مرة أخرى تتجلى الحنكة الدبلوماسية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد. فبعد النجاح الكبير للقمة العربية الأفريقية، ها هي الكويت تحتضن القمة الخليجية لدول مجلس التعاون العربي لكن القمة وقبل أن تنعقد كانت هناك تحركات مباركة من الشيخ صباح الأحمد تعمل على تنقية الأجواء الخليجية من أية شوائب قد تعكرها. فقام بزيارة الدولة الشقيقة قطر وإلتقى خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني وسافرا معا إلى السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين والإجتماع به في جدة. وقد كان لهذه البادرة الطيبة من الشيخ صباح الأحمد الأثر الكبير في زيادة التلاحم والتقارب بين الدولتين الشقيقتين قطر والسعودية وهو الأمر الذي انعكس على نجاح القمة الخليجية وتحقيقها لأهدافها بكل يسر وسهولة.

نحن في الخليج ليس لنا إلا بعضنا مهما عملنا من تحالفات دولية ومهما وقعنا من إتفاقيات عسكرية مع كبرى دول العالم. في وقت الحقيقة لن نجد غير أهلنا وإخواننا أهل الخليج سندا وعضيدا لنا. وأزمة غزو الكويت أكبر دليل فقد ترددت أغلب دول العالم في إستنكار ما جرى إلا دول الخليج التي كان صوتها صارخا وشاجبا.

الدول الكبرى تبحث عن مصالحها ولا أحد يضمن أن مصالحها تلك تكون دائماً معنا. فالسياسة لتلك الدول متقلبة وإن كانت في صالحنا اليوم فستكون في الغد القريب مع غيرنا قوتنا في وحدتنا وضمان بقائنا (بعد الله) هو تكاتفنا وإتحادنا. والإتحاد لا يعني إلغاء الهوية الوطنية لأية دولة بل هو إتحاد إرادات وإتحاد قوى سياسية وإقتصادية وعسكرية.

مجموع سكان دول الخليج يشكلون أكبر تجمع سكاني في إقليمنا. وجيوشنا الخليجية مجتمعة تشكل أكبر قوة عسكرية في إقليمنا. ونفس الشيء يقال عن الجانب الاقتصادي. أما تشتتنا وتفرقنا سيجعل دولنا لقمة سائغة لكل وحش إقليمي نقطة أخيرة: شكرا سمو الأمير حفظك الله ورعاك على جهودك الكريمة على إنجاح القمة الخليجية وسيذكرك التاريخ كأكبر شخصية ساهمت في التلاحم الخليجي.

 

 

غنيم الزعبي