اعتبر أنطونين تيسرون الباحث من "معهد توما مور"٬ وهي مؤسسة فكرية مقرها ببروكسيل٬ أن مشروع الحكم الذاتي يعد الحل "الأكثر واقعية" لتسوية قضية الصحراء المتنازع بشأنها منذ عقود وكتب الباحث في مقال نشرته صحيفة"لوفيغارو"الفرنسية  في عددها الصادر أمس،"اليوم٬ وبعد أن حسمت القوات المسلحة المغربية ومنذ 1980 عسكريا حربها ضد جبهة (البوليساريو)٬ وتورط قياديين من هذه الحركة في الإتجار بالمخدرات٬ فإن هذا الحل يبقى هو الأكثر واقعية لمحاولة حل النزاع٬ عبر التوفيق بين مبدإ الوحدة الترابية للمغرب وتطلعات السكان الصحراويين٬ مع توفير جواب للوضع الإنساني في مخيمات تندوف". 

ومن ناحية أخرى، أشار الباحث إلى أن إحياء الإتحاد المغاربي، يعد أحد السبل لتعزيز دور المنطقة المغاربية في ظل التحولات الإقليمية التي فرضتها رياح "الربيع العربي"، مؤكدا في الوقت ذاته، أن " إقامة تعاون قوي ودائم بين دول المغرب العربي٬ تثير التساؤل حول قدرة هذه الدول على المضي قدما وطي صفحة الخلافات٬ بدءا من الجزائر والمغرب في ما يخص نزاع الصحراء وحذر تيسرون من أن "تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين قد يصطدم مرة أخرى بهذا المشكل على الرغم من خطة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط في 2007 في إطار مشروع الجهوية المتقدمة" الذي تقدم به المغرب..

وأوضح أن "التحدي المتمثل في التكامل (المغاربي) هو أكثر أهمية، بالقدر الذي يمثل فيه التحسن الإقتصادي والإجتماعي شرطا أساسيا للرد بهدوء على التحدي الذي تمثله الديمقراطية٬ وأيضا للحد من الجاذبية التي يمكن أن يشكلها الإتجار غير المشروع للشباب الذين يعانون محنة الأفق المسدود  ونبه الباحث إلى أنه "بدون الحد من عدم المساواة٬ وبدون الإستجابة لتطلعات الساكنة٬ فإن خطر ارتفاع معدل الجريمة وانتشار الخطابات المتطرفة بل وانتعاش المد الثوري يبقى قائما".