الدولار الإيراني. تحت هذا العنوان الذي كتبه جهاز المخابرات المصري في البند الأول من مخططات الإخوان لتعطيل المرحلة الإنتقالية، جاء تفسيره بأن الإخوان يقومون بالتواصل مع جماعات جهادية موالية لهم في غزة من أجل ضخ دولارات مزورة إلى مصر لضرب الإقتصاد المصري، وتتم عمليات التزوير على يد عناصر إيرانية الجنسية لديهم حرفية عالية في تزوير العملات، ويستخدمون في ذلك ماكينات تزوير حديثة بحيث يصعب على غير المتخصصين كشف تزوير تلك الدولارات.

 

ووفقا لما كتبه جهاز المخابرات تحت هذا البند أيضا أن تلك الجماعات تمكنت بالفعل منذ ما يقرب من 3 أشهر وتحديدا عقب عزل مرسي بـ 14 يوما من إدخال ملياري دولار أميركي مزورة، وذلك عبر الأنفاق الرابطة بين غزة ورفح وبمساعدة إحدى الجماعات الجهادية الموجودة بمدينة العريش بشمال سيناء، وبالفعل وصلت هذه الدولارات إلى الأسواق ولم يتمكن أحد من اكتشاف تزويرها إلا بعد وصولها إلى البنوك.

 

وقالت التقارير المخابراتية كذلك إنه لم تكن تلك المحاولة الوحيدة التي تهدف إلى زعزعة الوضع الإقتصادي للبلاد، بل قامت الجماعات الإرهابية الموالية للإخوان بتكرارها ثلاث مرات بعد ذلك بإجمالي مبلغ 4 مليارات دولار مزورة، ولكن تم ضبطها قبل أن تخرج من سيناء إلى باقي المحافظات، وتمكنت أجهزة المخابرات قبل أيام قليلة من إلقاء القبض على خمسة عناصر من الذين يعملون على هذا الأمر أثناء محاولاتهم الدخول بكمية من الدولارت المزورة عبر أحد الأنفاق، وبالتحقيق معهم كشفوا للمخابرات المصرية طرق تزوير تلك الدولارات وكيفية اكتشاف عملية التزوير، إلا أن عمليات تهريب تلك الدولارات لم تنته حتى الآن بسبب استمرار وجود العناصر الإيرانية تحت حماية حركة حماس بقطاع غزة وقيامها ببذل أقصى الجهود لإدخال دولاراتها المزورة إلى مصر.

 

هروب الأموال. بمعنى إخراج رؤوس الأموال الخاصة بقيادات الإخوان للخارج وتسريح العمالة الموجودة بشركاتهم لخلق هزة بشكل أو بأخر في الاقتصاد وزيادة أعداد العاطلين لتكون قنبلة موقوتة في وجه الحكومة، وجاء ضمن هذا البند أيضا أن الإخوان تمكنوا من أخراج ما يقرب من 10 مليارات جنيه في الفترة من 30 يونيو وحتى 20 سبتمبر إلى خارج البلاد ووضعها في بنوك تركية وأوروبية.

ووفقا لهذا الأمر أيضا فإنه تم تخصيص ما يقرب من 3 مليارات جنيه من هذه الأموال لدعم شبكة أعلامية موالية للإخوان ونشر مقالات بعدد من الصحف الأجنبية لمحاولة تشويه المرحلة الإنتقالية، ومهاجمة الجيش المصري وقياداته وخاصة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وكذلك محاولة تجنيد عدد من الخلايا الإخوانية النائمة بمؤسسات الدولة لتسريب أسرار أعمالهم إلى التنظيم الدولي للإخوان، وقيام شبكة رصد ووسائل الإعلام التابعة للإخوان بالتشهير بها.

 

وفي سبيل التصدي لذلك تقوم المخابرات حاليا بفحص ملفات جميع العاملين في المراكز المهمة والحساسة بأجهزة الدولة مثل القوات المسلحة والداخلية والقضاء لمنع قيام أية خلايا نائمة من الإخوان بتسريب أسرار عمل تلك المؤسسات.

 

حرب الاستنزاف. هذا هو المخطط الثالث الذي ترى المخابرات أن الإخوان يركزون عليه بشكل كبير. حيث تقوم الجماعة وبتعليمات من قيادات التنظيم الدولي والقيادي الإخواني الهارب محمود عزت بالخروج في مظاهرات متتالية في أماكن ومحافظات مختلفة بهدف إجهاد قوات الأمن، علاوة على تعطيل الحركة المرورية من وقت لاخر لخلق حالة من الضيق والتذمر عند المواطنين، وبالتوازي مع ذلك يتم دعم الجهاديين بسيناء وبعض المحافظات الأخرى لمواصلة استهداف رجال الجيش والشرطة والمنشآت الحيوية، وكذلك عقد اتفاقيات مع مهربي السلاح سواء في مصر أم في ليبيا أم في غزة لإدخال أكبر كمية ممكنة للبلاد.

 

ولمواجهة هذا الأمر تقوم أجهزة المخابرات بشكل مستمر برفع تقارير لأجهزة الأمن والجيش بتحركات الإخوان ومواجهتها بشكل لا يجهد قوات الأمن من خلال اصطياد القيادات المتورطة في التخطيط لخروج تلك التظاهرات وغيرها من عمليات تهريب السلاح والقبض عليهم.

