في لقاء مع عضو الوفد الذي شارك في زيارة لاقاليم الجنوبية للمملكة أوضح مع مصطفى عماي وهو عضو في شبيبة حزب الإتحاد الاشتراكي المغربي وعضو الأممية الاشتراكية العالمية، أن هناك تعتيم إعلامي عن ساكنة المخيمات بخصوص التنمية التي تعيشها المدن الصحراوية وكذالك حجب المعطيات المتعلقة بالحكم الذاتي عن صحراوي المخيمات، وأقر بأن البرنامج كان مسطر وتم التحكم فيه ولم يترك الوفد للقاء العامة والناس هناك وجها لوجه، واكذا أيضا ان مثل هذا التقارب يمكن من تقريب وجهات النظر بين الشباب الذي يهتم بأفاق أرحب وهذا نص الحوار.

 

بصفتكم من شباب الصحراء وتنشطون داخل الشبيبة الاتحادية،  قمتم مؤخرا  بزيارات للأقاليم الصحراوية ومخيمات تندوف بحضور وفد من الأممية الاشتراكية بينهم أعضاء من شبيبة الساقية الحمراء التابعة لجبهة البوليساريو. 

 

1) كيف كانت اللقاءات التي قام بها وفد الأممية الاشتراكية للأقاليم الصحراوية وهل أقنعتم وفد شبيبة البوليساريو بمواقفكم من قضية الصحراء؟

 

بالنسبة للقاءات كانت جيدة بحيث تمكنوا من خلالها من حقيقة الوضع في المناطق الصحراوية وتمكنوا من أخد صورة حقيقية ـ عكس الصورة النمطية التي كانت لديهم ـــ ووقفوا على المجهودات التنموية التي تبدلها الدولة سواء في الجانب الاقتصادي والاجتماعي أو ما يتعلق بالبنيات التحتية ناهيك عن الهامش الكبير الذي تتمتع ساكنة الأقاليم الصحراوية ـــ شأنها شأن باقي أقاليم المملكة ـــ فيما يخص حقوق الإنسان وحرية التعبير. أما فيما يخص شبيبة البوليساريو فالشيء الوحيد الذي اقتنعوا به هو أن الغالبية الساحقة للصحراويين منخرطة في المسلسل التنموي ومقتنعة بأهمية الحكم الذاتي كحل نهائي لنزاع الصحراء، وأن صوت جبهة البوليساريو غير مسموع لديها، ولربما يكون هذا كاف لمراجعة قناعاتها.

 

2) زرتم كذالك مخيمات تندوف ضمن وفد الأممية الاشتراكية وذالك تنفيذا للاتفاق الذي تمخض عن مؤتمر الأممية بألمانيا كيف هي الأوضاع هنا؟

 

قصر مدة زيارتنا لمخيمات اللاجئين لم تمكنا من معاينة حقيقية للأوضاع هناك لكننا وقفنا على واقع صعب يعيشه اللاجئون هناك بسبب قساوة ظروف مناخ لحمادة، وهذا طبيعي أمام عدم وجود الوسائل الأساسية من ماء وكهرباء... لكن ما لاحظناه هو أننا لم نقف على ظروف احتجاز للبشر.

 

3) هل قمتم بعقد لقاءات تواصلية مع المكونات الشبابية للبوليساريو نود ان تحدثنا عن ما قامت به شبيبة الاتحاد الاشتراكي من أنشطة داخل المخيمات؟

 

نعم قمنا بعقد لقاء تواصلي مع شباب مخيم السمارة في مقر ولاية السمارة حيث تمكنا من الوقوف على أن بعضهم يكن حقدا كبيرا للمغرب بسبب الصورة النمطية المرسومة لديهم لكن بعد النقاش وخصوصا بعد سماعهم لمداخلتي ومداخلة النائبة البرلمانية رقية الدرهم والتي وضحنا من خلالها أن صوت الجبهة غير مسموع في الأقاليم الصحراوية وأن تمثيلية الشعب الصحراوي ليست حكرا على جبهة البوليساريو أمام وجود هيئات منتخبة وبرلمانيين ومجتمع مدني يمثل هاته الأقاليم. أما فيما يخص الأنشطة بمخيمات تندوف فكانت حسب البرنامج الذي سطرته شبيبة إتحاد الساقية الحمراء ووادي الذهب عبارة عن لقاءات جمعتنا بالبشير مصطفى السيد عضو الأمانة العامة و مسؤول التنظيمات السياسية ووالي ولاية السمارة وكذا أعضاء مجلسها الجهوي ثم لقاء مع محمد خداد منسق الجبهة مع المينورسو بعدها كان لنا لقاء مفتوح مع شباب مخيم السمارة ثم انتقلنا إلى مخيم بوجدور(27فبراير) حيث كان لنا كذالك لقاء مع الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، بعدها كان لنا لقاء أخر مع جمعيات أولياء المعتقلين والجمعيات التي تقول أنها تدافع عن الثروات الطبيعية بالصحراء ثم زيارة للمتحف الوطني هناك. وختام اللقاء كان مع خطري الدوه رئيس برلمان جبهة الوليساريو، حيث ركزنا على إيصال جدية وأهمية الحل المغربي لمشكل الصحراء.

