عبرت عدد من الجمعيات المغربية بإيطاليا عن إدانتها القوية للوضعية المزرية التي يعيشها الأطفال المحتجزون، ضحايا كافة أشكال العبودية والرق في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.

 

وأوضحت شبكة جمعيات الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا في بيان تناقلته وسائل الإعلام الايطالية على نطاق واسع، أنه يتعين تحسيس الرأي العام الايطالي وإن اقتضى الأمر، إثارة انتباهه بشأنه هذه الظاهرة "المستشرية كثيرا" في مخيمات تندوف، التي تطال الأطفال المحتجزين.

 

وتابع البيان، الذي أوردت مضامينه كبريات الوكالات الايطالية وعدد من المواقع الالكترونية، أن ظاهرة الرق ما تزال تستشري في مخيمات تندوف حيث يعتبر الصحراويون أبرز ضحاياها إذ يتم استغلالهم بالخصوص في الأعمال المنزلية وفي الأنشطة الرعوية. وأثارت الجمعيات الانتباه كذلك إلى ظاهرة "تجنيد الأطفال" في المخيمات واستغلال أطفال تقل أعمارهم عن 13 سنة في أعمال دعائية.

 

ويرى مراقبون أن استشراء عمليات الرق والعبودية يأتي جراء تواطؤ السلطات الجزائرية مع البوليساريو لقمع الصحراويين وإذاقتهم الويل.

 

ومن هذا المنطلق، ناشدت الجمعيات المجتمع الدولي والبرلمان الاوروبي وخصوصا البرلمان الايطالي للتدخل من أجل فرض احترام حقوق المعتقلين بتندوف والتنديد بالخروقات التي تسجل في مجال حقوق الانسان بالمخيمات والتي تطال خصوصا الأطفال.

 

وطالبت في وقت سابق منظمة حقوقية مغربية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتدخل لوقف الانتهاكات الفجة ضد حقوق الإنسان التي يرتكبها قادة بوليساريو وعناصرها المسلحة مسنودين بقوات الجيش والجمارك الجزائريين في المخيمات، مشيرة إلى أن أن الوضع الإنساني هناك بات لا يحتمل وإن الانتهاكات ضد المحتجين قد بلغت أوجها مشيرة الى وقوع انتهاكات واسعة بحق الموقوفين من المحتجين.

 

وتسيطر بوليساريو مدعومة بشكل اساسي من الجزائر، على مخيمات تندوف التي تؤوي عشرات الالاف من اللاجئين الصحراويين وتقع في الجنوب الغربي للجزائر على الحدود مع المغرب وموريتانيا وفي قلب منطقة تنشط فيها الجماعات المرتبطة بالقاعدة.

 

وتفرض البوليساريو والسلطات الأمنية الجزائرية حصارا شاملا على تحركات الصحراويين في مخيمات تندوف والدول المجاورة كالجزائر وموريتانيا والمغرب ولا يتوانى الجانبان عن استخدام السلاح ضد الصحراويين تطبيقا لهذا الحصار.

 

وفي يناير/كانون الثاني 2014 النار أطلق الجيش الجزائري بشكل مكثف في اتجاه بعض السيارات كانت تقل المحروقات نحو المخيم ما أدى إلى وفاة شابين صحراويين.

 

واشارت مصادر صحافية إلى أن المئات من الشباب الصحراويين المقيمين في تندوف تم تجنيدهم من قبل هذه الجماعات الإرهابية لتنفيذ عمليات متعددة تتعلق باختطاف الأشخاص وتهريب المخدرات والأسلحة.

 

وتطالب الحركة الانفصالية بالاستقلال بالصحراء المغربية والتي أعادها المغرب الى سيادته في 1975 مع رحيل المستعمر الاسباني.

 

وتعرض المملكة المغربية خطة حكم ذاتي واسع للصحراء في ظل سيادتها وهو ما ترفضه البوليساريو بدعم قوي من الجزائر.

 

واكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في وقت سابق على ان الصحراء المغربية ستظل تحت السيادة المغربية "إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"، معتبرا ان "مبادرة الحكم الذاتي هي اقصى ما يمكن ان يقدمه المغرب" لحلّ هذا النزاع.

 

 

 

بن موسى للجزائر تايمز