اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم خلال زيارتها الى الرباط أن مقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء واقعي وجدي، وهذا يجر الى التساؤل هل ستصوت سفيرة واشنطن في مجلس الأمن الدولي خلال طرح نزاع الصحراء في نهاية أبريل لصالح الحكم الذاتي أو تستمر في التصويت على تقرير المصير كما تفعل الإدارة الأمريكية دائما وتأتي زيارة هيلاري كلينتون الى الرباط بعد جولتها لكل من تونس والجزائر، حيث كان في استقبالها في تونس يوم الجمعة الرئيس منصف المرزوقي واجتمعت أمس السبت بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في حين كان في استقبالها في المغرب وزيرة الخارجية سعد الدين العثماني، وهذه أول مرة يزور فيها عميد الدبلوماسية الأمريكية بلدا عربيا بل وحتى أوروبيا ولا يستقبله ملك أو رئيس البلاد علاوة على رئيس الحكومة، فهي سابقة دبلوماسية. وكانت أنباء تشير الى احتمال تأجيل الزيارة بسبب هذا الخلل البروتوكولي، واجتمعت كلينتون بالمستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري في القصر الملكي دون أن يكون اللقاء مبرمجا.

 

وأشادت كلينتون بالتجربة السياسية المغربية في إطار الربيع العربي، وأعربت عن موقف واشنطن بدعم مساعي الإصلاح التي يقوم بها المغرب. وحول الملف الشائك نزاع الصحراء المغربية،  دعت كلينتون الى حل سياسي، مصنفة مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط بالجدي والواقعي وذو مصداقية ولا يعتبر تصريح كلينتون جديدا بالنسبة للإدارة الأمريكية، فواشنطن ترحب بالحكم الذاتي لكن دائما تصوت لصالح قرار أممي في مجلس الأمن الدولي ينص على تقرير المصير للصحراويين. وكانت قد صرحت أمس أن "من حق شعوب المغرب العربي تقرير مصيرها"، وذلك إرضاء للنظام الجزائري في إشارة غير مباشرة الى الصحراويين، واعتبر الصحراويون ووسائل الاعلام الجزائرية أن الأمر يشمل البوليساريو.

 

ومن ضمن الأمثلة، أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن كان قد  بعث برسالة خطية الى الملك محمد السادس يرحب فيها بالحكم الذاتي، لكن موقف واشنطن في مجلس الأمن كان لصالح تقرير المصير. وكان السفير الأمريكي نيغروبونتي على وشك فرض الاستفتاء في مجلس الأمن يوم 31 يوليوز 2003 وبغض النظر عن موقف واشنطن من نزاع الصحراء الذي يحاول إرضاء المغرب والجزائر بتصريحات في آن واحد، تبقى أهمية جولة كلينتون في الضغط الناعم على الرباط والجزائر لفتح الحدود البرية بينهما المغلقة منذ 18 سنة، حيث وجدت ترحيبا في العاصمتين. وترغب واشنطن في تحريك العلاقات المغاربية لتحقيق اندماج بين دولها.