قال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان الاتحاد الاوروبي سيفرض على الارجح الاسبوع المقبل عقوبات جديدة على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وكانت ألمانيا وعدة دول غربية اخرى دعت الاسد مرارا للتنحي لانهاء احتجاجات على حكمه ترد عليها قوات الامن السورية بالعنف وتقول جماعات معنية بحقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت أكثر من خمسة الاف شخص خلال العام المنصرم بينما تقول قوات الحكومة ان أكثر من ألفين من قوات الجيش وأفراد الامن قتلوا وقال فسترفيله لرويترز في مقابلة على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين في لوس كابوس بالمكسيك "سنتبنى مزيدا من العقوبات في أوروبا وليس في اوروبا فحسب" وسئل هل ستتبنى اوروبا اجراءات لوضع البنك المركزي السوري في القائمة السوداء فرد بقوله "اني اعتقد ان العقوبات سيتم تشديدها الاسبوع القادم لان العنف مستمر" ورفض فسترفيله ان يذكر على وجه التحديد العقوبات محل الدراسة لكن مسؤولا في مجموعة العشرين في الاجتماع قال طالبا عدم ذكر اسمه ان الاتحاد الاوروبي في طريقه الى الاتفاق على اجراءات لتقييد قدرة البنك المركزي السوري على العمل.

وقال دبلوماسيون أوروبيون هذا الشهر انهم يعملون على فرض جولة جديدة من العقوبات على سوريا ويأملون أن يضعوا اللمسات النهائية لها بحلول يوم 27 فبراير شباط. وستشمل هذه الجولة تجميد أصول البنك المركزي السوري بالاضافة الى تجميد أغلب المعاملات معه وصرح فسترفيله بأن الوقت قد حان لزيادة الضغوط الدبلوماسية على سوريا وأيدت الولايات المتحدة وبريطانيا ما قاله الوزير الالماني في المكسيك وحثتا الصين وروسيا على فعل المزيد وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون للصحفيين "سنرسل رسالة واضحة الى روسيا والصين ودول اخرى مازالت مترددة بشأن طريقة مواجهة العنف المتزايد لكنها حتى الان للاسف تتخذ الخيارات الخاطئة."

وكانت بكين وموسكو قد أغضبتا الغرب ودولا عربية هذا الشهر عندما استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قانون في مجلس الامن التابع للامم المتحدة يؤيد خطة عربية تطالب الاسد بالتنحي وأبدت روسيا والصين دعما للاسد يوم الاثنين وذكرت وكالات أنباء روسية وسورية أن الاسد التقى مع سياسي روسي كبير زار دمشق وكرر دعم موسكو لبرنامج اصلاح وضعه الاسد وأعرب عن رفضه لاي تدخل خارجي في الصراع كما اتهمت الصين يوم الاثنين دولا غربية باشعال حرب اهلية في سوريا ورست سفينتان حربيتان ايرانيتان في قاعدة بحرية سورية مما سلط الضوء على توتر دولي متزايد بشأن الازمة وقال فسترفيله انه يتوقع ان يؤدي اجتماع تنظمه الجامعة العربية بشأن سوريا في تونس في وقت لاحق من هذا الاسبوع الى تقوية يد المعارضة السورية التي تأمل في الاعتراف الرسمي بها كحكومة انتقالية لسوريا وقالت كلينتون ان اجتماع ما يعرف بمجموعة "أصدقاء سوريا" في تونس يوم 24 فبراير سيساعد على اضعاف حكومة الاسد. وتنظم الجامعة العربية الاجتماع لحشد زخم دولي ضد الاسد.

وأضافت كلينتون "ومثلما فعل قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الذي صدر بأغلبية كبيرة الاسبوع الماضي سيظهر الاجتماع المقبل أن نظام الاسد يصبح معزولا بشكل متزايد وأن الشعب السوري الشجاع بحاجة الى دعمنا وتضامنا" وأضافت "علينا الاستعداد لامكانية تعرض النظام السوري الى ضغط متزايد مما يعطينا جميعا مساحة أكبر لندفع قويا تجاه الانتقال وسنكثف جهودنا الدبلوماسية مع هذه الدول التي مازالت تؤيد نظام الاسد."

وقالت الحكومة التونسية في اطار استعدادها لاستضافة الاجتماع ان الدول العربية ستشجع المعارضة السورية على الاتحاد قبل أن تعترف بها رسميا كحكومة انتقالية وظهر المجلس الوطني السوري كصوت للانتفاضة السورية في الخارج لكن لم يبد له بعد اليد العليا على النشطاء على الارض ولا على حركة تمرد مسلحة وقال جيريمي براون الوزير المسؤول عن العلاقات مع أمريكا اللاتينية في الخارجية البريطانية ان حكومة الاسد لم تعد تعكس ارادة شعبها وحث الدول المعارضة في مجلس الامن الدولي على تقديم حل للمشكلة وأضاف "نود أن نرى الروس والصينيين يتقدمون بالمزيد من الاقتراحات حول كيفية احلال السلام في سوريا."