أولا : لم يكن البوليساريو انفصاليا   !!!! 

هذه حقيقة لا ينكرها مؤسسوا البوليساريو من الصحراويين ، واسألوا من لا يزال منهم على قيد الحياة فهم يؤكدون أن فكرتهم في أقصى تطرُّفِها كانت قلبَ نظام الحكم في المغرب انطلاقا من الصحراء الغربية ، وربما كان بعض المعارضين للنظام داخل المغرب قد أيَّدوا الفكرة وخاصة بعد تخلي النظام عن جيش التحرير المغربي الذي كان مصمما على طرد الإسبان من الصحراء بالقوة ، لكن النظام المغربي خذلهم ، وهذا رأي من الآراء لكن الأكيد أن البوليساريو لم يكن في البدء انفصاليا حتى دخل القذافي على الخط واستمرأ حكام الجزائر فكرة ضرب المغرب ببعض أبنائه ، فأصبح البوليساريو بعد ذلك انفصاليا فهل ندم على ذلك ؟...

ثانيا : أمير منبوذ يستميت من أجل عرش المغرب :

هل يكفي أن تكون أميرا من أمراء أسرة حاكمة في مملكة ما حتى تستميت من أجل السطو على عرشها حتى وإن كان هذا العرش قد اعتلاه من يستحقه شرعيا ودستوريا وشعبيا ودوليا ؟ أنت يا هشام بن عبد الله العلوي ، ألا تخجل من نفسك اليوم وقد فَضَحَكَ كل من اشتريت ذممهم بالمال لقلب نظام الحكم في المغرب لصالحك ؟ أظن أن الوحيد الذي يمكنه أن يخلص لك هو " البوليساريو " فقط لا غير لأنه هو الوحيد  الذي أجمع كل المغاربة على كرهه ومقته لأن ما يجمعه معك هو " خيانة الوطن " ...

ثالثا : العداء للمغرب وملكه يجمع الأمير المنبوذ مع حزب الله والانفصاليين  :

صداقة حزب الله اللبناني للبوليساريو الصحراوي عن طريق إيران تجمع الأمير مع الانفصاليين من باب تشيعه لحزب الله لأنه لبناني من جهة أمه ، ومن باب التضامن معهم ضد العدو الواحد وهو المملكة المغربية ، فكلما عطس الأمير المنبوذ إلا وأصيب البوليساريو بزكام الثورة الأميرية الحمراء الخلابة ، حيث تهلل صحافة البوليساريو وإعلام الجزائر الارتزاقي  ، تهلل وتطبل  لما بين كل نقطة وفاصلة من الحروف التي يتفوه بها الأمير المنبوذ والتي تقطر حقدا وكراهية على المغرب والمغاربة وملك المغرب  ، فالتهليل والتطبيل لهذا الأمير له ما يبرره في الواقع السلوكي لهذا الأخير ، فحينما يدعي الأمير المنبوذ أن ما يفعله هو من أجل الشعب المغربي فهو لا يدري أنه يَدُكُّ بعنجهيته  ما حرثه  بالطعن في شرعية محمد السادس في حكم المغرب وغموض موقفه من قضية الصحراء المغربية وهو ما يكفي المغاربة لينبذوه قبل أن يعترف بذلك بنفسه ومنذ زمان ، بالإضافة لمئات الالاف من الأسباب التي تجعل الشعب المغربي يكره هذا الأمير الذي أخطأ في حق نفسه قبل أن يخطئ في الشعب المغربي  ...

