1193 مغربيا غادروا المغرب، واختاروا الذهاب إلى الجهاد في صفوف داعش، هذا الرقم أصدرته المديرية العامة للدراسات والمستندات، في 30 من شتنبر الماضي مع تفاصيل أخرى هامة من قبل محمد ياسين المنصوري أمام لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن، كما ينضاف إليهم ما بين ألف وألفي مواطن مغربي أو ذوي الجنسية المزدوجة من المقيمين بالخارج.

و استنادا إلى تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المغاربة إلى جانب التونسيين والسعوديين يمثلون تقريبا نصف عدد الجهاديين الأجانب في التنظيم، والذي يقدر عددهم بعشرين ألف مقاتل.

استقت رأي محمد أحمد أودا الصحافي المتخصص في الصراع السوري، والصحافي المغربي الوحيد الذي دخل منطقة الدولة الإسلامية، الذي أوضح بأن مغاربة "الخليفة" البغدادي ينتشرون في جميع تراب الأراضي الخاضعة لتنظيم داعش، وهم مندمجون تماما داخل ذلك الفضاء، وبعيدا عن الانتماءات الوطنية والإقليمية، يتم تنظيم صفوف المجاهدين كـ"مؤمنين".

و ليس هناك مجموعة مغربية أو مغاربية داخل تنظيم الدولة، رغم أنه كانت هناك كتيبة 80 في المائة من عناصرها كانوا ينحدرون من المملكة وذلك في بداية المواجهات بين النظام السوري والمعارضين الإسلاميين، والتي كان يطلق عليها اسم "شام الإسلام"، وكانت تضم 120 مغربيا ويقودها إبراهيم بنشقرون الملقب بأبو أحمد المغربي، وكانت تعمل في ضواحي اللاذقية لكن تم تفكيكها حيت تمت تصفية حوالي 80 مقاتلا من قبل قوات بشار الأسد، أما الذين نجوا من الموت فتم توزيعهم على الكتائب الجديدة التي خلقتها داعش.

وذكر أودا بأن مقابل خدماتهم الوفية يتلقى هؤلاء تعويضات سخية، ولأنهم يعتبرون "مهاجرين" أي أنهم غادروا بلدهم الأصلي من أجل الدفاع عن التنظيم، فهم يتلقون أجورا تتراوح بين 2000 و3000 دولار شهريا مقابل 500 دولار يتلقاها "المحليون" من السوريين، إلى جانب منحة تقدر بـ200 دولار يتلقاها المقاتل عندما يكون متزوجا و50 دولار إذا كان لديه أبناء إضافة إلى منح مختلفة وتعويض مالي عند ولادة طفل.

فإن تأثير بعض الدعاة يلعب هو الأخر دورا هاما، لأن هناك سلفيين ينشرون شباكهم على الأرض ولا يخفون دعمهم لداعش، هذا بالإضافة إلى قرب شمال المملكة من أوروبا والعلاقات الوثيقة بين الشبكات الجهادية في ضفتي المتوسط مما يسهل التنسيق والاستقطاب، والسفر نحو سوريا والعراق عن طريق تركيا.

أن المغرب في حالة تأهب قصوى، ولا يمر أسبوع دون أن يتم تفكيك خلية قريبة بشكل أو بآخر من داعش، وهو ما حصل في 26 شتنبر الماضي حيت تم تفكيك مجموعة تعمل في الناظور والتي أطلق عليها اسم أنصار الدولة الاسلامية في المغرب العربي، وذلك بتعاون مع المصالح الإسبانية، والتي كان يتزعمها عكسري اسباني سابق من أصل مغربي، والتي كانت تهدف إلى بعث المقاتلين إلى سوريا والعراق ثم تجميع فريق من أجل تكوينهم قبل العودة إلى المغرب.

فتيحة المجاطي.. أم الدواعش 

تعد فتيحة المجاطي أرملة كريم المجاطي عضو القاعدة الذي سقط في السعودية 2005 هي نجمة المقاتلون المغاربة في تنظيم الدولة، حيث قدمت ولاءها للخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي حيث توجهت نحو سوريا والتحقت بابنها إلياس المجاطي أحد أعضاء اللجنة الاعلامية داخل داعش، واستفادت من تكوين عسكري ويعتقد بأنها تزوجت أحد قادة التنظيم إضافة إلى أنها مسؤولة عن تكوين وتأطير نساء داعش، كما أنها تستقر الآن في الرقة عاصمة التنظيم وتجمعها علاقات مميزة مع الخليفة الداعشي.