شهدت الفترة الأخيرة تداولاً واسعاً و نقاشاً مُستفيضاً حول خطاب الإصلاح و المجالات الحية التي ينبغي أن يطولها على الصعيد الوطني عموماَ و العاصمة الاقتصادية على الخصوصَ، ما استدعى تدخلا ملكياَ غير مباشر عبر خطاب سامي، انتقد فيه العاهل المغربي الحالة المزرية التي أضحت عليها ولاية الدار البيضاء الكبرى، في ظل التسيير المتدبدب، و الصراعات السياسوية الضيقة، بين الأطراف المُسيرة للمدينة العملاقة، و التي غالباَ ما يكون المواطن البيضاوي ضحية لها، و قد دعا الخطاب إلى تكثيف جهود جميع الفرقاء السياسيين من أجل النهوض بأوضاع مدينة البيضاء و إعادة الإعتبار إلى كل معالمها...، و قد أصبحت الفرصة مواتية من أجل الدعوة الصريحة إلى تفعيل مساطر و آليات الإصلاح المختلفة، و أضحت مطلبا طموحاً و ضرورة لا محيد عنها في ظل الإكراهات الوطنية و الدولية الراهنة. 

 

و قد سُررنا كبيضاويين غيورين على مدينتنا بعد سماعنا للخطاب الملكي، حيث حضينا بالتفاتة ملكية سامية، و أردنا من كل قلوبنا، أن يفهم ممثلونا في مجلس المدينة، "ميساج" صاحب الجلالة في شقه الإيجابي، و أعني به : التعاون المُثمر و نبذ كل الخلافات الضيقة، و تفعيل مفهوم سياسة الديمقراطية التشاركية الحقيقية، التي ستصب لا محالة في صالح كل البيضاويين، لكن على ما يبدو أن العكس ما حصل و انقلب السحر على الساحر، حيث فضّل بعض السياسيين الفاشلين ضمن مجلس مدينة الدار الكبرى، اللجوء إلى أساليب صبيانية قذرة، بُغية التشويش على أشخاص عُرفوا بنزاهتهم و همتهم، و ثني عزيمتهم عن البذل و العطاء، و لست هنا لأرمي أحداَ بالورود...، و الحالة تنطبق تماماً مع حالة السيد "أحمد ابريجة"، الذي تم استهدافه مؤخراَ بحملة إعلامية شرسة و مسعورة، و الأرجح أنها حملة مأجورة و بسخاءٍ تام، إلى حد أن أصحاب تلك الأقلام الصفراء، أصابهم العمى الأسود، و نسوا أو تناسوا عُنوة، أن  القذف و السب و الشتم، و اختلاق الأخبار الزائفة في حق شخصيات عمومية دون دلائل و لا براهين ملموسة، أشياء يعاقب على القانون الجنائي المغربي و قانون الصحافة المغربية و حتى الدولية...

 

و على إثر تلك الحملة الشرسة، نشرت مُؤخراً الزميلة " كَود" خبراً مفادُه أن الشرطة الوطنية، تقوم حالياَ بالبحث و التحري مع السيد "أحمد ابريجة" بصفته النائب الأول لعمدة مدينة الدارالبيضاء، و اثنين آخرين من أعضاء المجلس دون الإشارة لأسمائهما...؟؟؟ بتهمة التورط في خروقات تخص مجال "التسيير"، ما دعانا إلى البحث و التحري من أجل التأكد من صحة الخبر، و قد أجرينا مكالمة هاتفية مباشرة مع المعني بالأمر أي السيد "ابريجة"، و سألنا عن ما مدى صحة الخبر المنشور بالجريدة الإلكترونية السالفة الذكر، و قد أكد لنا هذا الأخير أنه لم يخضع قط، إلى أي بحث أو تحري من لدن الفرقة الوطنية، و أن ما راج في تلك الجريدة، كذب و بهتان...، و لن يثني من عزيمته من أجل البذل و العطاء المتواصل و كسب كل الرهانات المُستقبلية، و تدليل كل العراقيل التي تعترضه، بما فيها الصراعات السياسية الضيقة التي يعرفها المجلس الحالي لمدينة الدار البيضاء نفسه، و أضاف السيد ابريجة، أن مثل تلك الأخبار الزائفة أضحت مألوفة عنده و عند كل البيضاويين و تدخل في إطار الحملة المسعورة و المأجورة، التي يشنها بعض أعداء النجاح بمجلس المدينة المُوقر، عن طريق شراء ذمم بعض الأقلام التي "لا حول و لا قوة لها"، كونها تصنف ضمن الخطوط التحريرية الرخيصة، أو بتعبير أدق تُصنف ضمن الجرائد الصفراء، و قد كذب السيد ابريجة كذلك في إشارة بسيطة منه إلى ما جاء بالزميلة "أخبار اليوم" حول فراره بدوار السكويلة صحبة السيد "محمد ساجد"، من هجمة شنها بعض ساكنة الدوار السالف الذكر، حيث أكدّ أن هذا الخبر هو الآخر يعدّ كيدياَ، و لا أساس له من الصحة، و أنه يفضل تطبيق القول المأثور " القافلة تسير و الكلاب تنبح"، و هو في خدمة "سيدي مومن و كل البيضاويين" على السواء، و ليس له الوقت للدخول في متاهات المحاكم من أجل مُقاضاة أقلام "صحافة الإسترزاق"...؟؟؟ و من يعمل على تسخيرها لغرض في نفس يعقوب، و ختم قائلاَ قبل أن يغلق سماعة هاتفه المحمول، إذا جاءتك السهام من الخلف، فاعلم يا أبا الزهراء أنـّك في المقدمة.  

 

و نحن هنا بدورنا نستغل الفرصة لكي نُنبه أصحاب تلك الأقلام المأجورة، أنه ليس في كل مرّة ستَسْلم الجرّة...؟؟؟ وعليهم توخي الحيطة و الحذر في مناوراتهم الغير محسوبة و المأجورة الثمن...، كما أشير إلى مُستغلي تلك المنابر الرخيصة، أنهم يخرقون القانون بعملهم الدنيء ذاك، و ليس لهم الحق في الإساءة و النيل من سمعة كل نزهاء هذا البلد مهما اختلفت ألوانهم السياسية، و عليه وجب التفكير في أسس و لبنات مشروع مجلس مدينة متكامل، قوامه التحديث و الديمقراطية الحقيقية، مع العمل على الاستفادة من إخفاقات الماضي الدفين، و نبذ كل الصراعات السياسوية الضيقة، و التفكير الجدي في عدم السقوط في نفس المُعيقات و الكبوات السابقة، التي أثرت على السير العادي لمدينة عملاقة كمدينة الدار البيضاء و جعلها قُطباً اقتصادياً كبيراً و حقيقياً كما يصبو إليها العاهل المغربي و معه كافة الساكنة البيضاوية.

 

 

 

بقــلـم :  نورالدين أبو الزهراء

 

خــاص مـــــاروك بوست