رجب طيب أردوغان توافدت أعداد من المحتجين الأتراك إلى الساحات في العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول بعد سماعهم نبأ إطلاق سراح ضابط شرطة اتهم بالتسبب بوفاة أحد المتظاهرين في العاصمة منذ أسبوعين أثناء المظاهرات ضد حكومة وكانت عائلة القتيل رفعت دعوى قضائية وحثت الحكومة على إجراء تحقيق فوري. وقال نائب رئيس الوزراء بولنت أرينك إن إطلاق سراح الضابط تم بضمان استكمال التحقيقات.
ووقعت مصادمات بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين في أنقرة حيث استخدمت الشرطة مساء أمس خراطيم المياه والهري لتفريقهم وفي إسطنبول تجمع أكثر من ألفي شخص مساء الثلاثاء قرب ميدان تقسيم تنديدا بقرار القضاء الإفراج عن شرطي متهم بقتل متظاهر، وفق وكالة الصحافة الفرنسية وهتف المتظاهرون لأكثر من ساعة "نريد محاسبة القتلة" و"من أجل إيتيم، من أجل العدالة" و"كتفا بكتف ضد الفاشية". وجلس مئات منهم في مواجهة عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب منعوهم من الوصول إلى وسط ميدان تقسيم.
ومثل شرطي تركي يوم الاثنين أمام المحكمة لإصابته بالرصاص متظاهرا قضى متأثرا بجروحه يدعى إيتيم ساريسولول في الأول من يونيو/حزيران في أنقرة، لكن المحكمة قررت الإفراج عنه في ظل مراقبة قضائية حتى بدء محاكمته وقضى الشاب إيتيم (26 عاما) في 14 يونيو/حزيران متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس. وأظهر شريط مصور بث بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي شابا يسقط بشكل مفاجئ أمام شرطي يرتدي خوذة ثم يفر الأخير حاملا سلاحه.
في سياق متصل بالاحتجاجات، قالت تقارير إعلامية أمس إن شرطة مكافحة الإرهاب التركية ألقت القبض على عشرين شخصا في مداهمات نفذتها في أنقرة تتعلق بأسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أنحاء البلاد وقالت شبكة سي إن إن ترك إن الشرطة داهمت نحو ثلاثين عنوانا في العاصمة مستهدفة أشخاصا يشتبه في أنهم أعضاء في "تنظيم إرهابي" لم تحدده. وقالت الشبكة الإخبارية إن الشرطة نفذت العملية بعد أن حددت هوية الأشخاص الذين هاجموا ضباطا وشركات وممتلكات عامة، لكن متحدثا باسم الشرطة في أنقرة قال إن إدارته ليست لديها معلومات بشأن المداهمات.
ومنذ 31 مايو/أيار تاريخ بدء المظاهرات المناهضة لحكومة أردوغان والتي هزت المدن التركية، قتل أربعة أشخاص هم ثلاثة متظاهرين وشرطي، وأصيب نحو ثمانية آلاف آخرين وفق آخر حصيلة لنقابة الأطباء الأتراك وكانت الاضطرابات بدأت حين استخدمت الشرطة القوة ضد نشطاء يعارضون خطط إعادة تطوير متنزه بوسط إسطنبول، وتحول الاحتجاج إلى مظاهرات أوسع ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحكومته.