توالت ردود الفعل الدولية على المجزرة التي وقعت فجر الأربعاء وراح ضحيتها أكثر من 1500 قتيل جراء الهجوم بالغازات السامة التي تعرضت لها مناطق في ريف دمشق بسوريا، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق فوري في الحادثة وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الجمعة بإجراء تحقيق عاجل في مزاعم بشأن استخدام أسلحة كيمياوية في الغوطة بسوريا، واصفاً ما حدث هناك بأنه "جريمة ضد الإنسانية".

 

وقال بان إن ثبوت استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا ستكون له تداعيات خطيرة. وأضاف -في تصريحات له في سول، عاصمة كوريا الجنوبية- أن مشاركة الأمم المتحدة في حل الأزمة السورية باتت مسألة وقت، مكرراً إدانته لاستخدام أسلحة كيمياوية في سوريا وطلب بان من ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين السفر إلى دمشق لمطالبة السلطات بالسماح لفريق المنظمة -الذي وصل إلى سوريا يوم الأحد بالتحقيق في مزاعم سابقة عن استخدام الأسلحة الكيمياوية- بزيارة الموقع الجديد.

 

وقال المكتب الصحفي لبان في بيان "يعتقد الأمين العام أن الحوادث التي وردت عنها تقارير أمس ينبغي أن يجري التحقيق فيها دون تأخير" وأضاف أن طلبا رسمياً أُرسل من الأمم المتحدة إلى الحكومة السورية في هذا الصدد. وقال إن الأمين العام "يتوقع تلقي رد إيجابي بدون تأخير" وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس الخميس إن دبلوماسيين كبارا من الولايات المتحدة وروسيا سيجتمعون في لاهاي يوم الأربعاء القادم لمناقشة سبل إنهاء الحرب الدائرة في سوريا.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات مع زعيم المعارضة السورية أحمد الجربا أمس الخميس وأكد له التزام واشنطن بالتحقيق في الواقعة كما أجرى اتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونظرائه الفرنسي لوران فابيوس والأردني ناصر جودة والقطري خالد بن محمد العطية والتركي أحمد داود أوغلو بالإضافة إلى مسؤولة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وكانت الخارجية الأميركية قد ذكرت في وقت سابق الخميس أن واشنطن غير قادرة على القول بشكل قاطع إن أسلحة كيمياوية استخدمت في هجوم مزعوم بالغاز قرب دمشق، وإن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر أجهزة المخابرات الأميركية بالعمل بشكل عاجل على جمع معلومات للمساعدة في التأكد من المزاعم.

خيارات مفتوحة


من جانبه، قال السيناتور الأميركي جون ماكين إنه متأكد من استخدام النظام السوري السلاح الكيمياوي في ريف دمشق، "خاصة وأن نظام الرئيس بشار الأسد سبق أن استخدمه"

وقال ماكين في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية الخميس، إنه يجب على واشنطن الإسراع بالتحرك عسكرياً "وضرب مطارات الأسد وطائراته، بعد أن باتت دمشق غير مبالية بتهديدات واشنطن".

 

وفي بريطانيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن لندن لا تستبعد اللجوء إلى أي خيار لوقف حمام الدماء وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه إذا ثبت حصول هجمات بسلاح كيمياوي فينبغي الردّ باستخدام القوة أما وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله فطالب بأن تسمح دمشق لخبراء الأمم المتحدة بالتحقيق في تلك المزاعم بدوره قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن كل الخطوط الحمراء تم تجاوزها.

 

كما أدان الأردن أمس الخميس، مجزرة الغوطة الشرقية بريف دمشق حيث أعرب وعبر وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني في بيان عن قلق بلاده العميق من أي استخدام للسلاح الكيمياوي، معتبراً ذلك انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي بالإضافة إلى تداعياته الخطيرة على الأمن الوطني الأردني خاصة في ضوء التقارب الجغرافي بين البلدين ودعا المومني إلى تحقيق يفضي إلى معاقبة مرتكبي المجزرة البشعة، مجدداً موقف الأردن الداعي إلى حل سياسي للأزمة السورية. 

 

ساحة اختبار


ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس التقارير التي تحدثت عن استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا بأنها "مقلقة للغاية"، متهماً ايران باستخدام سوريا "كساحة اختبار" وحثت روسيا الحكومة السورية والأمم المتحدة الخميس على الاتفاق على زيارة خبراء الأسلحة الكيمياوية الدوليين إلى الموقع الذي تعرض للهجوم الكيمياوي بريف دمشق وقالت روسيا إن المدنيين قُتلوا "بصاروخ يدوي الصنع محمل بمادة كيمياوية مجهولة"، وإن الهجوم كان على الأرجح استفزازاً من جانب قوات المعارضة بهدف إلقاء اللوم على الرئيس السوري.

 

من ناحية أخرى، قال بيان مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن عدد الأطفال السوريين اللاجئين في دول الجوار بلغ مليون طفل.

وذكر البيان أن هذا العدد يشكل نصف عدد اللاجئين خارج البلاد، وأن عدد الأطفال المشردين داخل سوريا بلغ نحو مليوني طفل وأضاف التقرير أن المنظمتين أطلقتا أكبر حملة إنسانية في تاريخ الأمم المتحدة، لجمع نحو ثلاثة مليارات دولار لتمويل العمليات الإنسانية في البلاد، لكنهما لم تحصلا سوى على نحو 40% من هذا المبلغ.