رابعا : هل يُـبايع البوليساريو السلطان مولاهم  هشام  العلوي ؟

يبدو منطقيا أن يختصر قادة البوليساريو الوقت ويستثمروا عشقهم للأمير المنبوذ والمدعوم من طرف حكام الجزائر وإيران والذي يدافع عن قضيتهم ويناضل معهم في خندق الكراهية للملكة المغربية ... لقد اجتمع في هذه  المكونات ما اختلف في غيرها ، أمير غني يطمع في عرش  المملكة المغربية وأعداء للمغرب ( الجزائر + البوليساريو + إيران ) يجمعهم هوس تحطيم المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس ، وعليه يبدو منطقيا أن يبايع البوليساريو  سلطانا عليهم ويضرب كل الأطراف  ( الجزائر إيران الانفصاليون والأمير المنبوذ ) يضربون عصافير عديدة ببيعة واحدة لهذا الأمير الأحمر ، فيعلن الطرفان ( البوليساريو والأمير ) قيام مملكة الصحراء الغربية في مخيمات تندوف عوض مشروعهم  الفاشل  جمهورية الوهم التندوفية ، ويحسمون ببيعتهم تلك معضلة الشرعية التاريخية ويستفيدون من أنشطة الأمير الدولية في كل ما يتعلق بالإنسان وحقوقه المُفْتَرَى عليها في العالم ، ويجتمع الطرفان البوليساريو والأمير المنبوذ حول مبادئ تجمعهم منها : كراهية النظام المغربي وولاؤهم لعسكر الجزائر الحاكم ومبدإ تقرير مصائر الشعوب الوهمية في العالم وحب الشيطنة والمؤامرات  وشراء الذمم وخاصة منها المنابر الإعلامية المرتشية الكاذبة  ( اسألوا الصحافيين الذين حاول شراءهم من أجل قلب نظام الحكم في المغرب ) ، وبذلك يكون الجميع بخير وعلى خير ... فالطيور على أمثالها تقع ، قضية فاشلة يقودها أمير منبوذ مصاب بالوسواس القهري باستطاعته إطالة عمر التعذيب الذي يعيشه المحتجزون بمخيمات تندوف ، لعبة يتسلى بها الحمقى ( البوليساريو وحكام الجزائر والأمير المنبوذ ) ... وليس من المستغرب أن نسمع يوما عن زواج المتعة بين الأمير هشام المنبود وأميناتو حيضر التي تعشقه وتجعل منه فارس أحلامها، وبذلك ينقل الأمير مغامراته من دهاليز القصور التي روى عنها في كتابه الأخير إلى خيام الصحراء المبعثرة في فيافي تندوف وهي – على كل  حال – تجربة قد تغني فضول الأمير المهووس وتنوع مغامراته من هنا وهناك ...

خامسا : مات ابن عرفة الأول يسقط ابن عرفة الثاني :

لقد حكم الأمير المنبوذ على نفسه بمصير سبقه إليه غيره ، لقد طمع في عرش المملكة المغربية واستعمل لذلك وسائل قذرة كالرشوة المفضوحة لبعض الصحافيين ، لم يعد خافيا اليوم أنه اقترح على كثير من الصحفيين المغاربة مشاريع بالملايير لتفتيت مملكة محمد السادس من الداخل ، لقد انكشفت اليوم خيوط المؤامرة التي حيكت ضد محمد السادس ، ولا تزال آثار الدفاع عن عرشه عالقة في الترتيب الذي يناله المغرب في حرية الصحافة لأنه دافع عن نفسه ضد الخسة والدناءة والغدر ، فاسألوا بوبكر الجامعي وعلي عمار وعبد العزيز كوكاس وتوفيق بوعشرين ونور الدين مفتاح وعبد الرحيم أريري وعلي أنوزلا وغيرهم من الصحفيين الذين سقطوا أو كادوا في فخ طمع الأمير المنبوذ وهوسه القهري من أجل تدمير المملكة المغربية لا لشئ سوى من أجل إلحاق المغرب بصفوف الدول المنهارة ... لقد فرض الاستعمار الفرنسي محمد بن عرفة على الشعب المغربي حينما نفى محمد الخامس إلى كورسيكا لكن الشعب المغربي ثار ضد الاستعمار ، فهل ستقف الجزائر مع هشام بن عبد الله العلوي لتفرضه على الشعب المغربي أم سيكتفي بقبول بيعة البوليساريو على مملكة الصحراء الغربية السرابية ، فماذا يهئ الثلاثي الشرير للشعب المغربي ؟ فمن السيناريوهات المطروحة في أي حرب جزائرية على المغرب هو إنزال الأمير المنبوذ كبديل لمحمد السادس يبايعه البوليساريو باعتبار ساكنة تندوف جزء من الشعب المغربي ، فماذا يطبخ الأمير المنبوذ مع عسكر الجزائر وقادة البوليساريو ؟  فقد كان للبوليساريو موقفا مشابها بعد أن اقترح المغرب فكرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ، تلقفها  البوليساريو وعبروا عن قبول فكرة الحكم الذاتي لكن تحت السيادة الإسبانية أي كانوا على استعداد لمبايعة ملك إسبانيا خوان كارلوس ، واليوم قد يبايعون مولاهم هشام العلوي سلطانا عليهم ، وهو بالنسبة للشعب المغربي مثله مثل ابن عرفة الذي نصبه الاستعمار على عرش المغرب لتغيير مسار السلالة العلوية الحاكمة يوم 20 غشت 1953 لكن الشعب المغربي رفض ذلك رفضا باتا ... بالنسبة للشعب المغربي مات ابن عرفة الأول وسيسقط ابن عرفة الثاني ...

 

 

 

 


سمير كرم خاص للجزائر تايمز