حذر مجلس الأمن الدولي من توسع الخطر الإرهابي بسبب شبكات التجنيد وانتشار إيديولوجية عنيفة متطرفة، وذلك في جلسته، الأربعاء، والتي خصصها لمناقشة الإرهاب.

وعبر المجلس في بيان عن قلقه من أن عدد المقاتلين الأجانب الذين استدرجهم هذا الخطر وصل إلى 15 ألفا يأتون من أكثر من 80 دولة، سافروا إلى سوريا والعراق واليمن ودول أخرى.

ودعا إثر ذلك الدول الأعضاء إلى العمل معاً من أجل التصدي لذلك عبر التنسيق بين بعضها لمنع انتقال المقاتلين وللتصدي لاستخدام هذه التنظيمات الإرهابية للتكنولوجيا للتجنيد.

وأشاد مجلس الأمن بدور التحالف الدولي في التصدي لتنظيم "داعش"، لكنه عبر عن بالغ قلقه على مصير حقول النفط التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، داعياً إلى عدم التعامل بشكل مباشر أو غير مباشر مع كل ما يحاول "داعش" تصديره منها وحتى من الآثار والموارد الطبيعية الأخرى.

وعاد وجدد الدعوة إلى التصدي لكل الممولين الخاصين للتنظيم من بينهم المنظمات التي تدعي أنها خيرية، كما دان عمليات الخطف بحق المدنيين محذراً الدول من دفع الفدية للإفراج عنهم وبالتالي المساهمة بشكل غير مقصود بتمويل التنظيم.

بان كي مون

من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، على استفادة الجماعات الإرهابية من خرق القانون وبيع النفط لتنمية قوتها، وهو ما يحدث فعلاً في العراق وسوريا وفقاً للأمم المتحدة.

وأضاف: "على الرغم من الجهود لمكافحة الإرهاب فإن عدد الأجانب في سوريا والعراق نمى ليزيد عن 15 ألفاً من أكثر من 80 بلداً.. أيضاً فإن المنظمات الإرهابية التي تقاد من الأفكار المتطرفة كداعش والنصرة وبوكو حرام يستمرون بأعمالهم الشنيعة والتسبب بالمعاناة للكثيرين.. الملايين تاثروا بسبب أعمال هذه الجماعات".

وقال إن التكنولوجيا والعولمة سهلت لهم القيام بأعمالهم وداعش على سبيل المثال يتاجرون بالنفط بشكل غير قانوني وساهم ذلك بنمو الجرائم بنسب كبيرة".

كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن من تنامي قوة المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق وتهديدهم للأمن والسلم العالميين.

واعتبر بان كي مون أن الوسائل العسكرية لوحدها لا تسمح بالتخلص من التطرف، داعياً في الوقت نفسه إلى إجراءات لمكافحة الإرهاب تحترم حقوق الإنسان.

وقد تمت الدعوة لاجتماع المتابعة لمجلس الأمن الدولي لتقييم التأثيرات الناجمة عن قرار تم تبنيه في أغسطس ويهدف إلى احتواء تدفق المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى صفوف تنظيم "داعش" وقطع مصادر تمويل الجهاديين.

ومن جهته، قال رئيس هيئة الأمن في الأمم المتحدة، كاري كوين لاند، إن لجنة المراقبة توصلت إلى عدد المقاتلين الذين أنضموا للقتال مع المتطرفين في العراق وسوريا والبالغ عددهم 15 ألف مقاتل أجنبي ينحدرون من 80 دولة أكثرهم من المغرب ودول آسيا وأجانب بالإضافة إلى ذوي الجنسية المزدوجة.

المعلمي: العدوان الإسرائيلي.. جريمة حرب وإرهاب دولة

عبدالله المعلمي

من جانبه، أكد مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي التزام المملكة بالتعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب. وطالب المعلمي باجتثاث جذور الإرهاب التي تغذيها النزاعات المستمرة وقمع الشعوب وتهميشها وحرمانها من حق تقرير المصير.

وأضاف: "نعيد التأكيد على التزامنا يتعزيز التعاون لمحافحة الإرهاب من خلال جملة أمور، منها: وضع تعريف مشترك للإرهاب وتبادل المعلومات وبناء القدرات، بالاضافة الى اجتثاث جذور الإرهاب كالنزاعات المستمرة وقمع الشعوب وتهميشها وحرمانها من حقها في تقرير المصير في حالات الاحتلال الأجنبي.. جميعها تولد الإرهاب".

وأشار المعلمي إلى أن العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين يمثل جريمة حرب وإرهاب دولة، ودعا الأسرة الدولية إلى إدراج المستوطنين المتطرفين على قائمة الإرهاب.

وأضاف: "نجلب انتباهكم إلى العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي يمثل جريمة حرب وإرهاب دولة، ونصر على أهمية وضع حد لذلك".

وقال: "كما نسترعي انتباهكم إلى العنف التصعيدي للمستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين في الأرضي المحتلة. ونهيب بالأسرة الدولية أن تفرض على سلطة الاحتلال مقاضاه المسؤولين عن هذه الجرائم، ونعيد التأكيد على دعوتنا للأسرة الدولية لتضع زعماء المستوطنين والجماعات المتطرفة الإسرائيلية على قائمة الإرهاب".