الجواب: 

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

 

فهذه من جنس الحروف المقطَّعة التي افتتحت بها تسع وعشرون سورة من القرآن، وهذه الحروف المقطَّعة الله أعلم بمراده منها، أو ربما يكون المقصود بها تحدي أولئك المعاندين الذين زعموا أن القرآن من وضع محمد صلى الله عليه وسلم؛ فتحداهم ربنا سبحانه بذكر هذه الحروف في أوائل تلك السور؛ كأنه يقول لهم: القرآن مؤلَّف من جنس الحروف التي بها تتكلمون، وبواسطتها تتفاهمون؛ فإن كان من صنع محمد كما تزعمون فأتوا بسورة من مثله؛ ويدل على رجحان هذا القول أنه يأتي ذكر القرآن بعد تلك الحروف غالباً؛ كما في البقرة ((الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)) وفي آل عمران ((الم. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْه)) وفي الأعراف ((المص. كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)) وفي يونس ((الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ)) وفي هود ((الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِير)) وفي يوسف ((الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ)) وفي الرعد ((المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)) وفي إبراهيم ((الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)) وفي الحجر ((الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ)) وفي طه ((طه. مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)) وفي الشعراء ((طسم. تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ)) وفي النمل ((طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ)) وفي القصص ((طسم. تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِين)) وفي لقمان ((الم. تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ)) وفي السجدة ((الم. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) وفي يس ((يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيم)) وفي ص ((ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)) وفي غافر ((حم. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)) وفي فصلت ((حم. تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)) وفي الشورى ((حم. عسق. كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) وفي الزخرف ((حم. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)) وفي الدخان ((حم. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ. إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)) وفي الجاثية ((حم. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)) وفي الأحقاف ((حم. تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)) وفي ق ((ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)) والله تعالى أعلم.