 

4) هل تعرضتم لمضايقات من طرف البوليساريو  أثناء لقاءاتكم الشبابية بمخيمات تندوف؟

 

لم نتعرض لأي مضايقة لكن بداية اللقاء كانت متشنجة خصوصا وأنه كان أول لقاء مع شباب من المغرب يدافع عن الوحدة الترابية للمغرب ناهيك عن هذا الشباب لم يستسغ وجود شباب من الأقاليم الصحراوية يدافع عن مشروع الحكم  الذاتي، و هم من كانت لديهم فكرة على أن كل الصحراويين مؤمنين بالانفصال.

 

5) كيف تجاوبت شبيبة الساقية الحمراء مع أفكاركم المساندة للطرح المغربي؟

 

ما لمسناه بعد اللقاء أنه توجد إمكانية لفتح جسر للتواصل بين الأقاليم الصحراوية و مخيمات تندوف ليقف هؤلاء الشباب على حقيقة الوضع هنا سواء من الناحية التنموية أو الحقوقية بعدها حتما سيراجعون مواقفهم.

6) ممثلوا شبيبة البوليساريو رفضوا أخد صور قرب العلم الوطني أثناء جولتهم، كيف قبلتم أنتم أخد صور قرب علم الجبهة ؟

 

أبدا، فأولا، قناعتنا، وطنيتنا لن تزعزها هكذا صور، وبخصوص الصور التي التقطت تحت أعلام جبهة البوليساريو فنحن نعتبر ذلك تمرينا في إطار مبادرة الحكم الذاتي خصوصا وأن جميع أقاليم الحكم الذاتي في العالم تتوفر على أعلام خاصة بها لذلك إعتبارنا أن علم جبهة البوليساريو قد يكون غدا علما للحكم الذاتي لذلك لم تجد إحراج في التقاط أي صورة موضح فيها عمل البوليساريو خلافا للطرف الأخر الذي يخاف أن تتم معاقبته...

 

7) ما هي الغاية من هذه المبادرة في هذا الوقت بالذات ولماذا قاطعت (الكوديسا) لقاءاتكم بالعيون وبوجدور والداخلة؟

 

فيما يخص الهدف من الزيارة أولا إعطاء فرصة لشباب (اليوزي) لأخذ صورة عن الوضع بالأقاليم الصحراوية حتى تكون له كامل المعطيات قبل إصدار أي بيان يمس وحدتنا الترابية خصوصا وأن الإتحاد الدولي للشباب الاشتراكي العالمي عضو في الأمم المتحدة، أما فيما يخص مقاطعة الكوديسا للقاء اليوزي فهذا السؤال يمكنك أن توجهه لأعضاء هذا التنظيم فهم الأولى بالإجابة عنه.

 

8) بوليساريو الداخل انقسمت بين داعم للمبادرة ورافض لها بل لقاءات العيون وبوجدور والداخلة شهدت حضور بعض هذه العناصر لكن دون إبداء أي رأي ما هو تعليقكم على ذالك؟

 

نحن كتنظيم شبابي نناضل من أجل حقوق الإنسان والوحدة الترابية للمملكة وضمان حرية التعبير لكل مواطن في كامل تراب الوطن كيفما كانت قناعته السياسية ــ حرصنا على أن نمكن كل تنظيمات بوليساريو الداخل من الحضور أمام وفد اليوزي للتعبير عن آرائهم وهنا انتهى دورنا  ــ و تبقى مسألة الكلام من عدمه مسألة شخصية.

 

9) هل تحضرون في المستقبل لمثل هذه المبادرات وهل تعتقدون أن هذه المبادرات المدنية قد تخرج الملف من المأزق الذي يقع فيه؟

 

الأكيد على أن هذا البرنامج لن يتوقف عند هذه الخطوة والمؤكد على أنه سيفتح جسرا للتواصل والذي لا محال سيكون لبنة من لبنات الطريق إلى إيجاد حل نهائي يضمن للصحراويين تقرير مصيرهم ولبلدنا سيادته أي وحدة المملكة المغربية.

 

10) ما هو رأيكم في الأحداث الدموية بأسا وكلميم وهل قمتم بمبادرات تلطف الأجواء وتعيد الأمور لطبيعتها ولمن تحملون مسؤولية ما وقع؟

 

نتأسف لما حدث في آسا و كلميم و ندين استعمال العنف أيا كان مصدره، فيما يخص المسؤولية لا زلنا ننتظر نتائج التحقيق الذي تجريه الهيئات المختصة سواء الحكومية أ القضائية أو المنظمات الحقوقية لمعرفة المسؤول عن هاته الأحداث.

 

كلمة أخيرة

 

نشكر موقع "الجزائر تايمز" على كل ما يقوم به من أجل إيصال الخبر للعالم العربي والدولي- خصوصا المتعلق بأقاليمنا الصحراوية- بجرأة و جدية و حياد وهذا هو المأمول حتى يكون للإعلام دور في طي هذا الملف الذي طال و لا زلنا نعاني من تبعاته في الضفتين، وقبل الختم نناشد كافة الشباب الصحراوي بالانخراط في الدفاع عن وحدة وطننا الترابية وأقول لهم أن الكلمة لن تعطى لهم ما داموا لم يبادروا لأخذها.

 

أجرى الحوار : إبراهيم أفروخ

 

المصدر الجزائر تايمز