 

الدعم المخابراتي. تحت هذا البند أو المخطط رصدت المخابرات أن الإخوان وبعد عزل مرسي لم يرفضوا أي تعاون مع المخابرات الأجنبية، وأنه تم بالفعل رصد تعاون إخواني مع المخابرات التركية والقطرية ومخابرات حركة حماس والمخابرات الإيرانية، وأن هذه الأجهزة تقوم بمد التنظيم الدولي للإخوان ببعض المعلومات الخاصة بتحركات أجهزة الأمن وبالوضع الإقتصادي للبلاد وبأفضل الطرق التي يجب على الإخوان خلق حالة من البلبلة في البلاد خلال المرحلة الإنتقالية.

 

قامت وتقوم أجهزة المخابرات لإحباط هذا المخطط الذي يعتبر الأخطر بتكثيف عملها للكشف عن أية شبكات تجسس تعمل في البلاد، ونجحت بالفعل في إحباط عمل ثلاث شبكات تجسس تابعة لإيران وتركيا، ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك حتى الان.

 

هدم خطوات المرحلة الإنتقالية. هو أيضا أحد المخططات الذي يعمل عليه الإخوان؛ ويهدف إلى التجهيز لإفشال عملية الاستفتاء على الدستور أو محاولة إخراج النتيجة بـ"لا" عليه. وكذلك تخطط الجماعة حاليا لإفشال الإنتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة من خلال إشاعة الفوضى والقيام بعمليات شغب وترهيب المواطنين لعدم النزول لممارسة حقهم في التصويت في الوقت الذي ستحشد فيه الجماعة أنصارها للتصويت بـ"لا" على الدستور، وكذلك الالتفاف حول مرشحين بعينهم (من الخلايا النائمة للإخوان) في الإنتخابات البرلمانية والرئاسية.

 

ومن أجل إحباط هذا المخطط تعمل المخابرات بالتنسيق مع أجهزة الأمن حاليا على إعداد خطط أمنية محكمة للسيطرة على محاولات من الإخوان لتعطيل عمليات الإستفتاء والتصويت الخاصة بالدستور والإنتخابات.

 

التخويف. وهو مخطط إخواني مفاده إبقاء الرأي العام المصري في حالة خوف شديد وقلق يصل إلى حالة الرعب من تحركات التنظيم وتظاهراته حتى يظل الجميع في ترقب وتساؤل: ما هي الخطوة التالية للإخوان؟ ولتحقيق هذه الإستراتيجية تقوم الجماعة بعدة خطوات؛ أولها تهديدات دائمة للمجتمع المصري بـ "حرق البلد" في مناسبات متوالية مثل ذكرى أحداث شارع محمد محمود 19 نوفمبر الماضي، وفي كل مناسبة يتم تسريب خطط من نوع قطع الطرق الرئيسية واحتلال الميادين وتعطيل الدراسة ومحاصرة مؤسسات الحكومية والاشتباك العنيف مع قوات الامن، والهدف من كل ذلك إبقاء "العدو" الذي لم يعد الجيش والشرطة وإنما صار المجتمع كله تحت حالة من الضغط النفسي المستمر.

 

رابعة. مخطط يعتمد على الاستمرار في رفع شعار "رابعة" الذي يهدف إلى خلق رمز عالمي ضاغط يمكن إستغلاله بسهوله في مواقف مختلفة ومناسبات عديدة على نحو ما حدث مؤخراً من بعض نجوم الرياضة وكرة القدم للتأثير في الراي العام مصرياً وعالمياً. ويرجع اختيار اللون الأصفر ليكون الأبرز في تصميم "رابعة" وتأثيره الفسيولوجي القوي على الجسم من حيث رفع ضغط الدم وإفراز الهرمونات وإشعال الحماسة وفق أدبيات ما يعرف في الحرب النفسية بـ "علم النفس اللوني".

 

الإشاعات. من خلال إطلاق الإشاعات ومحاولة إثارة البلبلة في صفوف الجيش والشرطة من خلال الترويج لأنباء كاذبة عن انشقاقات لرتب عليا وضباط وإعطاء إيحاء بأن "تجربة الجيش السوري الحر" تعاد في مصر.

 

التشكيك. ويقوم الإخوان في إطار ذلك بتشكيك المواطنين في مستقبل البلاد وتضخيم الأخطاء التي ترتكبها الحكومة، والحديث أن البلد مقبل على الإفلاس ولا أمل في الغد، واستغلال أزمات عابرة مثل أزمة البوتاجاز للتأكيد على أن النظام ينهار حتى يصل المواطن إلى قناعة مفادها أن كل هذا بسبب ثورة 30 يونيو "التي لم نجن من ورائها سوى الخراب" بحسب الجماعة.

 

الإبتسامة. حيث أوضحت أجهزة المخابرات أن الإبتسامة الواسعة التي يرسمها قادة الإخوان على وجوههم لحظة إلقاء القبض عليهم هي أيضا شيء مخطط وما هو إلا "تكتيك" متعارف عليه في الحرب النفسية يهدف إلى حرمان العدو من الشعور بالنصر، كما يهدف ايضا إلى الحفاظ على الحالة المعنوية للأنصار والأتباع.

 

محمد علي إبراهيم