين ان الاتحاد الاوروبي يعد لاجراءات لمكافحة الارهاب ستتخذ بالتعاون مع دول في الشرق الأوسط اثر اعتداءات باريس.

وقالت موغيريني للصحافة "نعد لمشاريع محددة من المقرر اطلاقها خلال الاسابيع القليلة المقبلة مع دول محددة لزيادة مستوى التعاون في مجال مكافحة الارهاب" مشيرة الى " مصر واليمن والجزائر ودول الخليج وتركيا".

وقرر الاتحاد الاوروبي ايضا "تنسيقا" افضل في مجال "تبادل المعلومات والاستخبارات" داخل الاتحاد وايضا مع "دول اخرى". وذكرت موغيريني "تركيا ومصر ودول الخليج وشمال افريقيا وافريقيا واسيا".

وقالت انها "ستتخذ خطوتين ملموستين فوريتين هما تعيين ملحقين امنيين في كافة بعثات الاتحاد في الدول المعنية" لابقاء "الاتصالات المنتظمة بين المسؤولين عن الامن ومكافحة الارهاب، وتحسين التواصل مع السكان الناطقين بالعربية داخل الاتحاد الاوروبي ومع العرب في العالم".

وذكرت موغيريني عقد مؤتمر دولي قريبا في بروكسل حول سبل وقف تمويل "الشبكات الارهابية".

وعلى الصعيد الاوروبي الداخلي دعت الدول الـ28 البرلمان الاوروبي الى "تحريك" المشروع الاوروبي لوضع سجل للمسافرين جوا يعرقله النواب الاوروبيون منذ 2011 مطالبين بضمانات حول حماية المعلومات الشخصية.

ودعا وزراء الخارجية الاوروبيون الى زيادة التعاون بين بلدانهم والبلدان العربية في مكافحة الارهاب، فيما تعيش اوروبا في حالة استنفار بعد اعتداءات باريس وكشف خلية جهادية في بلجيكا.

واكدت موغيريني قبل اجتماع 28 وزيرا في الاتحاد الاوروبي دعي الى المشاركة فيه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، "يجب ان نعزز طريقة تعاوننا... مع البلدان العربية، وبين بعضنا البعض".

واضافت ان "الهجمات الارهابية تستهدف خصوصا المسلمين في العالم، لذلك نحتاج الى اقامة تحالف واجراء حوار لنخوض المواجهة معا".

واعتبر العربي ان التصدي للارهاب ليس "مسألة عسكرية او امنية" فقط، بل دعا الى خوضها "على المستوى الفكري والثقافي والاعلامي والديني"، مؤكدا ان "هذا ما يساعد في صمودنا".

واصبح التعاون في مجال الاستخبارات وتشديد عمليات المراقبة على حدود فضاء شنغن، ومكافحة تهريب الاسلحة وانشاء سجلات مشتركة للمسافرين جوا، اولوية للقادة الاوروبيين بعد اعتداءات باريس التي اوقعت 17 قتيلا والعملية الواسعة النطاق ضد الاوساط الجهادية التي جرت في نهاية الاسبوع الماضي في بلجيكا لاحباط هجمات ضد الشرطة.

وسيناقش هذه المسائل وزراء الداخلية الذين تدخل هذه المواضيع في نطاق اختصاصهم، في ريغا في 29 كانون الثاني/يناير وقمة لرؤساء الدول والحكومات الاوروبية في 12 شباط/فبراير التي ستخصص لمكافحة الارهاب و"المقاتلين الاجانب" الاوروبيين العائدين من القتال في سوريا او العراق.

وفي دليل على التعبئة الدولية، يشارك عدة وزراء خارجية من الاتحاد الاوروبي الخميس ايضا في لندن في اجتماع تنظمه بريطانيا والولايات المتحدة للدول الاعضاء في الائتلاف ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين "نظرا الى ما حصل في فرنسا وبلجيكا وسواهما، نأمل في ان يدرك البرلمان الاوروبي ضرورة اقرار السجلات المشتركة للمسافرين جوا". ودعا نظيره البلجيكي ديدييه ريندرس الى "مزيد من تبادل المعلومات ... لتعقب جميع المقاتلين الاجانب".

واصدرت بلجيكا مذكرة توقيف اوروبية بحق مشتبه به اوقف في نهاية الاسبوع في اليونان، "ويمكن ان يكون على علاقة" بالخلية الجهادية التي القي القبض على افرادها الاسبوع الماضي. وسيحال هذا الجزائري الى نيابة اثينا الاثنين تمهيدا لتسليمه.

لكن رئيس وممول الخلية البلجيكية التي كانت تنوي شن اعتداءات على رجال الشرطة ما زال فارا. وهو عبد الحميد ابا عود البلجيكي المغربي الاصل (27 عاما) الذي قاتل في صفوف الدولة الاسلامية في سوريا، كما ذكرت وسائل الاعلام البلجيكية.

وبدأ الجيش السبت مراقبة بعض المواقع الحساسة في بروكسل وانفير. وسيصل عدد المشاركين في هذه التدابير الى 300 جندي. ونصحت الشرطة البريطانية عناصرها بتوخي الحذر وسحب عناوينهم من اللوائح الانتخابية.

وفي فرنسا، وضع في الحبس على ذمة التحقيق حتى مساء الثلاثاء، تسعة اشخاص يشتبه بقيامهم بتقديم دعم لوجستي الى احمدي كوليبالي، على صعيدي الاسلحة والسيارات. وكان كوليبالي قتل شرطية قرب باريس ثم اربعة اشخاص من اليهود في متجر للاطعمة اليهودية الحلال في شرق باريس في التاسع من كانون الثاني/يناير.

وفي المانيا، ألغيت التظاهرة الاسبوعية لحركة بيغيدا المناهضة للاسلام الاثنين في دريسدن (شرق) بسبب تهديدات بالقتل وجهتها الدولة الاسلامية الى احد المنظمين. وكان 25 الف شخص شاركوا الاثنين الماضي في تظاهرة لهذه الحركة بعاصمة الساكس.

وتظاهر حوالى 800 الف شخص الاثنين في غروزني عاصمة الشيشان، احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في صحيفة شارلي ايبدو. وجرى عدد كبير من التظاهرات في نهاية الاسبوع في بلدان اسلامية. وفي النيجر، اسفرت اعمال شغب عنيفة عن عشرة قتلى.